الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 4 يوليو 2022

الذكاء الاصطناعي يستعرض مواهبه الإبداعية، فما الذي يعنيه هذا لعالم الفن؟

ضجة في عالم الفن بسبب الذكاء الاصطناعي: فكر في جملة، أي جملة تحتوي على أي مفردات تخطر على بالك، أي مجموعة من التصورات الملونة والمجنونة التي تعجبك، وسيعمل برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد التابع لمعمل أبحاث OpenAI على تكوين لوحة فنية معتمدة على كلماتك خلال أقل من دقيقة.

DALL.E 2: صنعت الشركة البرنامج عن طريق إدخال كميات ضخمة من الصور إلى الذكاء الاصطناعي مع تعليقات مفصلة حول عناصرها، مما يسمح للبرنامج بسحب أي عنصر من الصور ودمجه مع آخر بناء على المعطيات المقدمة.

الفكرة بسيطة للغاية: ما عليك سوى أن تكتب جملة أو مجموعة من الكلمات في البرنامج، وسيعمل هو على إنشاء سلسلة من الصور بناء على وصفك. لم يصدر البرنامج بشكل كامل للجمهور حتى الآن، ولكنه متاح لمجموعة من المستخدمين للتجربة مع إصدار نسخة مبسطة باسم DALL.E mini متاحة للجميع. يمكنكم تصفح مدونة أرون هيرتسمان الباحث في شركة أدوبي، والتي تضم كل الأعمال الفنية التي أنشأها باستخدام البرنامج، مع تجربة أساليب وتقنيات مختلفة مثل التصميمات المشابهة لأنماط الفنانين المعاصرين، والصور المعمارية، ورسومات الكمبيوتر الكلاسيكية، والبورتريهات.

جربناه في إنتربرايز: قضينا وقتا ممتعا في تجربة النسخة المبسطة من البرنامج، إذ كتبنا flower ducks وانتظرنا نحو 27 ثانية حتى ظهرت تسع صور لمجموعة من البط الذي لديه صفات تشبه الأزهار في تلوينها وملمسها. لم تعجبنا النتيجة، إذ بدت على البط ملامح الجنون إلى حد ما، لكن ربما كان العيب في المفردات التي استخدمناها. بعدها جربنا استخدام coyote in a kilt وDonald Trump ballerina، إلا أن النتائج كانت مرعبة.

لم يعجب البعض: يشير تقرير موقع CNet إلى أن النتائج الفنية يمكن أن تسبب كوابيس للمستخدمين، وهو شيء يمكننا تأكيده بالنظر إلى النتائج التي ظهرت لنا. لكن يبدو أن DALL.E mini ليس إلا محاكاة رديئة للبرنامج الأصلي، الأكثر تعقيدا في الفن الذي يولده.

لكن DALL.E 2 يفتح آفاقا جديدة لكيفية تعريف الفن: هل يمكننا اعتبار التصميمات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي أعمالا فنية؟ الحقيقة أن وجود معارضة للذكاء الاصطناعي الإبداعي من الفنانين والجماهير لهي "علامة على قوة وإمكانات هذه الوسيلة الجديدة"، كما يوضح ستيفن مارش في مقاله على موقع Lit Hub. ويضيف أن "أهم ما يقدمه الذكاء الاصطناعي الإبداعي هو أنه يتعارض تماما مع القيمة المهيمنة التي تحدد الفن المعاصر: الهوية. فالممارسة نفسها تزيل الهوية من المعادلة، وبدلا من ذلك يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل وصياغة الهويات الأخرى، مع إمكانية اختيار أحد الفنانين القدامى أو الأساليب الفنية والسماح للتكنولوجيا بإعادة تصورها بناء على أي عبارة عشوائية". ويشير إلى أن "قوة الذكاء الاصطناعي الإبداعي تكمن في مزجه الغريب بين البشر وغيرهم، والكشف عن الوسيلة سيكون استغلالا لهذه الحقيقة".

كما أنه يثير تساؤلات حول فكرة أن تكون مبدعا، في ظل وجود التكنولوجيا الإبداعية: الجودة والواقعية التي تتمتع بها تصميمات برنامج DALL.E 2 تمنح الفن الرقمي فرصة لجني الأرباح. خذ مثلا الأشخاص الذين لا يتمتعون بمواهب فنية كبيرة ولكن لديهم تصورات فنية معينة، يمكن لهؤلاء استخدام برامج الذكاء الاصطناعي الآن لإنتاج تصميمات فنية جذابة بصريا في ثوان، وهي عملية أسرع بكثير من توظيف فنان بشري.

الجدل الدائر حول الفن الاصطناعي يذكرنا بالغضب الذي قوبل به اختراع التصوير الفوتوغرافي: عند اختراع أول كاميرا في القرن التاسع عشر، كانت تهدد كل ما يؤمن به العالم بخصوص الفن. فبينما كان الأمر متروكا للفنان لالتقاط جوهر الشخص في صورة، وهي عملية ربما تستغرق ساعات أو أياما، جاءت الكاميرا لتهدد أكل عيش الفنانين وفكرة وجود الفن بأكمله: لماذا ترسم منظرا طبيعيا بينما يمكنك التقاط صورة له بكل بساطة؟ وحتى اليوم تستمر المناقشات حول ما إذا كان التصوير الفوتوغرافي يمكن اعتباره فنا. لكن حتى مع توفر الكاميرات الآن أكثر من أي وقت مضى، لا يزال الفن المصنوع عن طريق الإنسان يحظى بمكانته كشكل مهم من أشكال التعبير.

على نفس نهج التصوير الفوتوغرافي، لا بد أن يكون للذكاء الاصطناعي الإبداعي نهج مختلف في تطويره، كما يقول مارش، مجادلا بأنه لا ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج نوع من الفنون يمكن للبشر إنتاجه. وفي الوقت نفسه، يجب أن يتطور الذكاء الاصطناعي الإبداعي باعتباره أكثر من مجرد عرض لقدرات التكنولوجيا الجديدة. إذ يمكن له المساعدة في مجال تصميم الجرافيك، من خلال تقديم أدوات تسمح بتحريك العناصر في الصورة أو استحضار عنصر إضافي، وهي خيارات يعمل DALL.E 2 على توفيرها، وفق موقع البرنامج على الإنترنت.

هناك أيضا جانب أخلاقي للمعادلة، وهو الجانب الذي تعمل عليه جوجل حاليا: نظرا لأن برامج الذكاء الاصطناعي الإبداعية مصممة عن طريق بشر، فهناك خطر تسلل التحيزات الإنسانية إلى الخوارزميات. وتحاول شركة جوجل ركوب تريند الذكاء الاصطناعي الفني مع وضع هذه المخاوف في الاعتبار، إذ أعلنت مؤخرا عن برنامجها Imagen المتخصص في تحويل النصوص إلى صور "بدرجة غير مسبوقة من الواقعية، ومستوى عميق من فهم اللغة". كل التصميمات التي ينتجها البرنامج لا تضم أي أشخاص، في حال كانت تعكس تحيزا أو وجهة نظر غربية. ولهذا السبب امتنعت الشركة عن طرح البرنامج للاستخدام العام، لكن هذا ربما يتغير مع تطوير المزيد من التعليمات البرمجية الأخلاقية. يقول العاملون بجوجل في ورقة بحثية (بي دي إف): "في المستقبل، سنعمل على استكشاف إطار عمل للمسؤولية الخارجية، يوازن بين قيمة التدقيق الخارجي ومخاطر الوصول المفتوح وغير المقيد".

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).