السياحة العالمية تتجاوز التقلبات الاقتصادية والأزمات الجيوسياسية وتنتعش في 2022
السياحة العالمية تستمر في الانتعاش هذا العام بعد عامين سيئين، وذلك رغم تنامي الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وفق منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. ارتفع عدد المسافرين الدوليين بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الخمسة أشهر الأولى من هذا العام، إذ سافر نحو 250 مليون شخص لقضاء العطلات في الخارج، مقارنة بـ 77 مليون سائح خلال الفترة نفسها من العام السابق.
ولكن لم نقترب بعد من مستويات ما قبل الجائحة: لا تزال السياحة العالمية تتعافى من تأثير "كوفيد-19" بعد نحو عامين ونصف من بدء تفشيها. وبلغ عدد المسافرين في الفترة من يناير إلى مايو أقل من نصف مستوى عام 2019 (46%) قبل تفشي الجائحة.
أوروبا والأمريكتان تقود الانتعاش: شهدت أوروبا زيادة في عدد السياح الدوليين بأكثر من أربعة أضعاف خلال الفترة من يناير إلى مايو 2022 بفضل تنامي الطلب الإقليمي ورفع قيود السفر التي فرضها تفشي "كوفيد-19". وسجلت الأمريكتان زيادة في أعداد الوافدين بأكثر من الضعف مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي. ورغم انتعاش أعداد السياح، إلا أن الأرقام ما تزال أقل من مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 36% في أوروبا و40% في الأمريكتين.
تضاعفت أرقام السياحة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: على غرار أوروبا والأمريكتين، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبقية القارة السمراء نموا في عدد السياح الوافدين بزيادة 157% و156% على أساس سنوي على الترتيب. ومع ذلك، لا تزال أعداد السياحة الوافدة أقل من مستويات عام 2019.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يرتفع عدد السياح الوافدين إلى 55% و70% من مستويات ما قبل الجائحة هذا العام، وسيعتمد عدد المسافرين على التحديات الجيوسياسية والاقتصادية. "تعتمد النتائج على الظروف المتغيرة، منها تغير قيود السفر واستمرار ارتفاع التضخم، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة والظروف الاقتصادية العامة وتطورات الحرب في أوكرانيا، فضلا عن الوضع الصحي المرتبط بالجائحة"، حسبما ذكرت المنظمة في تقريرها. وكذلك يمكن أن تؤثر الاضطرابات الناجمة عن نقص الموظفين وازدحام المطارات وتأخر الرحلات وإلغائها تأثيرا سلبيا على السياحة الوافدة.
أوروبا والأمريكتان ستعززان من وضعهما بشكل أكبر في قائمة أكبر الدول المستقبلة للسياح هذا العام، وفق المنظمة. وتتوقع المنظمة ارتفاع أحجام السياح الوافدين إلى أوروبا إلى ما بين 65% و80% من مستويات عام 2019، مع تسجيل الأمريكتين مستويات تتراوح ما بين 63% إلى 76% من مستويات ما قبل الجائحة.
جرعة من التفاؤل لأفريقيا والشرق الأوسط: من المتوقع أن يصل عدد السياح الوافدين إلى أفريقيا والشرق الأوسط إلى ما بين 50% إلى 70% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، وفقا للمنظمة. ولا تبدو المنظمة التابعة للأمم المتحد متفائلة بالقدر الكافي بشأن آسيا والمحيط الهادئ، قائلة إن السياحة الوافدة ستظل عند 30% من مستويات ما قبل الجائحة كأفضل سيناريو بسبب السياسات والقيود الأكثر صرامة المفروضة.