دعوة لإتاحة حقن الإيدز الجديدة للجميع
خطاب مفتوح لدعوة "فييف هيلث كير" لإتاحة وصول أكبر لحقن جديدة للوقاية من الإيدز: علماء حائزون على جائزة نوبل وقادة أعمال وفنانون ورئيس مالاوي السابق ورئيس وزراء نيوزيلندا السابق من بين 74 شخصية بارزة وقعت على خطاب مفتوح (بي دي إف) موجه إلى الرئيس التنفيذي لشركة "فييف هيلث كير" المتخصصة في علاجات فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، داعين إياها إلى توفير إمكانية وصول عالمية أكثر عدلا وبتكلفة معقولة إلى علاج جديد ورائد طورته الشركة. نُشر الخطاب الأسبوع الماضي في الفترة التي تسبق المؤتمر الدولي الرابع والعشرين المعني بالإيدز في مونتريال في 29 يوليو.
المطالب: يطلب الموقعون على الخطاب من "فييف هيلث كير" خفض كبير لسعر حقن الوقاية من مرض الإيدز المطورة حديثا -"كاب-لا" أو كابوتيغرافير- إلى جانب سرعة إنهاء التراخيص لإنتاج نسخ عامة منه ومشاركة المعرفة التقنية حتى يتمكن المنتجون حول العالم من البدء في تصنيعه، والالتزام بتوفير ما يكفي من العلاج لتلبية الطلب العالمي حتى تلحق الشركات المنتجة الأخرى بالركب.
إذا لم تُعزز إمكانية الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة، فإن جائحة الإيدز ستتفشى أكثر: الوصول العالمي لعلاج الإيدز والوقاية منه بالغ التحيز لصالح الدول الغنية، وإذا لم يجر توفير عقار كابوتيغرافير على نحو أكبر وبتكلفة معقولة سيؤدي ذلك إلى تعميق أوجه عدم المساواة التي تفاقم بدورها من تفشي الجائحة، وفق ما جاء في الخطاب الذي ذكر أيضا أن هناك 10 ملايين شخص مصابون بالإيدز عالميا لا يحصلون على العلاج، ما يؤدي إلى 680 ألف وفاة ناجمة عن المرض يمكن الحد منها سنويا.
الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية غيرت قواعد اللعبة في مكافحة فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز): بعد تطوير أول دواء مضاد للفيروسات القهقرية زيدوفيدين أو AZT في عام 1987، أدى استخدام العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في العالم المتقدم خلال منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى خفض الوفيات الناجمة عن الإصابة بالإيدز انخفاضا كبيرا وإنقاذ ملايين الأشخاص. في عام 2016، توفي ما يقدر بنحو مليون شخص جراء الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز، لكن جرى تجنب 1.2 مليون وفاة بسبب العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، وفق تقديرات "أور ولد إن داتا"، تعاون بين باحثين من جامعة أوكسفورد والمنظمة البحثية غير الربحية جلوبال تشينج داتا لاب. العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لا يعمل على إطالة متوسط العمر المتوقع – إذ قد يعيش الشخص الذي عانى من الفيروس في عشريناته في بلد مرتفع الدخل 45 عاما أخرى – لكنه قد يمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشري إلى الآخرين.
لكن على مدار سنين عدة، أدت التكلفة المرتفعة للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية إلى عدم توافره للكثيرين في الاقتصادات النامية: في عام 2001، بلغت تكلفة العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز لمدة عام في أفريقيا جنوب الصحراء نحو 10 آلاف دولار للفرد. بحلول عام 2016، انخفضت التكلفة إلى أقل من 100 دولار للشخص. التكلفة المنخفضة، والمنافسة بين منتجي الدواء الجنيس أو المكافئ، جعلت العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية أكثر توافرا، "ما أدى إلى إنقاذ ما يقدر بنحو 16.5 مليون شخص"، وفق الخطاب.
وفي ديسمبر 2021، حصل 28.7 مليون شخص على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، ارتفاعا من 7.8 مليون فرد في عام 2010، وفق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز.
ومع ذلك، فإن وضع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز يقدم نظرة واقعية: تعايش نحو 38.4 مليون شخص في المتوسط على مستوى العالم مع فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز في عام 2021، وفق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز. وأصيب 1.5 مليون شخص في المتوسط بالفيروس في عام 2021، وتوفي 650 ألف شخص في المتوسط جراء الإصابة بأمراض مرتبطة بالإيدز في عام 2021.
يبدو ذلك مألوفا للغاية: قالت منظمة الصحة العالمية إن العدالة في توزيع اللقاحات جزء مهم في إنهاء جائحة "كوفيد-19". لكن عمالقة الأدوية الكبرى، من بينها شركة فايزر الشريكة في فييف، واجهت انتقادات عديدة بسبب بسبب تكريسها لعدم المساواة في توزيع اللقاحات وذلك عبر الإبقاء على أسعارها مرتفعة ورفض مشاركة تقنيتها وفرض اشتراطات "تعسفية" على الدول التي تريد شراء الجرعات.