التضخم.. الخوف الأكبر في العالم الآن
الكل خائف من التضخم: بات التضخم الشغل الشاغل الذي يحاصر العالم في الوقت الحالي، إذ تسببت صدمة الأسعار واضطرابات سلاسل التوريد في أكبر قفزة في تكلفة المعيشة منذ عقود، وفقا لأحدث تقرير من إبسوس عن أسباب قلق العالم (بي دي إف). قال ثلث المشاركين في الاستطلاع الذي أجرته شركة الأبحاث في أبريل والبالغ عددهم الإجمالي 19 ألفا، إن ارتفاع التضخم كان أحد أكبر مخاوفهم، مقارنة بنسبة بلغت 10% فقط قبل عام.
لم يكن التضخم من بين المخاوف منذ سنوات: أصبح التضخم أحد أكبر خمس مخاوف في العالم لأول مرة منذ مارس في 2013، ثم صار أكبر مصدر قلق في أبريل من هذا العام، بعدما قفز بنسبة 6% إضافية ليصبح أكبر شيء يهيمن على عقول البشرية. ومن بين 27 دولة شملها الاستطلاع، تشهد 26 منها قلقا متناميا بشأن ارتفاع الأسعار في أبريل بسبب الصدمة التي تسببت بها الحرب الدائرة في أوكرانيا في أسواق السلع الأساسية، بينما تتفاقم أزمة نقص الغذاء والطاقة.
التضخم وصل إلى ارتفاعات تاريخية في العديد من الدول التي شملها الاستطلاع: قفز التضخم في تركيا إلى أعلى مستوى له منذ عقدين ليصل إلى 70%، والأسعار في الولايات المتحدة تتسارع بمعدل لم يحدث منذ ثمانينات القرن الماضي، بينما تتوقع المملكة المتحدة الآن أن يصل معدل التضخم لدى الشريحة الأفقر من المواطنين إلى 14% قبل نهاية العام.
لا يقتصر القلق بشأن الاقتصاد على التضخم: أشار 31% من المشاركين في الاستطلاع إلى الفقر وعدم المساواة الاجتماعية كأحد أكبر مخاوفهم. تتصدر كولومبيا والبرازيل والمجر والبرتغال وتركيا وبلجيكا قائمة الدول التي كانت فيها اللا مساواة الاجتماعية مصدرا أكبر للقلق. وأشارت أربع دول فقط من التي شملها الاستطلاع إلى أن الفقر واللا مساواة أكثر إزعاجا من أي مشكلة أخرى، بانخفاض عن ست دول في الشهر السابق.
الأمن الوظيفي مشكلة أقل قليلا: أعرب نحو 29% من المشاركين عن قلقهم بشأن أمنهم الوظيفي، بانخفاض عن 35% في نفس الوقت من العام الماضي. تعد جنوب أفريقيا إلى حد بعيد الأكثر قلقا بشأن البطالة، والتي اعتبرها 64% من المشاركين مصدر قلقهم الرئيسي.
شعور عام بالسلبية من المواطنين تجاه بلادهم: يشير الاستطلاع إلى وجود شعور بالتشاؤم بين المشاركين إزاء الوضع الذي تتجه إليه بلدانهم. ويشعر نحو ثلثي المشاركين بأن دولهم آخذة في التدهور، وتتخطى هذه النسبة 60% في 19 من أصل 27 دولة. هذا الاتجاه طويل الأجل، إذ أفادت تقارير بمستويات مماثلة من عدم الرضا خلال العام الماضي.
الدول الأوروبية قلقة بشأن الحرب أكثر من أي منطقة أخرى في العالم: أضافت إبسوس الصراع العسكري إلى استطلاعها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وليس مفاجئا أن الأشخاص في الدول الأوروبية يشيرون إلى الحرب على أنها شغلهم الشاغل. قال 4 من كل 10 أشخاص في بولندا إن الحرب تعتبر من أكبر المشاكل التي تواجه البلاد، بينما بلغت النسبة 35% و30% و28% في ألمانيا والسويد وبريطانيا، على الترتيب.
وثمة انقسام عالمي بين الشمال والجنوب حول تغير المناخ: كشف الاستطلاع عن انقسام بين العالمين المتقدم والنامي، إذ يرى المشاركون من الدول الغنية تغير المناخ من أكبر القضايا التي تشغلهم.
ويبدو الآن أن المخاوف من "كوفيد-19" تبددت وباتت الجائحة شيئا من الماضي، إذ أصبحت اللقاحات متاحة بشكل أكبر وجاءت المشكلات الاقتصادية في المقدمة. يعد الفيروس المسبب لـ "كوفيد-19" ثامن أكبر مشكلة ذكرها المشاركون، وقد جاء بعد مخاوف مثل الضرائب والفساد والحصول على الرعاية الصحية.