كيف تساهم "إيليفيت" في تحقيق مزيد من التكامل في قطاع الرعاية الصحية في مصر
كيف يأمل صندوق استثمار في تغيير مشهد صناعة الرعاية الصحية في مصر: إنتربرايز تحاور طارق محرم الرئيس التنفيذي لشركة إيليفيت للاستثمار المباشر. يعتبر صندوق إيليفيت هيلث كير، التابع لشركة إيليفيت للاستثمار المباشر، من بين أكبر الصناديق المتخصصة من نوعها في المنطقة. وتتطلع الشركة إلى الاستفادة من خبرة مديريها في الإدارة الاستراتيجية للرعاية الصحية للمساعدة في سد الفجوات في صناعة الرعاية الصحية بمصر، وتسريع اعتماد التقنيات الإبداعية، وتقديم نهج أكثر تكاملا لهذه الصناعة، والتي من شأنها تقديم خدمات رعاية صحية متكاملة للمرضى بأسعار معقولة.
يتطلع الصندوق، الذي من المستهدف أن يصل رأسماله إلى 380 مليون دولار، إلى الاستثمار في قطاعات تشمل المستشفيات والأدوية والتعليم الطبي والتكنولوجيا الصحية في مصر وأفريقيا جنوب الصحراء. ويستهدف الصندوق إغلاق أولي قيمته 150 مليون دولار، جمع منها 75 مليون دولار بالفعل، حسبما قال محرم لإنتربرايز، مضيفا أن الصندوق تمكن من تأمين الـ 75 مليون دولار المتبقية كالتزامات ميسرة.
كيف يختلف صندوق إيليفيت عن الصناديق المشابهة: إيليفيت هيلث كير هو الصندوق الوحيد في أفريقيا الذي يدار من قبل أشخاص لديهم خبرة إدارية في القطاع الذي يهدفون إلى الاستثمار فيه، مما يمنحهم معرفة مباشرة بدورات النمو ومراحل التمويل لأعمالهم، بحسب أوبيريتور كوليكتيف. وتميل هذه الصناديق إلى أن تكون أكثر انخراطا في مساعدة الشركات على التوسع أكثر من المستثمرين العاديين أو الصناديق الأخرى. ويمتلك صندوق إيليفيت هيلث كير بالفعل سجلا حافلا في الاستثمارات المباشرة في شركة النيل للآشعة والتحاليل، والتي بلغت عائداتها المركبة نحو 38% في أربع سنوات.
يعرف الصندوق ما تحتاجه الصناعة – وهو بالأساس المزيد من الأسرّة المتخصصة. يعاني قطاع الرعاية الصحية من نقص كبير في عدد الأسرة بالمستشفيات، بحسب محرم. ويوجد في مصر حاليا 1.3 سرير لكل ألف مواطن، طبقا لأحدث البيانات في عام 2019، وهذا أقل بكثير من متوسط 4.4 سرير لكل ألف مواطن في أغلبية دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال نفس العام. وقال محرم: "الفجوة هذه لا تتعلق فقط بأسرة الرعاية العادية، الأمر يتعلق أيضا بالأسرة المخصصة لعلاج الأورام السرطانية، أو أسرة جراحة الأعصاب أو جراحة القلب".
لهذا السبب تركز إيليفيت على بناء مراكز التميز، بدلا من المستشفيات: يعتبر جلب الامتيازات الدولية التي تبني مراكز تميز متخصصة في علاج السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية أمر بالغ الأهمية لاستراتيجية إيليفيت. ووقع الصندوق بالفعل اتفاقيات نقل التكنولوجيا مع مؤسسات مثل مستشفى أبحاث السرطان الرائد جوستاف روسي وغيرها من المؤسسات الدولية الأخرى ذات التخصصات المختلفة للمساعدة في بناء فروع لهذه المؤسسات الرائدة في مصر في إطار شركة قابضة واحدة يخطط الصندوق لتأسيسها. وتمتد هذه الاتفاقيات من خمس إلى سبع سنوات، وتشمل مشاركة جميع مجالات الخبرة، بدءا من التصميم والعمليات السريرية إلى الإدارة والتدريب.
لا يجري ذلك من خلال عمليات الدمج التي نعرفها: في حين أن إيليفيت هيلث كير ما زالت تقوم بعمليات استحواذ، إلا أنها تركز في الغالب على الاستحواذ على مستشفيات قائمة بالفعل، والتي يمكن تطويرها بعد ذلك إلى مراكز امتياز، كما أوضح محرم. وقال: "لا نريد أن نمر في العملية برمتها من البناء والترخيص، لذا نود أن يكون لدينا ميزة في مرحلة البداية". ويختلف توجه إيليفيت مع توجه معظم الفاعلين في مجال الرعاية الصحية في مصر في السنوات الماضية، والذي شهد قيام العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية بدمج العيادات والمستشفيات. واستحوذ قطاع الرعاية الصحية على أكبر عدد من عمليات الدمج والاستحواذ من حيث القيمة العام الماضي، بنحو 1.6 مليار دولار، وفقا لتقرير صادر عن شركة بيكر ماكنزي.
المنطق واضح: نحن بحاجة إلى الاستثمار في إضافة إمكانات جديدة، وليس تعزيز الإمكانات الحالية. "نريد زيادة سعة النظام، لذلك نفضل إضافة أسرة جديدة بدلا من مجرد دمج الأسرة المتاحة"، بحسب محرم. وقال إن إضافة الإمكانات الجديدة سيشكل الجزء الأكبر، 40%، من استثمارات الصندوق.
بقية الاستثمارات: يتطلع الصندوق إلى توجيه 30% من الاستثمارات نحو التشخيص (من خلال التوسعات والاستحواذات التي تمت في نايل سكان)، بينما توجه باقي الاستثمارات إلى عمليات الاستحواذ والاستثمارات في نشاط التأمين وعيادات الرعاية الصحية الأساسية، حسبما أشار محرم، مضيفا أن هذه المخصصات قد تتغير في المستقبل.
تريد إيليفيت تبسيط تجربة الرعاية الصحية للمرضى من خلال تغطية مختلف القطاعات: "نريد أن نكون مؤسسة شاملة، حيث يمكننا تقديم التشخيص والآشعة والتحاليل، ثم العلاج من خلال أفضل الإمكانات"، حسبما قال محرم. وأشار إلى ذلك يساعد في تسهيل حصول المرضى على العلاج من خلال نظام موحد.
تتطلع إيليفيت أيضا إلى تطوير صناعة التأمين المتعثرة في مصر: يمكن للتعديلات المحتملة على قانون التأمين الموحد، الذي ينص على رفع الحد الأدنى لمتطلبات رأس المال المدفوع لشركات التأمين إلى 250 مليون جنيه من 150 مليون جنيه حاليا، أن تؤدي إلى موجة من عمليات الدمج والاستحواذ، والتي نأمل أن نستغلها بصورة جيدة. تلقت التعديلات بالفعل الموافقة النهائية من مجلس الشيوخ، وهي الآن في انتظار الموافقة النهائية من مجلس النواب.
تريد إيليفيت الاستفادة من خبراتها الإدارية بدلا من الدخول مباشرة إلى السوق: "نريد أن نلعب دور الوكلاء، حيث ندير عملية التأمين لشركات ولاعبين محددين"، حسبما أوضح محرم. وأضاف أن الصندوق أمامه أسابيع للاستحواذ على شركة تعمل في هذا المجال لمساعدته في دخول السوق. ويساعد الوسطاء عادة على تبسيط عمليات الإدارة، ويمكن أن تساعد في جعل عملية التأمين أكثر كفاءة.
صندوق جديد قيد الإنشاء: "نخطط لإطلاق صندوق ثان للرعاية الصحية بعد التأكد من أن الصندوق الأول يعمل بشكل جيد لتحقيق أفضل عائد لمستثمرينا"، حسبما قال محرم.
تدير إيليفيت كابيتال أيضا صندوق رأس مال مغامر يركز على التأثير، والرعاية الصحية في جوهر اهتمامه: قال محرم: "نحن نتطلع إلى الاستثمار في خمس أو ست شركات ناشئة للرعاية الصحية عن بُعد"، مضيفا أن إحدى الشركات الناشئة تقدم خدماتها إلى المناطق الريفية في صعيد مصر وسيناء. وقال: "شهدت الشركات الناشئة في مجال الخدمات الصحية عن بُعد صعودا هائلا خلال الجائحة، لكنها تمر الآن بتباطؤ ما بعد كوفيد، على الرغم من أننا نعتقد أن هذا أمر مؤقت". وقامت إيليفيت بالفعل بتشغيل وإدارة شركة بير هيلث الناشئة للخدمات الصحية عن بُعد، واستحوذت مؤخرا على حصة في شركة الرعاية الصحية المصرية الناشئة دوكس، من خلال المشاركة في جولة تمويل أولية بقيمة 1.5 مليون دولار.
وعندما يحين الوقت للتخارج، تكون الطروحات الحل الأمثل: "نحن نؤمن باستراتيجية الطرح العام، ولهذا نعمل على الحوكمة والرقمنة في وقت مبكر جدا"، حسبما قال محرم. "عندما يصل الاستثمار إلى حجم قابل للإدراج، فهذا بالتأكيد هو طريقنا المفضل".
تعمل الشركة أيضا على تزويد الجهات الفاعلة في مجال الرعاية الصحية بحلول تمويل بديلة: حصلت مجموعة إليفيت مؤخرا على موافقة من حيث المبدأ من الهيئة العامة للرقابة المالية لإنشاء ذراع للتأجير التمويلي. وأوضح محرم أن "الشركات التي تستهدف النمو تحتاج إلى أحد أمرين: إما استثمارات مباشرة أو ديون". وأضاف: "نظرا لأن الاستثمارات يمكن أن تكون صعبة في بعض الأحيان، فقد أردنا أن تكون ذراع التأجير قادرة على جعل عروضنا أكثر شمولا". ستركز ذراع التأجير على قطاعات متعددة، بما في ذلك الرعاية الصحية.
أبرز أخبار البنية التحتية في أسبوع:
- المطورون العقاريون يواجهون قيودا جديدة أكثر صرامة: أصدر مجلس الوزراء ضوابط بيع وحدات مشروعات التطوير العقاري، والتي تهدف للحفاظ على حقوق المشترين وتقليل مخاطر السوق.
- اتفاق بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي لتعزيز صادرات الغاز: تعتزم مصر وإسرائيل زيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بموجب مذكرة تفاهم وقعت في القاهرة، والتي تأتي في الوقت الذي تتطلع فيه القارة إلى التخلص التدريجي من اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي.
- مصر توقع اتفاقا مع شيفرون لدفع طموحها لتصبح مركزا إقليميا للغاز الطبيعي: وقعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) مذكرة تفاهم مع شركة شيفرون للطاقة للتعاون في أنشطة نقل واستيراد وإسالة وتصدير غاز شرق المتوسط عبر مصر.
- المرحلة الثانية من العاصمة الإدارية: تستعد شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية لبدء أعمال الإنشاءات في المرحلة الثانية من العاصمة الجديدة، مع قرب انتهاء المرحلة الأولى.