لماذا تجتاح العالم موجات حارة؟ + الأقمار الصناعية تساعدنا في رسم خرائط المناخ
العامل المشترك بين موجات الحر التي تجتاح أوروبا وأمريكا والصين؟ ربما يكون طريقة تشكل التيارات الهوائية: يرتبط الارتفاع الجنوني في درجات الحرارة عبر العالم بما يسمى wavenumber 5، وهو تجمع من خمس موجات كبيرة تتحرك خلال "التيار النفاث" في الغلاف الجوي للكرة الأرضية على شكل حرف U الإنجليزي أو حرف أوميجا اليوناني Ω، ولذا يطلقون عليها "أوميجا بلوك"، وفق تأكيدات الخبراء لصحيفة فايننشال تايمز.
الاحتباس الحراري هو السبب بالطبع: تعد زيادة الحرارة في القطب الشمالي سبب وجود التيار النفاث في شمال المحيط الأطلسي، إذ ارتفعت درجات الحرارة بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي. تتصادم كتل الهواء البارد القادمة من الشمال مع الهواء الدافئ من الجنوب لتكوين تيار هواء سريع يسمى التيار النفاث، ويحاول العلماء معرفة ما إذا كان تغير المناخ وانخفاض الرياح الصيفية القادمة من الشمال يؤديان إلى إبطاء التيار. ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟ مزيد من موجات الحرارة المستمرة خلال الصيف. يقول أحد علماء المناخ إنه "إذا أصبحت هذه الموجات (wavenumber 5) راكدة واستمرت لفترات أطول، سنشهد موجات حرارية متزامنة".
وبالحديث عن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة: قمر صناعي حراري جديد قد يمثل تقدما كبيرا في رسم خرائط درجات الحرارة العالمية. تخطط شركة "ستالايت فو"ومقرها المملكة المتحدة لتشغيل كوكبة من الأقمار الصناعية للتصوير والمسح الحراري، تزامنا مع موجات حارة غير مسبوقة ضربت بريطانيا وغيرها، وفق بي بي سي. من المتوقع أن تقدم الشركة مجموعات بيانات حرارية جديدة ستقيس درجات حرارة المكاتب والمباني والمصانع. وقد تساعد المركبة الفضائية أيضا المملكة المتحدة في تحقيق تعهداتها للوصول لصافي صفرية الانبعاثات. سترسم المركبة الفضائية للأرض خريطة عند الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء في منتصف الموجة. ورغم أن معظم الأقمار الصناعية التي ترصد الأرض يمكن أن تكشف المزيد، إلا أن الأطوال الموجية للضوء التي تستخدمها شركة ستالايت فو ستتيح وصولا أكبر ورؤية أفضل للطاقة الحرارية المختزنة في الهياكل.
تعليق "ستالايت فو": قال الرئيس التنفيذي لشركة ستالايت فو أنتوني بيكر إنه "باستخدام الأشعة تحت الحمراء، ما تراه في النهار يمكنك رؤيته ليلا. وفي الوقت الذي ترصد فيه مجموعات بيانات مراقبة الأرض الأخرى ما يحدث خارج المباني، يمكننا استنتاج ما يحدث في الداخل، سواء كان هناك نشاط في المبنى أو كان مأهولا أو خاليا، وإذا ما كان هناك آلية إنتاج في المصنع أم لا".