تغير المناخ يعطل كل شيء من سلسلة التوريد وحتى الجبن الفرنسي
مشاكل عالمية ضخمة بسبب انحسار الأنهار: يؤثر الجفاف الذي يضرب الولايات المتحدة وأوروبا والصين على عمليات المصانع والإنتاج الزراعي، ويهدد الملايين بخطر انقطاع التيار الكهربائي، حسبما ذكر تقرير صحيفة فايننشال تايمز. التراجعات القياسية في حوض نهر كولورادو بالولايات المتحدة (مورد مائي مهم لنيفادا وأريزونا وكاليفورنيا)، وانخفاض منسوب المياه في نهر الراين ثاني أكبر أنهار القارة الأوروبية، يضع المزيد من الضغوط على سلسلة التوريد، لأنه يمنع سفن الشحن من الإبحار بكامل حمولتها لتفادي التعرض للجنوح. الأزمة طالت إيطاليا أيضا، حيث يؤثر الجفاف والانخفاض القياسي في نهر "بو" الأطول في البلاد على الإنتاج الزراعي. وفي الصين، قررت عدة شركات منها تويوتا وفوكسكون إيقاف مصانعها لمدة أسبوع على الأقل بسبب النقص المتزايد في الطاقة الكهرومائية. ووصل نهر يانجتسي الأطول في آسيا إلى أدنى مستوى له على الإطلاق خلال الشهر الجاري.
التيشرت القطني الذي نحبه أحدث ضحايا تغير المناخ: ألقت الموجات الحارة والأمطار الغزيرة بثقلها على إمدادات القطن العالمية، إذ انخفضت محاصيل الذهب الأبيض بنسبة 28-30% لدى أكبر مصدري القطن في العالم، وفق ما ذكرته بلومبرج. تأثرت الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل، أكبر موردي القطن في العالم والتي تمثل نصف صادرات العالم من القطن، تأثرا شديدا جراء درجات الحرارة الشديدة والجفاف، ما أسفر عن تسجيل مخزونات القطن أدنى مستوياتها التاريخية. وقفزت أسعار القطن 30% لتؤثر بدورها على تكاليف كل المنتجات المتعلقة بالقطن مثل الملابس وحفاظات الأطفال والورق والقمصان. وفقد المنتجون الذين باعوا حصادهم مقدما فرصة الاستفادة من فرق الأسعار بعد الزيادة.
وجبنة "ساليرز" الفرنسية ضحية أخرى أيضا: أدت الموجات الحارة الشديدة في أوروبا إلى توقف الإنتاج الموسمي للجبنة الفرنسية "ساليرز"، التي امتد إنتاجها لألفي عام ونجت من حربين عالميتين وسقوط الإمبراطورية الرومانية، وفق ما ذكرته واشنطن بوست.