إنتربرايز تشرح: الاستثمار السلبي
إنتربرايز تشرح: الاستثمار السلبي. اكتسب الاستثمار السلبي شعبية كبرى خلال السنوات الأخيرة، مع تكدس المزيد من المستثمرين الأفراد في السوق بحثا عن مكاسب سهلة. سجلت التدفقات حول العالم في صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة، واحدة من أكثر أدوات الاستثمار السلبي شيوعا، مستوى قياسيا بلغ 1.22 تريليون دولار العام الماضي، ما دفع أصول صناديق الاستثمار المتداولة العالمية لتسجيل ما يقرب من 9.5 تريليون دولار، وهو ما يمثل أكثر من ضعف ما كانت عليه منذ ثلاث سنوات فقط.
ما هو الاستثمار السلبي إذن؟ الصندوق السلبي هو أداة استثمارية تتعقب قيمة الأصول. تتابع صناديق المؤشرات فترات المد والجزر لمؤشر سهم بعينه، وهي واحدة من أكثر أساليب الاستثمار السلبي شيوعا. تعمل هذه الصناديق عبر شراء الأسهم في جميع شركاتها المدرجة على مؤشر معين مثل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 أو مؤشر داو جونز الصناعي. يعني ذلك أنه عندما تصعد قيمة المؤشر أو تهبط، فإن قيمة الصندوق تحذو حذوها. وعلى عكس الصناديق النشطة، الصناديق السلبية لا تتطلب من مدير الصندوق انتقاء واختيار الأوراق المالية وإجراء بحث بشأنها. يعني ذلك رسوما أقل، ما يجعل تكلفة الاستثمار فيها أدنى بكثير.
يبدو الأمر بسيطا، لكن هناك المزيد: الاستثمار السلبي لعبة طويلة الأمد. عندما تمتلك مجموعة صغيرة من آلاف الأسهم، تكسب عائداتك عبر الاستفادة من المسار الصعودي لمكاسب الشركات عبر الوقت، وقد يتطلب ذلك صبرا، وتحمل بعض الانتكاسات وفترات الركود. لا يقتصر الاستثمار السلبي على الأسهم فحسب، إنما يمكنك الاستثمار سلبيا في السلع والسندات والعملات عبر صناديق الاستثمار المتداولة.
ما الفرق بين صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق المؤشرات؟ رغم أن كلاهما شائع الاستخدام كأداتين للاستثمار السلبي، إلا أن هناك اختلافات بينهما. أكبر اختلاف هو أن صناديق المؤشرات يجري تداولها مرة واحدة في نهاية معاملات كل يوم، فيما يمكن إجراء معاملات على صناديق الاستثمار المتداولة في أي وقت خلال اليوم، مما يمنح درجة من المرونة – والسيولة – كذلك للمستثمرين. مع صناديق الاستثمار المتداولة، ينبغي على المستثمر الاعتماد على شخص ما لشراء أسهمه عندما يقرر البيع، فيما في حالة صندوق المؤشرات، تضمن البيع بنهاية كل يوم تداول، رغم أنك ستحظى بسيطرة أقل على سعر السهم الذي ستبيعه.
هناك جوانب سلبية للاستثمار السلبي خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية: نظرا لأن صناديق التتبع تتعقب سلبيا مؤشرا كاملا، فإنه لا مجال لعمليات التحوط عبر شراء أسهم مختلفة عند تأزم الأوضاع في الأسواق المالية. في حالة هبوط السوق، تهوي أنت معه. إذا كنت تستثمر على المدى الطويل، فربما تتغاضى عن موجات الهبوط هذه لأجل العائدات طويلة المدى، لكن بالنسبة لشخص يبحث عن مكاسب سريعة وسهلة، قد يختار أن يلوذ بالفرار قبل تحمل أي خسائر إضافية.
التاريخ يقف إلى جانب الاستثمار السلبي: تاريخيا، حققت الاستثمارات السلبية عائدات أعلى من نظيرتها النشطة (على المدى الطويل على الأقل). على مدار فترة امتدت لعشرين عاما، تفوق نحو 90% من صناديق المؤشرات التي تتعقب الشركات من كل الأحجام على نظيرتها النشطة، وفق تقرير ستاندرد أند بورز الذي يقيس أداء صناديق المؤشرات مقابل نظيرتها النشطة. وحتى على مدار فترة ثلاث سنوات، فإن أكثر من نصف صناديق المؤشرات تفوقت في الأداء عن نظيرتها النشطة.