رائد الأسبوع: أحمد وجيه المؤسس المشارك لشركة خزنة
رائد الأسبوع – أحمد وجيه، المؤسس المشارك ومدير قطاع التكنولوجيا بشركة خزنة (لينكد إن).
اسمي أحمد وجيه، وأنا المسؤول عن قطاع التكنولوجيا وأحد مؤسسي شركة خزنة. درست هندسة الكمبيوتر في جامعة القاهرة، وقبل المشاركة في تأسيس خزنة عملت مع شركات متعددة الجنسيات مثل إنتل وأي بي إم وValeo.
انطلقت خزنة عام 2019، وتستهدف الطبقات المتوسطة والدنيا من المصريين. تخدم الشركة نحو 53% من المواطنين الذين ليست لديهم حسابات بنكية، وليس بإمكانهم الوصول للخدمات المالية الرسمية. النظام البنكي القائم على الفروع تكاليفه مرتفعة، ولهذا لا يخدم احتياجات الشرائح السكانية منخفضة الدخل بشكل كاف، ونحن نهدف إلى معالجة هذه المشكلة. تتيح خزنة حاليا خدمات الائتمان للأغراض العامة، واشتر الآن وادفع لاحقا، ودفع الفواتير.
فكرة أن مصر لديها أكبر عدد من مستخدمي الهواتف الذكية في المنطقة فتحت أعيننا على إمكانات نموذج أعمالنا، وتأكدنا أن بإمكاننا تقديم الخدمات المالية للمستخدمين أونلاين، وتزويدهم بمنصة تجعلهم جزءا من المنظومة المالية الرسمية.
سلاسة التعامل مع المستخدمين هي الأولوية القصوى بالنسبة لنا، فكل ما تحتاجه لا يستلزم سوى لمستين أو ثلاث لمسات فقط لشاشة الموبايل، لا توجد أي معاملات طويلة من التي تصيب المستخدمين بالضجر. نركز أيضا على توفير خدمة عملاء من الدرجة الأولى، وكذلك إرشاد العملاء حول كيفية استخدام التطبيق.
أهم مؤشرات الأداء الرئيسية التي نركز عليها تشمل القروض المستحقة، والتي تمكننا من تتبع عدد القروض والخدمات التي يستفيد منها المستخدمون. تشير الأرقام إلى أن العملاء الحاليين يستخدمون المزيد من خدماتنا، وهو ما يعني بدوره أننا نجحنا في اكتساب المزيد من العملاء الجدد من خلال ترشيحات المستخدمين الحاليين. نركز أيضا على عدد المستخدمين النشطين شهريا، وهؤلاء هم البوصلة التي ترشدنا إلى الطريق الصحيح كل أسبوع.
استراتيجية اكتساب العملاء لدينا ذات شقين: نبني شراكة مع أصحاب العمل للتحقق من صحة بيانات الموظفين ورواتبهم، حتى نتمكن من وضع حد ائتمان منطقي متعدد الأغراض بناء على المعلومات المقدمة إلينا. يمكن لعملائنا استخدام الحد الائتماني الخاص بهم بعدة طرق، سواء سحب الأموال نقدا أو استخدامها للشراء من 100 علامة تجارية كبرى، أو حتى لدفع الفواتير. الشق الثاني بالطبع هو وسائل التسويق التقليدية.
حصلنا مؤخرا على ترخيص لإصدار بطاقة مسبقة الدفع هي بطاقة "خزنة"، وهي بطاقة "ميزة" مدفوعة مسبقا بالشراكة مع مصرف أبو ظبي الإسلامي، توفر للمستخدمين غير المتعاملين مع الجهاز المصرفي مجموعة واسعة من الخدمات المالية، ونحن أول تطبيق للتكنولوجيا المالية في مصر يطلق بطاقة خاصة به. تسهل البطاقة أيضا خدمة فريدة: الصرف الفوري للكاش من خلال تطبيقنا، بغض النظر عن أيام عمل البنوك والإجازات الرسمية.
جمعت خزنة حتى الآن ما مجموعه 47 مليون دولار، منها 9 ملايين دولار خلال جولتي تمويل أولية وما قبل تأسيسية بالتعاون مع ألجبرا فينتشرز وأكسيون فينتشرز لاب. جمعنا كذلك 38 مليون دولار من خلال حقوق الملكية والديون خلال جولتنا الأولية بقيادة شركة كونا كابيتال ومقرها الولايات المتحدة، إلى جوار صندوق التكنولوجيا المالية "إنكلود" وشركة سبيدإنفست النمساوية وخوارزمي فينتشرز السعودية ومسرعة إيه بي التابعة للبنك العربي، بالإضافة إلى ألجيبرا فينتشرز وديسربتك وسي فينتشرز مصر، بينما كان تمويل ديون الشركة من قبل ليندابل.
دعم صندوق إنكلود كان أمرا تاريخيا بالنسبة لنا. ففكرة أن البنوك الكبرى تدعم شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية تعد شهادة على تأثيرنا، ومنحتنا دفعة هائلة من الثقة. كانت علامة فارقة بالنسبة لنا، إذ أصبحنا أقرب إلى المنظمين والقطاع المصرفي الرسمي.
أعتقد أن بدء شركة ناشئة بالكامل وحدك ليس سهلا، أنت بحاجة إلى مستثمرين لتوفير التحديات والتأكد من صحة نموذج الأعمال. خوض هذا التحدي وحيدا يعزلك عن وجهات النظر المعارضة، ويمكن أن يتركك غير مستعد لمواجهة التحديات التي ستقابلها في العالم الحقيقي، مما يعرضك في النهاية للخطر.
لو كان علي أن أبدأ من جديد، سأسلك نفس طريق التعاون مع المستثمرين أيضا. نحن دائما نتشارك مع المستثمرين المغامرين الذين لديهم شركات ناشئة مماثلة في محفظتهم، لأنهم يستطيعون مساعدتنا في النمو والتغلب على التحديات. أعتقد أن جلب الشركاء المناسبين يؤدي إلى تسريع الأعمال على العديد من المستويات. من الواضح أن المستثمرين يجلبون رأس المال، لكنهم يقدمون أيضا نصائح استراتيجية ورؤى عن السوق، ويساعدونك على تكوين روابط ذات مغزى مع الشركات الناشئة التي تواجه تحديات مشابهة، ويمكن أن تساعدك على التوسع في أسواق جديدة.
أفضل جزء في العمل هو رؤية النتائج: الوصول إلى مليون معاملة والحصول على الموافقة لإطلاق بطاقة خزنة، كانتا علامتين مهمتين جعلتانا نشعر بالسعادة والفخر. لكن بغض النظر عن هذا أنا أحب عملي حقا، فقد كنت شغوفا بتطوير البرمجيات منذ كنت في الثامنة من عمري، لذلك أعتبر وظيفتي مزيجا من الهواية والمشروع. كذلك معرفتي بأن عملنا مؤثر ويساعد على تحسين حياة العملاء يجعلني راضيا عن نفسي.
لو كانت الظروف مختلفة ربما كنت لأعمل ناقدا سينمائيا، فأنا من عشاق الأفلام. أفلام مثل Fight Club وPulp Fiction وThe Green Mile ممتعة للغاية ولا أشعر بالملل منها أبدا، حتى بعد مشاهدتها للمرة الثلاثين [يضحك]. أنا أعشق الحوارات السينمائية المكتوبة ببراعة والقصص الجذابة.
آخر عمل عظيم شاهدته كان مسلسل House، عمل ساحر، ويجسد تألق وجنون البطل المعادي للمجتمع دكتور جريجوري هاوس، الذي يلعب دوره هيو لوري، وهو مليء بالحوارات الذكية والتحولات في الحبكة.