هل انتهى عصر الرئيس التنفيذي الطيب؟
نتفليكس لا تزال تبحث عن كيفية إضافة الإعلانات على منصتها: أصبحت منصة البث العملاقة مضطرة أكثر من أي وقت مضى لتقديم اشتراكات تحتوي على إعلانات، بعد تسجيلها صافي خسارة في عدد المشتركين لربعين متتالين، وفقدان سهمها لنحو ثلثي قيمته منذ بداية العام، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال. ولطالما امتنعت نتفليكس عن إضافة إعلانات على المنصة، ولكن يأتي هذا التغيير في ظل احتدام المنافسة وسط عدد متضخم من المنصات، وارتفاع تحديات النمو، وبدعم من أبحاث السوق التي أجرتها نتفليكس، والتي تظهر أن رضا العملاء لم ينخفض لدى المشتركين في خطط منصات هولو وإتش بي أوه التي تحتوي على إعلانات. وتشير وول ستريت جورنال إلى أن الرفض التاريخي للإعلانات من جانب نتفليكس، يعني أنها تتحرك الآن من "موقف ضعف"، وعليها بناء هذا الجانب الإعلاني من نشاطها من الصفر.
الإعلان على نتفليكس لن يكون سهلا: يخطط رئيس الشركة ريد هاستينجز لفرض سعر عال يصل إلى 80 دولارا لكل ألف مشاهدة للإعلان الواحد، حسبما نقل التقرير عن مصدر مطلع، وهو ما يضع نتفليكس بين أغلى الوجهات الإعلانية مع عمالقة التلفزيون مثل دوري كرة القدم الأميركية.
رغم ركود السوق.. العلامات التجارية الفاخرة تتعمق في التشفير: وسعت شركة جوتشي طرق الدفع في بعض متاجرها لتشمل عملة إيب كوين الرقمية، بينما اعتمدت شركة تيفاني أند كو الرموز غير القابلة للاستبدال (إن إف تي) كطريقة لتصميم المجوهرات الحقيقية، طبقا لتقرير وكالة بلومبرج. وتتزامن هذه المبادرات مع تراجع سوق الإن إف تي وهبوط إجمالي قيمة العملات المشفرة بنحو تريليوني دولار. إلا أن الشركات التي تنتج العلامات الفاخرة تواصل التعامل مع الرموز غير القابلة للاستبدال وتقنيات web3 باعتبارها وسيلة للوصول إلى العملاء والتفاعل معهم، وليس فقط جني الأرباح السريعة. ووصل الأمر إلى أن هذه الشركات ربما تكون سعيدة فعلا بتراجع أسعار سوق العملات الرقمية، حسبما نقل التقرير عن أحد رؤساء الشركات الناشئة في مجال العملات الرقمية.
هل انتهى عهد الرئيس التنفيذي "الطيب"؟ بعد أن أظهر الرؤساء التنفيذيون والإداريون دعما وتفهما لموظفيهم خلال أوقات صعبة وغير مسبوقة، يجبرهم تراجع النشاط الاقتصادي العالمي الآن على تبني سياسات أكثر صرامة وسط توجه بتقليص الميزانية، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال. يحث عملاقا التكنولوجيا جوجل وميتا الموظفين على العمل بكثافة أكبر بموارد أقل، مع توجه بالتخلص من أصحاب الأداء الضعيف. يبدو أن الرؤساء التنفيذيين يؤهلون أنفسهم لمواجهة ركود مقبل من خلال تعديل استراتيجيتهم وسياساتهم تحسبا لانكماش اقتصادي، مع التخلي عن سياسة العمل عن بعد وإجبار الموظفين على العودة للعمل من المكتب لتعزيز تركيزهم وتحديد أولوية المشروعات. مع ذلك، قال الرؤساء التنفيذيون للصحيفة إن الرؤساء ينبغي أن يتوخوا الحذر عند تشديد سياساتهم في مناخ تظل فيه معدلات البطالة منخفضة، وقد تقفز الكفاءات من السفينة حال كانت السياسات صارمة للغاية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة زيلو لوول ستريت جورنال إن "القيادة الناجحة ثابتة قدر الإمكان، لن ينفع أن تضغط على دواسة الوقود وفرامل السيارة في آن واحد".