تسرب نفطي يضرب سواحل دهب.. والمجتمع المحلي يقود جهود إزالته
تسرب نفطي يضرب شواطئ مدينة دهب في خليج العقبة بالبحر الأحمر.. ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلية تهرع لإزالته. في منتصف أغسطس الحالي، انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أجزاء من ساحل مدينة دهب مليئة ببقع كثيفة من النفط الخام، نتيجة تسرب من ناقلة نفط في ميناء العقبة الأردني. قاد المتطوعون والمنظمات البيئية المحلية جهودا لإزالة النفط عن شواطئ المدينة الواقعة بجنوب سيناء، التي تمتلك وفرة في الحياة البحرية وتعد وجهة جاذبة للسياح من جميع أنحاء العالم.
المجتمع المحلي يقود جهود الإنقاذ: أطلقت المبادرة البيئية التطوعية "إيكو دهب" وغرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بوزارة السياحة ناقوس الخطر في 16 أغسطس مع منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي توثق التسرب النفطي وتحذر من دخول المياه.
بدأ السكان المحليون على الفور في تجريف ورفع ما يمكنهم من الشاطئ في أكياس بلاستيكية. "كانت هذه كلها جهودا فردية في البداية، لذا بدأنا في تنظيم المجموعات التي كانت تنظف بالفعل"، حسبما قالت نادين وهاب مؤسسة إيكو دهب لانتربرايز. "حرصنا على معرفة ما يجب عليهم فعله. تحدثنا إلى مستشارين، وحصلنا على قفازات ومجارف وبدأنا في استخدام حاويات مياه سعتها 19 لترا مع قطع الجزء العلوي منها لتخزين الزيت الذي أزلناه"، حسبما قالت وهاب.
العمل الجماعي يجعل من الحلم حقيقة: أجرى مركز السلام لمكافحة التلوث البحري في شرم الشيخ التابع لوزارة البيئة مسحا للمنطقة وتولى السيطرة الفورية على الأضرار، وفقا لبيان للوزارة. شارك نحو 50 فردا من المجتمع المحلي في إزالة النفط من الشاطئ، بينما وجه المجلس المحلي لمدينة دهب شركة النظافة الخاصة بالمدينة بنقل الملوثات إلى مكب النفايات، بحسب البيان. "تعلمنا يوما بعد يوم كيفية تسهيل استجابة المجتمع بشكل أفضل بالتنسيق مع الحكومة"، حسبما قالت وهاب.
أين ظهر التسرب؟ المنطقة التي تأثرت بشكل واضح بالتسرب النفطي يصل طولها إلى نحو 1.5 كيلومتر على طول ساحل دهب حيث تراكمت كتل من النفط الخام على الشاطئ، وفق بيان وزارة البيئة. وقالت الوزارة إن ذلك يشمل مناطق الايل جاردن والعصلة والزرنوق، حيث جرى جمع نحو 4 أطنان من المخلفات الزيتية ونقلها إلى مكب النفايات، وفقا للبيان.
ما مصدر التسرب؟ يبدو أن النفط قد نقل عبر التيارات البحرية من ميناء العقبة الأردني، حيث تسرب في وقت سابق من هذا الشهر نحو 11.4 طن من النفط من سفينة راسية في خليج العقبة. تسببت حركات المد والجزر في بقاء معظم النفط المتسرب في ميناء العقبة نفسه، وفقا لما قاله مسؤول من وزارة البيئة والسياحة الأردنية لصحيفة جوردان تايمز، رغم أنه أضاف أن "آثارا صغيرة للمادة الملوثة [وصلت] إلى الشواطئ في الدول الثلاث المجاورة المحيطة بالخليج العقبة [مصر والمملكة العربية السعودية وإسرائيل]".
بدأت التحقيقات على جانبي خليج العقبة: قالت وزارة البيئة إن مسؤولين من محميات جنوب سيناء جمعوا عينات من النفط من الأماكن المتضررة لتحليلها بمعامل جهاز شئون البيئة بالسويس للوقوف على مصدرها ومعرفة المتسبب لإتخاذ الإجراءات القانونية حياله. في غضون ذلك، تجري السلطات الأردنية "تحقيقا قضائيا" خاصا بها في حادث تسرب العقبة، وتشير النتائج الأولية إلى أنه كان نتيجة "مشاكل فنية" على متن سفينة بالاو المسجلة فلاور أوف سي. كما قدم الأردن تقريرا عن حادث التسرب إلى الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن.
لا نعرف بعد حجم الضرر في دهب.. لكن التلوث النفطي ليس أمرا هينا: يعد النفط الخام ساما ويمكن أن يلحق ضررا خطيرا بالناس والحيوانات التي قد تستنشقه أو تبلعه أو تلمسه، حسبما قال محمود حنفي، أستاذ الأحياء البحرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمي لمنظمة حماية البيئة في الغردقة لإنتربرايز. يوضح حنفي أن الآثار المترتبة على تسرب النفط على الحياة البحرية بما في ذلك الطيور البحرية وخيمة، ويمكن أن تجعل مخزون الصيد غير آمن للاستهلاك البشري.
بمجرد أن ينسكب النفط.. فإنه يلتصق: إزالة النفط من سطح المحيط في أعقاب التسرب مباشرة يمكن أن يزيل نحو 40% من الملوثات في أحسن الأحوال، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية. يصعب تنظيف التسرب النفطي بمجرد وصوله إلى الشاطئ لأنه انتشر عبر منطقة أوسع ويصعب استخراجه من الرمال أكثر من الماء.
يسلط التسرب الضوء على الحاجة إلى توطيد العلاقات مع جيراننا عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على البيئة: "كي يصل النفط إلى شواطئنا من الجانب الآخر لخليج العقبة، كان عليه أن يقطع مسافة 150 كيلومترا، وهذا كثير من الوقت لحل المشكلة لو جرى إخطارنا بها في وقت أسرع"، وفقا لحنفي.
من المحتمل أن يكون التلوث النفطي مشكلة أكبر – ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث: تنقل الناقلات ملايين الأطنان من المواد البترولية عبر قناة السويس كل عام – لذلك "ليس هناك شك في أن بعض هذه المواد تسربت إلى البحر على مر السنين"، وفق ما قاله حنفي. ما لا نعرفه هو تأثير التلوث على نطاق صغير على النظم البيئية البحرية في مصر. ويضيف: "إنه مجال بحثي لم يدرس جيدا".
في الوقت الحالي، السباحة آمنة في مياه دهب – لكن المجتمع المحلي أصبح أكثر استعدادا، حسبما قالت وهاب. "نطلب من الناس أن يكونوا متيقظين في حالة وجود أي منظر أو رائحة أو طعم للزيت في الماء، فقط ليكونوا آمنين"، بحسب وهاب. تواصل المبادرة تقييم الأعشاب البحرية بحثا عن آثار الزيت وستراقب عن كثب المناطق الأكثر تضررا للتأكد من عدم وصول المزيد من الزيت. وأضافت وهاب: "إذا حدث شيء من هذا القبيل مرة أخرى في المستقبل، فلدي أرقام الجميع وسنكون مستعدين للتعامل معها بشكل أسرع".
فيما يلي أهم الأخبار المرتبطة بالحفاظ على المناخ لهذا الأسبوع:
- تعيين مجموعة بوسطن الاستشارية شريكا استشاريا حصريا لقمة المناخ COP27 التي تستضيفها شرم الشيخ في نوفمبر. وستوفر المجموعة "القدرات التحليلية والرؤى المتخصصة من واقع خبرتها الواسعة في مساعدة الشركات والحكومات والمنظمات متعددة الأطراف في مجال المناخ والاستدامة".
- وقعت سبع شركات عالمية اتفاقيات مبدئية لبناء منشآت لإنتاج ملايين الأطنان من الوقود الأخضر في المنطقة الصناعية بالعين السخنة.
- وقعت شركة كوريا للطاقة المائية والنووية المملوكة للدولة عقدا قيمته 3 تريليونات وون كوري (2.2 مليار دولار) مع شركة الطاقة النووية الروسية المملوكة للدولة "روساتوم" لتوريد المعدات والمساعدة في إنشاء محطة الضبعة النووية البالغة قدرتها 4.8 جيجاوات.