محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر يستقيل من منصبه
طارق عامر يستقيل من رئاسة البنك المركزي المصري، منهيا مسيرته على رأس السياسة النقدية التي استمرت لسبعة أعوام، وقبل عام من انتهاء ولايته الثانية رسميا. قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي استقالة عامر صباح أمس، كما عينه مستشارا له، بحسب بيان للهيئة العامة للاستعلامات. ولم يوضح عامر السبب وراء القرار. عامر الذي جرى تعيينه محافظا للبنك المركزي في عام 2015، كان من المفترض أن ينهي ولايته الثانية والأخيرة في نوفمبر 2023. وقبل أقل من أسبوع فقط، نفى مسؤول بارز بالمركزي احتمالات أن يقدم عامر استقالته، داعيا وسائل الإعلام إلى عدم ترويج "شائعات ملفقة".
من سيخلف عامر؟
لم يقرر الرئيس السيسي بعد من سيحل محل عامر في منصب محافظ البنك المركزي. ولكن التكهنات تركز في الوقت الحالي على عدد من الشخصيات الاقتصادية البارزة، والتي سنسلط الضوء عليها كما يلي:
جمال نجم: نائب محافظ البنك المركزي الحالي وقد انضم إلى المركزي في عام 2004، واضطلع بدور كبير في جهود الإصلاح المصرفي خلال العقدين الماضيين. ويشغل نجم منصبه كنائب لمحافظ البنك المركزي للاستقرار المصرفي منذ عام 2011، بعد أن كان وكيل محافظ البنك للرقابة والإشراف بين عامي 2008 و2011، ووكيل المحافظ المساعد للرقابة الميدانية بين عامي 2006 و2008. وأشرف نجم على تطوير القطاع المصرفي من خلال معالجة الديون المتعثرة لدى البنوك، وإعادة الهيكلة الإدارية والمالية لبنوك القطاع العام، ودعم وتطوير قطاع الرقابة والإشراف بالبنك المركزي. وشغل نجم العديد من المناصب، من بينها عضو مجلس الإدارة غير التنفيذي بهيئة الرقابة المالية، ورئيس مجلس الإدارة بالمصرف العربي الدولي، ونائب رئيس مجلس الإدارة بالمعهد المصرفي المصري.
هالة السعيد: قضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الحالية ورئيسة مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، سنوات في البنك المركزي قبل الانضمام إلى حكومة رئيس الوزراء السابق شريف إسماعيل. وشغلت السعيد منصب عضو مجلس إدارة البنك المركزي حتى عام 2011، وأدارت ذراعه التدريبية، المعهد المصرفي المصري، من عام 2003 وحتى عام 2011. وكانت أول عميد منتخب لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عام 2011. وجرى تعيين السعيد وزيرة للتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري في فبراير 2017، ثم وزيرة للتخطيط والتنمية الاقتصادية منذ عام 2019.
حسن عبد الله: يرأس عبد الله حاليا مجلس إدارة المجموعة الإعلامية الحكومية العملاقة، الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأيضا هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة الاستثمار المباشر بانثر أسوسيتس. وهو خبير مصرفي مخضرم، وانضم إلى البنك العربي الأفريقي الدولي في عام 1982 وأصبح الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الإدارة في عام 2002، وظل في المنصب حتى غادر البنك في عام 2018. وكان في السابق أيضا عضوا في مجلس إدارة البنك المركزي والبورصة المصرية ومعهد التمويل الدولي وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، ومجالس إدارة العديد من شركات القطاعين العام والخاص في مصر.
هشام عز العرب: قضى المصرفي المخضرم هشام عز العرب (لينكد إن) نحو عقدين رئيسا لمجلس الإدارة وعضوا منتدبا للبنك التجاري الدولي حتى عام 2020. وتمكن البنك خلال تلك الفترة من تحقيق الريادة على مختلف المستويات، بدءا من الربحية وحتى الاستدامة. وقبل ذلك شغل عز العرب منصب العضو المنتدب لدى دويتشه بك لمدة عامين، والعضو المنتدب لدى جي بي مورجان، وعمل لأكثر من ثلاث سنوات مساعدا لنائب رئيس بنك ميريل لينش. وفي العام الماضي أسس شركة إتش إي أدفايزوري، حيث يشغل منصب الشريك المدير.
محمد الأتربي: يشغل الأتربي منصب رئيس مجلس إدارة بنك مصر منذ يناير 2015 وحتى الآن، كما يرأس اتحاد بنوك مصر. قبل بنك مصر، وشغل الأتربي منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك المصري الخليجي، ورئيس مجلس إدارة البنك العقاري المصري العربي، والعضو المنتدب لبنك الاستثمار العربي. وعلى مدار مسيرته المهنية الممتدة لـ 35 عاما في القطاع المصرفي، شغل الأتربي عدة مناصب أخرى في البنك العربي الأفريقي الدولي، وبنك مصر الدولي (بنك قطر الوطني الأهلي مصر حاليا).
رانيا المشاط: تعد وزيرة التعاون الدولي الحالية أحد المرشحين للعودة إلى البنك المركزي. وانتقلت المشاط من صندوق النقد الدولي حيث شغلت منصب كبير الاقتصاديين من عام 2001 وحتى عام 2005، لتصبح وكيلة لمحافظ البنك المركزي للسياسة النقدية في عام 2005، وبقيت في هذا المنصب لأكثر من عشر سنوات، ثم عادت إلى صندوق النقد لمدة عامين، قبل أن تعود إلى مصر وزيرة للسياحة في يناير 2018. وفي ديسمبر 2019 تولت المشاط منصب وزيرة التعاون الدولي. وشغلت المشاط قبل ذلك أيضا عضوية مجلس إدارة بورصة لندن ومجلس إدارة بنك الاستثمار العربي.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
ثلاثة سيناريوهات محتملة- وفقا للمادة 216 من الدستور المصري، يجب الحصول على موافقة مجلس النواب بأغلبية أعضائه على قرار رئيس الجمهورية بتعيين محافظ البنك المركزي. ونظرا لأن المجلس في عطلة صيفية حاليا، فإن هناك ثلاث سيناريوهات محتملة:
- أن يدعى أعضاء مجلس النواب لعقد جلسة طارئة للتصويت على المرشح الجديد لرئاسة البنك لأربعة أعوام.
- أن يشغل أقدم نواب محافظ البنك المركزي منصب المحافظ مؤقتا (جمال نجم حاليا). وفي هذا السيناريو سيحتفظ نجم بالمنصب لحين عقد مجلس النواب جلسة عامة للتصويت على المرشح المعين من رئيس الجمهورية.
- أن يعين رئيس الجمهورية محافظا مؤقتا يشغل المنصب لمدة تصل إلى عام حتى يصوت مجلس النواب على قرار الرئيس بتعيين مرشح دائم للمنصب.
هل يرأس المركزي مصرفي أم اقتصادي؟ استقرت القاعدة في العديد من البلدان أن يتولى مهمة محافظي البنوك المركزية خبراء اقتصاديون (83% في إحدى الدراسات، بي دي إف) وليس مصرفيين. ولكن لم تتبع مصر تلك القاعدة خلال العقدين الأول والثاني من القرن الحالي، إذ تولى المصرفيون مهمة قيادة البنك المركزي للتعامل مع تداعيات أزمة الديون في أواخر التسعينيات والتي هددت استقرار النظام. ويعود الفضل إلى البنك المركزي المصري في معالجة الأزمة، وتعزيز قدرة القطاع المصرفي، وفرض قواعد جديدة لكفاية رأس المال ومتطلبات جودة الائتمان، وغيرها. وشغل منصب محافظ البنك المركزي في العقدين الماضيين، بدءا من فاروق العقدة في عام 2003، مصرفيون وليس اقتصاديين.
هل تقود المركزي المصري إمرأة؟ تعيين امرأة في هذا المنصب سيجعل البنك المركزي المصري، البنك المركزي السابع عشر في العالم الذي تقوده امرأة. هناك 16 بنكا مركزيا فقط (من إجمالي 200 بنك مركزي وسلطة نقدية وطنية حول العالم) تقودها النساء، طبقا لآخر إحصاء في فبراير الماضي.
ردود الفعل الدولية –
كيف جرى استقبال الأخبار في الخارج؟ يسيطر على الصحافة الدولية نبرة من "التوتر الذي يتسبب في حالة من عدم اليقين". تصف معظم الصحف الدولية الخبر باعتباره مفترق طرق صادم بعد ما وصفوه بأسابيع من الخلافات بين صانعي السياسة حول أفضل طريقة للخروج من الأزمة الاقتصادية.
اهتزت أسواق السندات الدولية برحيل عامر: فقد شهدت السندات الحكومية عمليات بيع في الأسواق الدولية، حيث انخفضت إلى 1.7 سنت على الدولار، بحسب رويترز.
وأداء قوي للأسهم المحلية: شهدت البورصة المصرية أداء قويا أمس، لتغلق على ارتفاع قدره 2.2%.
اهتمت أبرز الصحف العالمية بتغطية الخبر: رويترز | بلومبرج | أسوشيتيد برس | فايننشال تايمز | فرانس برس l شينخوا.