واردات مصر من القمح الروسي ترتفع 84% بين مارس ومايو
ارتفعت واردات مصر من القمح الروسي بنسبة 84% على أساس سنوي خلال الفترة بين مارس ومايو، على الرغم من الاضطراب الذي تسبب به الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما ذكرت رويترز. تظهر بيانات الشحن أن مصر استوردت نحو 1.1 مليون طن خلال فترة الأشهر الثلاثة، ارتفاعا من 573 ألف طن خلال الفترة ذاتها من عام 2021.
تواصل واردات القمح الانخفاض هذا العام، بما في ذلك من روسيا: استوردت مصر نحو 1.7 مليون طن من الحبوب من روسيا بين يناير ومايو، بانخفاض نحو 30% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وانخفض إجمالي واردات البلاد من المحصول بنسبة 24% إلى 3.3 مليون طن، ما يعني أن أكثر من نصف الحبوب التي استوردتها مصر جاءت من روسيا.
ساعد الحصاد المحلي الوفير في سد فجوة العرض: اشترت الدولة حتى الآن أكثر من 4.1 مليون طن من القمح المحلي، وهي المرة الأولى التي تتجاوز فيها المشتريات هذا الرقم، وفق ما ذكرته سي إن بي سي نقلا عن رئيس الشركة العامة للصوامع والتخزين كمال هاشم. وتستهدف الحكومة شراء 6 ملايين طن خلال الموسم الذي ينتهي في أغسطس المقبل. وتكفي الاحتياطيات حاليا احتياجات البلاد حتى نهاية العام.
هذا لا يعني أن العقوبات لم تكن مشكلة: كانت بعض البنوك المصرية مترددة في التعامل مع البنوك الروسية بسبب العقوبات المالية التي فرضها الغرب على موسكو، وفقا لما قاله تجار. واشترى الموردون شحنات من دول أخرى مثل الإمارات وسويسرا، حسبما قال ثلاثة تجار. وقال أحدهم إن البنوك تطلب وثائق إضافية لشحنات القمح الروسي.
تعمل الدولة على ضمان استمرار إمدادات الحبوب وسط الحرب الروسية الأوكرانية التي تعيق الإمدادات وتضغط على الأسعار العالمية. كان البلدان يوفران معا نحو 80% من إمدادات القمح للبلاد قبل اندلاع الصراع، وبينما استمرت بعض الشحنات الروسية، كان من المستحيل تقريبا على القمح الأوكراني مغادرة البلاد. في وقت سابق من هذا الشهر، حصلنا على أكبر كمية من القمح منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، بعد أن اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية 465 ألف طن للشحن في يوليو وأغسطس.
هل ما زالت الحبوب الأوكرانية محاصرة أم وجدت مخرجا؟ تسهل روسيا حركة صادرات الحبوب والبذور الزيتية من أوكرانيا عبر نقاط العبور المحتلة على بحر آزوف، حسبما أفادت رويترز عن مسؤولين روسيين. "روسيا تؤمن" ممرا أخضر [آمنا] "للحبوب وأي مواد غذائية أخرى مثل البذور الزيتية… ليكون تصديرها ممكنا من أوكرانيا دون عقبات"، وفق ما قالته نائبة رئيس الوزراء الروسي فيكتوريا أبرامتشينكو، دون توضيح مصدر الحبوب. اتهمت أوكرانيا روسيا بمحاولة بيع محاصيلها المسروقة، بينما رفضت مصر في وقت سابق استقبال السفن الروسية التي يزعم أنها تحمل قمحا أوكرانيا مسروقا. في وقت سابق، كانت المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة تعمل على إنشاء طريق آمن لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ميناء أوديسا المحاصر، لكنها باءت بالفشل.
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضا إلى تضافر الجهود الدولية من جميع الأطراف لعودة الملاحة البحرية وانتظام سلاسل التوريد، لا سيما فيما يخص الحبوب، وقال إنه ينبغي العمل على استعادة الهدوء والاستقرار على الصعيد الدولي، من أجل التخفيف من آثار هذه الأزمة الاقتصادية على الشعوب التي تنشد السلام والتنمية، وذلك في الكلمة التي ألقاها عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة والعشرين لمنتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي، وفق بيان رئاسة الجمهورية. وأدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى اضطراب أسواق القمح العالمية، كما عرقلت حصول مصر على إمداداتها الرئيسية من القمح.
وساعدت مصر روسيا في تأمين إمدادات البذور: في محاولة لضمان الأمن الغذائي وسط العقوبات، حصلت روسيا على إمدادات البذور من 11 دولة، بما في ذلك مصر، وفق ما قالته نائبة رئيس الوزراء الروسي.
ومن أخبار السلع أيضا –
قد تشهد السوق العالمية نقصا في القمح الروماني: تتوقع رومانيا تراجع محصول القمح المحلي هذا العام بسبب الأحوال الجوية وزيادة تكاليف الإنتاج، وفق ما نقلته رويترز عن وزير الزراعة الروماني أدريان شيسنوي. وأضاف شيسنوي أن رومانيا حصدت أكبر كمية قمح لها على الإطلاق (11.3 مليون طن) في عام 2021، لكن بينما تتوقع رقما أقل هذا العام، لا يزال هناك فائض للتصدير.
تلعب رومانيا دورا في جهودنا لتنويع المعروض: جاءت عملية شراء الدولة الأخيرة للقمح من رومانيا في الوقت الذي نتطلع فيه إلى إضافة موردين جدد للحبوب، حيث تدرس مصر أيضا اتفاقية مقايضة محتملة مع رومانيا من شأنها أن تفتح الباب أما الدولتين لتبادل الأسمدة المصرية بالأقماح الرومانية.