معيط يؤكد قدرة الاقتصاد المصري على تحمل الصدمات الخارجية: عقد وزير المالية محمد معيط مؤتمرا صحفيا أمس، وسط موجة الأخبار السلبية حول الاقتصاد المصري في الأسابيع الأخيرة. ووسط كل ما يثار من مخاوف بشأن متانة الاقتصاد المصري وسعر صرف الجنيه وموارد البلاد من العملة الصعبة، أبرز معيط الإنجازات المالية الأخيرة لوزارته، مشيرا إلى ما شهدته البلاد على مدار السنوات الماضية من زيادة في نمو الناتج المحلي الإجمالي والإيرادات الضريبية، وتحقيق فائض أولي جيد، والانخفاض المستمر في عجز الموازنة.

الرسالة التي أراد معيط إيصالها أمس هي ضرورة الهدوء والمضي قدما، وسط دعوات لخفض قيمة الجنيه مجددا، وتزايد المخاوف لدى المستثمرين بشأن تخلف مصر عن سداد ديونها.

المزيد من السندات الدولية في الطريق:

تخطط مصر لإصدار سندات مقومة باليوان الصيني تزيد قيمتها عن 500 مليون دولار، بحسب معيط. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال الوزير لإنتربرايز إن مصر تجري محادثات مع المسؤولين الصينيين لإصدار سندات الباندا، وأن وزارة المالية تعمل حاليا على اختيار مديري الطرح.

وإصدار آخر لسندات الساموراي في الطريق… هذه المرة خضراء؟ تجري الحكومة حاليا مناقشات لإصدار سندات الساموراي الخضراء، وفق ما كشفه معيط. يأتي ذلك في أعقاب أول إصداراتنا على الإطلاق من سندات الساموراي في أواخر مارس، عندما باعت الحكومة 500 مليون دولار من السندات المقومة بالين الياباني.

وزارة المالية لا تزال تنتظر تحسن الظروف قبل إصدار أي سندات أخرى: ستؤجل الوزارة الإصدارات المزمعة لسندات التنمية المستدامة والصكوك لحين استقرار الأسواق، بحسب معيط.

كانت الحكومة تدرس طرح سندات مقومة بالين الياباني واليوان الصيني في عام 2019، لكن الإصدارات تأخرت بسبب تداعيات الجائحة.

وعلى صعيد برنامج الطروحات –

هل لا يزال بإمكاننا استكماله هذا العام؟ لا تزال الحكومة تأمل في طرح أسهم في عدد من الشركات المملوكة للدولة في البورصة المصرية خلال الفترة بين سبتمبر وديسمبر، وفق ما قاله معيط لشبكة سي إن بي سي عربية (شاهد 9:29 دقيقة). وكانت مصر تأمل في طرح حصص فيما يصل إلى 10 شركات تملكها الدولة في البورصة هذا العام، قبل أن يتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في هزات للاقتصاد العالمي. واقترح المسؤولون منذ ذلك الحين بيع حصص في تلك الشركات لمستثمرين استراتيجيين بسبب التقلبات في الأسواق العالمية، إلا أنه وحتى الآن تأجل طرح شركتين، فيما فشل طرح شركة ثالثة.

واستغل معيط المؤتمر الصحفي للكشف عن البيانات المحدثة لموازنة العام المالي 2021/2022، وكذلك مستهدفات العام المالي الحالي:

• تتوقع الوزارة الآن أن يتقلص عجز الموازنة إلى 5.6% في العام المالي الحالي، ثم إلى 5.0% في العام المالي 2024/2023، دون العجز المتوقع للعام المالي الماضي والبالغ 6.1%، حسبما نقلت بلومبرج الشرق عن معيط.
• وتتوقع أيضا تحقيق فائض أولي قدره 1.6% خلال العام المالي الحالي، بزيادة 0.1 نقطة مئوية عن توقعاتها الأخيرة ومقابل 1.3% في العام المالي 2021/2022.

• شهدت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعا هامشيا من 85% المتوقعة إلى 85.3% خلال العام المالي الماضي، بضغط من ارتفاع أسعار الصرف. وعلى الرغم من هذا الارتفاع، لا تزال النسبة ضمن المستهدف السابق لوزارة المالية دون الـ 90%، وفق ما قاله معيط.
• ارتفعت الإيرادات الضريبية بنسبة 18.7% على أساس سنوي لتصل إلى نحو 990 مليار جنيه خلال العام المالي 2022/2021، من 950 مليار جنيه كانت تستهدفها، مع تحرك الدولة لدمج الاقتصاد غير الرسمي في نظام ضريبي رقمي جديد.

معيط يواجه الأخبار الزائفة –

حاز المؤتمر الصحفي لمعيط على اهتمام غالبية برامج التوك شو ليلة أمس، كما ظهر معيط في مداخلات هاتفية للدفاع عن السياسات الاقتصادية للحكومة، من خلال برامج "صالة التحرير" (شاهد 24:48 دقيقة)، و"حضرة المواطن" (شاهد 1:13:18 دقيقة)، حيث انتقد ما يثار في تقارير صحفية حول الاقتصاد.

كانت الرسالة التي بعث بها معيط عبر البرامج الحوارية مختلفة بعض الشيء، حيث هاجم فيها بعض وسائل الإعلام التي تنشر الأخبار الزائفة إما عن جهل أو بغرض نشر الذعر بين المواطنين. وأشار معيط إلى أن من بين تلك الأخبار ما أثير حول محاولة صندوق النقد الدولي فرض شروطا قاسية على مصر مقابل حصولها على القرض الجديد، كإلغاء دعم الخبز وخفض الإنفاق الاجتماعي، وقال إن كل هذا غير صحيح.

انتقد معيط أيضا قناة العربية، وقال إن القناة نسبت إليه تصريحات مفادها أن الحكومة تعد حزمة من الإجراءات لحل أزمة الدولار في مصر، في حين أن معيط صرح أن تلك الإجراءات تهدف لحل مشكلة تكدس البضائع في الموانئ وليس لتوفير الدولار.