روتيني الصباحي: هاكان إمسجارد السفير السويدي بالقاهرة
هاكان إمسجارد السفير السويدي بالقاهرة: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع هاكان إمسجارد السفير السويدي في مصر.
اسمي هاكان إمسجارد، عمري 61 عاما، وأنا سفير السويد في مصر، وهو منصب أشغله منذ أقل من عام. قبل قدومي إلى القاهرة، كنت رئيس القسم الأوروبي بوزارة الخارجية السويدية في ستوكهولم، وعملت سفيرا لبلادي في هولندا، كما عملت في وزارة المالية وإحدى المؤسسات المالية الدولية. تلك هي خلفيتي المهنية في المجمل.
أساس عملي كسفير هو تعزيز العلاقات بين القاهرة وستوكهولم في المجالات كافة. علاقاتنا جيدة جدا كما هو الحال بالفعل: نعمل معا في القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية. إذا نظرت إلى التاريخ، فقد كان هناك دوما الكثير من الروابط بين البلدين. انخرطت العائلة الملكية بشكل كبير على مر السنين في البحث الأثري – لدينا بعثة أثرية سويدية مصرية زارت مصر في الخريف الماضي – وهذا شيء كنا نقوم به منذ سنوات عديدة ولكنه يستحق اهتماما أكثر مما حاز عليه.
ربما ينصب التركيز في الوقت الراهن على تعزيز علاقاتنا الاقتصادية. هناك اهتمام قوي الآن بين الشركات السويدية بالاستثمار في مصر، لا سيما في قطاعات مثل الطاقة، إذ تطمح مصر لأن تصبح مركزا إقليميا للطاقة. على سبيل المثال، تشارك شركة سويدية في مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، وهناك خطط لتنفيذ مشروعات مماثلة للربط مع اليونان وقبرص، لذا من المهم جدا بالنسبة لنا أن نشارك في ذلك.
أرى حقا مستقبلا مشرقا لعلاقاتنا في قطاع الصحة. فتح تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر الكثير من الفرص في قطاع الصحة بأكمله. فيما يتعلق بقطاع الأدوية، فإن أسترازينيكا بالفعل شريك نشط للحكومة المصرية، لكن لدنيا أيضا شركة أخرى تسمى Elekta تنتج معدات العلاج الإشعاعي، إنهم يفتحون مكتبا إقليميا في القاهرة لخدمة المنطقة بهذه المعدات عالية التقنية. لذلك أعتقد أن هذه طريقة مثيرة لجلب تكنولوجيا جديدة وحديثة إلى مصر- وهذا يعني أنه لن يكون هناك استثمار فقط ولكن أيضا نقل المعرفة والخبرة والتكنولوجيا إلى العمال المصريين والسوق المحلية.
أنا محظوظ لأنني أعيش بالقرب من مكتبي – نحو 100 متر [يضحك]- لذلك يمكنني الاستيقاظ متأخرا نسبيا. عادة ما نبدأ يومنا في المكتب في الـ 9 صباحا، ونستهله باجتماع داخلي صغير لاستعراض الأجندات ومعرفة الأحداث الموجودة على جدول الأعمال. أتابع أيضا الأخبار في مصر والسويد كي أتأكد من إطلاعي على الأحداث الجارية، لذلك أقرأ فايننشال تايمز، ونيويورك تايمز والإيكونوميست. من المهم معرفة ما يحدث في المنطقة أيضا على الصعيدين السياسي والاقتصادي. غالبا ما يكون لدي الكثير من الاتصالات خلال أيام العمل – سواء في وجبات الغداء أو الاجتماعات الأخرى – مع شركات سويدية والسلطات المصرية لتحديد شكل التعاون واستكشاف المشكلات وحلها.
نحن نعمل أيضا على أن نصبح أكثر نشاطا في المجالات الثقافية، لذلك نقيم بعض الفعاليات الصغيرة أحيانا للترويج للأفلام والكُتاب السويديين، وأعتقد أن هذا النوع من الفعاليات مهم. كانت زوجتي هنا في زيارة، واتفقنا على تناول الغداء سويا كل يوم هنا في استراحتي وقضاء بعض الوقت معا، وفي بعض الأحيان تكون قادرة على مرافقتي في التزاماتي المسائية.
قضيت أول رمضان لي مصر وأدركت أنه شهر يزداد فيه وزنك بدلا من أن تفقده [يضحك]، لكنني حقا استمتعت بالتجربة والأجواء الرمضانية، لا سيما لقاءات الإفطار ذات الطعام الوفير.
غالبا ما تكون أيام عملي طويلة جدا، لأن هناك عادة مهام في المساء، وغالبا ما يكون لدي أكثر من دعوة في نفس اليوم. أحاول أن أتخذ قرارا حكيما بشأن المكان الذي أتمكن فيه من الإفادة والاستفادة أكثر من غيره لإعطاء الأولوية لدعوة عن غيرها.
أحب أن أسترخي بالقراءة. قرأت الكثير عن مصر وخاصة تطوراتها التاريخية. يتضمن ذلك التاريخ القديم، والتاريخ الحديث أيضا، الأدب أداة مهمة تساعدك على فهم الثقافة. غالبا ما يجري تصوير عقلية الأشخاص وطريقة تفكيرهم بصورة أفضل في الأعمال الأدبية.
لقد استمتعت حقا بالسفر في جميع أنحاء مصر. سافرت أنا وزوجتي مؤخرا إلى أسوان، حيث قمنا بالرحلة النيلية التقليدية وقضينا بعض الوقت في فندق أولد كتراكت. كانت تجربة رائعة وآمل أن أتمكن من القيام بالمزيد من هذا النوع من الرحلات.
أهم نصيحة أقدمها لأي شخص يدخل السلك الدبلوماسي هي التحلي بالصبر قليلا مع كل وظيفة جديدة. عليك أن تأخذ الوقت الكافي لصياغة فهمك الخاص ومشاعرك تجاه المنصب لمعرفة ما الذي سينجح وما يمكنك القيام به. يجب أن تصل إلى استنتاجاتك الخاصة حول الكثير من الأشياء، وبمجرد أن تفعل ذلك، ثق في حكمك الخاص.