الرقمنة هي المفتاح لتوسع قطاع الأغذية والمشروبات في مصر
ما هي الخطوة التالية لقطاع الأغذية والمشروبات في مصر؟ يتوسع قطاع الأغذية والمشروبات في مصر بشكل سريع، بين استقبال لاعبين جدد في السوق – شركة جرب تك الناشئة في مجال التكنولوجيا الغذائية التي تتخذ من دبي مقرا لها، والتي وعدت باستثمار 5 ملايين دولار على مدار الـ12-18 شهرا المقبلة في عملياتها – وتوسع شركات تكنولوجيا الغذاء الناشئة في البلاد من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ، وآخرها استحواذ شركة أبيتيتو الناشئة لتوصيل البقالة على شركة لمة التونسية الناشئة.
محليا، ما هو حجم القطاع؟ مصر لديها نحو 100 ألف لاعب في مجال الأغذية والمشروبات، موزعين على 400 ألف فرع، حسبما قال أسامة حرفوش (لينكد إن) المدير الإقليمي لشركة جرب تك الناشئة في مجال تكنولوجيا الغذاء في مصر لإنتربرايز، مضيفا أن 60% من المتواجدين في السوق لديهم ما بين فرع إلى ثلاثة فروع. وقال حرفوش: "هناك فجوة في البيانات، إذ تغطي البيانات التي جرى جمعها العاملين في القاهرة والإسكندرية والمنصورة وطنطا والزقازيق وبورسعيد". سجل 27-30 ألف مطعم فقط لدى الجهات الحكومية ولديها سجلات ضريبية، ما يحد بشكل كبير من عدد اللاعبين الذين يمكن لجرب تك العمل معهم.
القطاع مستمر في النمو: "أعتقد أنه بالتأكيد في المرحلة التي ينمو خلالها بشكل هائل ويجلب المزيد من الأعمال التي تتبنى المفاهيم الجديدة والتقليدية. العلامات التجارية المحلية تزدهر بالفعل"، حسبما قال تامر عامر (لينكد إن) المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة وان أوردر.
ما موقفهم من تبني الاتجاهات التقنية؟ قال حرفوش إن نحو 60-70% من 100 ألف شركة محلية يتبنون اتجاهات تقنية، لكن 70% منهم فقط لديهم أنظمة مطبقة يمكنها على الأرجح دمج التكنولوجيا الجديدة في عملياتهم.
اليوم، يمكن للمطاعم الاستعانة بمصادر خارجية لكل شيء: هناك منصات لمساعدة المطعم في الحصول على الطلبات، وشركات توصيل لتقديم هذه الطلبات ومورد لمساعدة المطبخ على تأمين مكوناته، كما قال حرفوش، مضيفا أن هذا يزيد الحاجة إلى برنامج يتتبع كل ذلك في وقت واحد ويساعد في عملية إدارته.
لكنهم بحاجة إلى التكنولوجيا لدعمها ودمجها: يتجه القطاع محليا وعالميا نحو تبني المزيد من الاتجاهات الرقمية في عملياته، الأمر الذي يتطلب من المطاعم أن تكون موجودة أولا رقميا، وثانيا إنشاء نظام سحابي أو واجهات برمجة تطبيقات تمنحهم القدرة على الاندماج مع أنظمة أخرى أو أطراف ثالثة، حسبما قال حرفوش. ستسمح لهم هذه الخطوات بدمج طرق الدفع الجديدة، وتعزيز تجربة العملاء، وتنفيذ حلول أفضل لسلسلة التوريد وتحسين عملية التسليم.
يمكن ملاحظة اتجاهات التكنولوجيا الناشئة في مجال الأغذية والمشروبات في ثلاثة مجالات رئيسية: سلسلة التوريد وتجربة العملاء والتسليم. نلقي نظرة على كيف يحدث ذلك:
# 1- سلسلة التوريد. تضطر المطاعم إلى استئجار مساحات أكبر لتخصيص مساحة تخزين بسبب جداول التسليم الأسبوعية من الموردين التقليديين والحاجة إلى الاحتفاظ بالمخزون اللازم في متناول اليد. قال عامر إن حلول سلسلة التوريد، مثل خيارات التسليم في اليوم التالي، يمكن أن تساعد المطاعم على التخلي عن التخزين عند استئجار مساحة تجارية. "يمكنهم الآن [استئجار] مساحات أصغر ودفع إيجار أقل وعدم القلق بشأن سلسلة التوريد لأنهم يعرفون أنه يمكنهم تقديم طلب للتسليم في اليوم التالي ويتوقعون تسليمه في الوقت المحدد".
# 2- تجربة العميل. يمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة العميل، سواء داخل المطعم أو عند طلب التوصيل للمنزل. يمكن أن يشمل ذلك قوائم تفاعلية وتوفير واي فاي وعروض ترويجية مستهدفة للعملاء المحتملين بالقرب من المطعم، حسبما قال الخبراء.
# 3- التوصيل. "ما يقرب من 80% من المطاعم تقدم الآن خدمات التوصيل"، حسبما أخبرنا الشريك المؤسس لشركتي سيرف وتاكيري أحمد توفيق (لينكد إن). قال توفيق إن قطاع الأغذية والمشروبات شهد تغيرات جذرية بسبب الجائحة، ما دفع العملاء نحو منصات طلب الطعام الرقمية. تمتلك الكثير من العلامات التجارية الآن موقعا إلكترونيا خاصا بها يسهل عملية التوصيل ويمكنها في الوقت نفسه الاعتماد على تطبيقات توصيل تابعة لجهات خارجية مثل طلبات والمنيوز. قال حرفوش: "سمحت الرقمنة بالمراقبة المستمرة لشركات التوصيل، ومنح المطاعم تقديرا للوقت الذي يجب أن يتوقعوا فيه وصول وسيط التوصيل حتى يتمكنوا من إعداد الطعام وفقا لذلك".
والشبكة آخذة في الاتساع: بدأ لاعبو قطاع الأغذية والمشروبات في البحث عن شركات لوجستية تابعة لجهات خارجية، مثل سيرف ويلا في السكة لمساعدتهم على تنفيذ خدمات التوصيل. ساعد دمج العمليات مع خدمات التوصيل مثل بوسطة وماي ليرز الشركة على تتبع الشحنة والبقاء على اتصال بها أثناء تسليمها، حسبما أخبرنا مؤسس شركة عطار محمد علي (لينكد ان).
يوفر هذان قدرا من المكاسب للمطاعم، منها البيانات. على سبيل المثال، أدى النمو في استخدام منصات التوصيل الرقمية إلى تزويد لاعبي الأغذية والمشروبات بمزيد من البيانات حول قاعدة عملائهم، ما سمح للمطاعم بالاستفادة من عملياتهم بكفاءة أكبر ومساعدتهم على اكتشاف عادات جديدة للعملاء واتجاهات العملاء وإنشاء منتجات جديدة بشكل أسرع، وفق ما قاله توفيق.
وهو ما يجعل إدارة الأعمال أقل تكلفة: "[تزايد استخدام التكنولوجيا] يساعد المطاعم الصغيرة الجديدة على الرقمنة بجزء بسيط من التكلفة التي كانت ستدفعها إذا عملت بالطريقة التقليدية"، كما أضاف عامر. مع إنشاء شركات التكنولوجيا مثل وان أوردر، والتي تعمل كمتجر شامل لمنتجات ومعدات المطاعم، ما يساعد المطاعم على توفير الكثير. وأضاف: "يهدر نحو 6% من عائدات المطاعم على التوريدات وليس الإمدادات الفعلية".
رافق صعود التكنولوجيا ظهور المطابخ السحابية: تستخدم المطابخ السحابية، المعروفة أيضا باسم مرافق الطهي الاحترافية من دون واجهات المحلات، لإعداد وجبات التوصيل فقط للمطاعم التي قد لا تمتلك القدرة على إعداد وجبات الطعام في مكان محدد لها. تساعد المطابخ السحابية المطاعم على التوسع إقليميا وبدء العمل في مناطق جديدة دون القلق بشأن الخدمات اللوجستية لكل ذلك.
ومع ذلك، رغم هذا الارتفاع الكبير في التكنولوجيا، أصبح العثور على موظفين قادرين على التعامل مع التكنولوجيا أكثر صعوبة، حسبما أخبرنا المدير القطري لشركة جرب تك، مضيفا أن المطاعم تبذل جهدا لتزويد موظفيها بالمهارات اللازمة للتكيف مع التحول التكنولوجي للقطاع بشكل أفضل. قال علي: "نحن في جرب تك نقدم تدريبا للموظفين وورش عمل أثناء العمل لمساعدتهم على فهم كيفية عمل الأشياء"، موضحا أن الشركات القائمة على التكنولوجيا عادة ما تحرص على جذب الموظفين المؤهلين من بعضها البعض مع ملاحظة أن هناك عددا قليلا جدا منهم.
أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:
- أبو ظبي تستثمر في التكنولوجيا بالأسواق الناشئة: تتعاون شركة الذكاء الاصطناعي "جي 42" بأبو ظبي مع صندوق أبو ظبي للنمو، الذي أسسته شركة أيه دي كيو القابضة (صندوق أبو ظبي السيادي)، لتدشين صندوق بقيمة 10 مليارات دولار للتركيز على الاستثمارات التكنولوجية في الأسواق الناشئة.
- بشرى سارة لمحبي الحيوانات: تكنولوجيا جديدة قد تمهد الطريق لإجراء الاختبارات الدوائية بعيدا عن الحيوانات.
- تضاعفت إيرادات سويفل أكثر من ثلاث مرات في الربع الثاني من عام 2022، مع زيادة الحجوزات بفضل دخول الشركة إلى أسواق جديدة، وفقا لنتائج أعمال الشركة.