لا نهاية في الأفق لأزمة نقص القمح
الأسواق العالمية قد تخسر ثلاثة مواسم متتالية من محصول القمح الأوكراني، حسبما قال وزير الزراعة الاوكراني ميكولا زولسكي لرويترز. قال زولسكي: "لا يمكننا إخراج (تصدير) محصول العام الماضي، كما لا يمكننا حصاد المحصول الحالي، ولا نريد أن نزرع المحصول التالي". يزرع القمح الأوكراني عادة في الخريف ويحصد خلال شهري يوليو وأغسطس، ما يعني أن النقص قد يستمر حتى منتصف عام 2024.
ماذا عن محصول هذا الموسم؟ أوكرانيا غير قادرة حاليا على حصاد ما لا يقل عن 5 ملايين طن من القمح من محصولها لعام 2022، والذي جرت زراعته في الأراضي التي تسيطر عليها حاليا روسيا ولا يمكن حصاده. تمتلك البلاد أيضا نحو 30 مليون طن من الحبوب محاصرة في صوامعها، تمثل نصف سعة تخزين الحبوب التي لا تزال تحت سيطرتها. ومع قيام روسيا بإغلاق موانئها، فإن الجزء الأكبر من 60 مليون طن من فوائض الحبوب والبذور الزيتية يمكن أن يهدر لعدم وجود أي منفذ لاستخدامه.
المشكلة: أجبر الحصار الروسي لموانئ البحر الأسود كييف على اللجوء إلى السكك الحديدية والطرق والنقل النهري لإخراج القمح من البلاد. بدأت أوكرانيا مؤخرا في تصدير الحبوب عبر طريقين عبر بولندا ورومانيا، لكن العملية تعثرت بسبب الصعوبات اللوجستية نظرا لعدم وجود طريقة بسيطة أو رخيصة لأوكرانيا لتصدير الحبوب برا. من المتوقع أن تشق شحنة من القمح الأوكراني طريقها إلى مصر من رومانيا، وهي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب.
هل بحر البلطيق هو الحل؟ يأمل مصدرو القمح في أوكرانيا أن يساعد طريق الشحن الجديد عبر بحر البلطيق في الالتفاف حول الحصار الروسي لموانئ البحر الأسود، حسبما ذكرت بلومبرج. وصلت شحنة من الذرة الأوكرانية مرسلة من بولندا إلى إسبانيا يوم الاثنين، مما أثار الآمال في أن تبدأ البلاد في التخلص من المخزون المتراكم.
إجمالا، أدى ذلك إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي عالميا: توفر روسيا وأوكرانيا نحو ثلث إنتاج العالم من القمح وكانا يوفران معا نحو 80% من واردات مصر من القمح. قبل الحرب، كانت صادرات الحبوب الأوكرانية الشهرية تصل إلى 6 ملايين طن، لكن هذا الرقم انخفض بشكل كبير منذ اندلاع الحرب. وصدرت البلاد 300 ألف طن من الحبوب في مارس ومليون طن في أبريل. يتوقع زولسكي أن تتجاوز الصادرات مليوني طن هذا الشهر.
… وزاد إنفاقنا على القمح بشكل كبير: قد تواجه مصر عبئا إضافيا قدره 3 مليارات دولار موزعة بالتساوي بين الحكومة والقطاع الخاص في العام المالي المقبل إذا ظلت أسعار القمح عند مستوياتها المرتفعة الحالية، بحسب ما ذكره وزير المالية محمد معيط في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وداعا القمح ومرحبا عباد الشمس؟ قال الوزير الأوكراني إنه يمكن للمزارعين الأوكرانيين قريبا الاستغناء عن القمح بشيء أخف – مما يجعل الشحن أرخص – وأكثر تكلفة للبيع، مثل عباد الشمس، الذي اتجه إليه المزارعون بالفعل بدلا من محاصيل الذرة.
مجموعة السبع تؤكد دعمها لمصر في مواجهة أزمة نقص القمح: "تؤكد مجموعة السبع التزامها بدعم مصر خلال هذه الأزمة التي سببتها الحرب الروسية"، حسبما قال سفراء دول مجموعة السبع في القاهرة في بيان مشترك أمس. وأضافوا أن المجموعة ستزيد من دعمها لعمليات برنامج الغذاء العالمي في البلاد وتقدم مساعدات ثنائية، مؤكدين أنهم "يتشاورون عن كثب" مع الحكومة بشأن الأزمة.