القمح يتصدر مباحثات وزير الخارجية الروسي في القاهرة
لافروف يقدم تطمينات لمصر بشأن إمدادات القمح: سعى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لتهدئة مخاوف مصر من نقص القمح والحبوب الأخرى خلال المحادثات التي أجراها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري في القاهرة أمس. يأتي هذا وسط مخاوف من احتمال انهيار الاتفاقية التي وقعتها روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع لاستئناف تصدير القمح الأوكراني بعد هجوم صاروخي روسي على ميناء رئيسي في البلاد. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع شكري عقب المحادثات "أكدنا التزام مصدري الحبوب الروس بالوفاء بجميع التزاماتهم" (شاهد 32:11 دقيقة).
المشكلة: ليس القمح الروسي فقط هو ما تحتاجه مصر (والدول الأخرى).
اتفاقية تصدير القمح على المحك: الاتفاقية التي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا لإعادة فتح موانئ أوكرانيا على البحر الأسود والإفراج عن ملايين الأطنان من شحنات الحبوب، تواجه حالة من عدم اليقين بعد ساعات فقط من توقيعها بعدما شنت روسيا هجوما صاروخيا على أهداف في ميناء أوديسا، في انتهاك للاتفاق الذي تعهدت روسيا بموجبه بعدم استهداف الموانئ الأوكرانية التي ستشحن الحبوب من خلالها. وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إلى أن كييف ستواصل الاستعداد لاستئناف التصدير، لكنه قال إن الهجوم أظهر أن موسكو ستجد وسيلة لعدم تنفيذ الاتفاق.
الأزمة كلفتنا الكثير: اشترت مصر نحو 80% من وارداتها من القمح من أوكرانيا وروسيا قبل اندلاع الحرب، جاء ما يزيد عن 20% منها من أوكرانيا. أضاف ارتفاع أسعار القمح 15 مليار جنيه إضافية إلى فاتورة واردات البلاد خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام المالي الماضي. وقال وزير المالية محمد معيط في يونيو إن واردات القمح ستكلف 3 مليارات دولار إضافية في العام المالي الجاري إذا ظلت الأسعار عند مستوياتها الحالية.
لافروف يلقي باللائمة على العقوبات الغربية في تفاقم أزمة الغذاء: قال الوزير الروسي إن العقوبات الاقتصادية "غير الشرعية" على بلاده هي المسؤولة عن الصدمة التي تعرضت لها سلاسل الإمداد العالمية، ودعا الدول الغربية إلى تخفيف القيود التي يزعم أنها تجعل من الصعب على روسيا تصدير الغذاء والأسمدة. وتقول أوكرانيا ودول مجموعة السبع إن روسيا مسؤولة عن الأزمة بسبب حصارها لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وقال لافروف "لدينا فهم مشترك لأسباب أزمتي الحبوب والغذاء"، مضيفا أنه اتفق مع السيسي على أن البلدين سيتابعان الصادرات الروسية.
هل يمكن أن تلعب مصر دور الوسيط؟ وكرر الرئيس السيسي خلال اللقاء عرضه المساعدة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة، وفقا لبيان الرئاسة.
وتأتي زيارة لافروف ضمن جولة أفريقية أوسع تشمل أيضا إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ تتطلع موسكو إلى توطيد علاقاتها وسط صراعها مع القوى الغربية.
ومن أبرز ما جاء في المؤتمر أيضا:
- مصر قد تحصل على عضوية منظمة شنغهاي للتعاون قريبا: قال لافروف إن دول منظمة شنغهاي للتعاون ستحسم قرارها بشأن انضمام مصر إلى المنظمة كشريك في الحوار خلال القمة المقبلة في سبتمبر.
- القمة الروسية الأفريقية المقبلة: قال لافروف إن القمة المقبلة ستعقد في منتصف عام 2023.
وتصدرت زيارة لافروف إلى القاهرة اهتمامات الصحف الأجنبية بالشأن المصري هذا الصباح. وناقشت الصحف الاتهامات المتبادلة بين طرفي الصراع حول المسؤولية عن التسبب في أزمة الغذاء العالمية، والأهمية الجيوسياسية للزيارة، إذ تتنافس موسكو والغرب على توسيع نفوذهما عالميا. (أسوشيتد برس | رويترز | فرانس برس | نيويورك تايمز | فايننشال تايمز | بي بي سي | الجارديان | التايمز | سي إن بي سي)
وهيمنت الزيارة أيضا على أحاديث التوك شو الليلة الماضية: "كلمة أخيرة" (شاهد 11:48 دقيقة) | "الحياة اليوم" (شاهد 5:11 دقيقة) | "على مسؤوليتي" (شاهد 17:38 دقيقة) | "مساء دي إم سي" (شاهد 4:19 دقيقة) | "حديث القاهرة" (شاهد 4:53 دقيقة). وفي مقابلة مع برنامج "حديث القاهرة"، قال مدير برنامج كارنيجي للشرق الأوسط عمرو حمزاوي إن الزيارة تبعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد لقائه مع عدد من القادة العرب، بمن فيهم السيسي، بأن روسيا لديها علاقات استراتيجية قوية في العالم العربي. وأجرت إنجي القاضي في برنامج "مساء دي إم سي" مقابلة افتراضية مع سفير مصر السابق لدى روسيا نبيل العرابي.
ومن أخبار الدبلوماسية أيضا –
مصر تتفق مع الأردن على خطة عمل للتعاون في مجال الأمن الغذائي: اتفق وزير التموين علي المصيلحي ووزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني علي الشمالي على إعداد خطة عمل مشتركة للتعاون في مجال الأمن الغذائي خلال شهر، وفق ما ذكرته وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية في بيان لها، دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى. جاء ذلك خلال لقاء الشمالي والمصيلحي في العاصمة الأردنية عمان أمس. واتفق الوزيران أيضا على تفعيل مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان في فبراير لإنشاء مناطق لوجستية مشتركة.
السيسي وماكرون يتابعان نتائج محادثات فرنسا: أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الليلة الماضية لمتابعة نتائج المحادثات التي عقدها الجانبان في نهاية الأسبوع في باريس، والتي ركزت على الحرب في أوكرانيا والقضايا الإقليمية وقمة COP27، وفق بيان رئاسة الجمهورية.