رائد الأسبوع: أحمد يسري المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة رابيت
رائد الأسبوع – أحمد يسري، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة رابيت (لينكد إن).
اسمي أحمد يسري، وأنا الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة رابيت. أول لحظة محورية في مسيرتي المهنية كانت عندما تقدمت لوظيفة متعلقة بهندسة الشبكات في فودافون مصر. بعد إجراء المقابلة، شعر فريق الموارد البشرية بالشركة أن مهاراتي تليق أكثر بالعمل في قسم التسويق. ما زلت لا أعرف السبب [يضحك]، لكن هذا القرار غير مسيرتي المهنية بالكامل. قضيت تسع سنوات مع فودافون مصر، وتعلمت الكثير عن كل تفاصيل مهنة التسويق، قبل الانتقال إلى المملكة المتحدة لرئاسة مركز التميز لإدارة علاقات العملاء لجنوب أوروبا وأفريقيا وآسيا.
عملي كان يتطلب السفر كثيرا: اعتدت أن أكون على الطريق لمدة 27 يوما في الشهر. وخلال رحلاتي، وقعت في حب أوبر، التي جعلتني أحب قدرة التكنولوجيا على حل مشاكل حقيقية. وحين عدت إلى مصر، أسعدني الحظ بالحصول على وظيفة رئيس التسويق في أوبر مصر. شغلت عددا من المناصب في الشركة في مصر ودبي، وأنهيت فترة عملي هناك مديرا عاما لفرع أوبر إيتس في مصر، قبل أن تقرر الشركة إغلاق أعمالها في المنطقة. انضممت بعد ذلك إلى شركة اطلب (طلبات حاليا)، وبعد ذلك قابلت شركائي البارعين في رابيت، وقررنا إطلاق المنصة لتسريع عملية البيع بالتجزئة في مصر.
جاءتنا فكرة رابيت حين كنت أنا وشركائي نناقش مستقبل تجارة التجزئة. نتفليكس ويوتيوب وسبوتيفاي ومنصات أخرى غيرت صناعة الترفيه في العالم من خلال تقديمه عند الطلب، وأوبر غيرت مجال النقل ليصبح بالطلب كذلك، لذا قررنا الاستفادة من هذه الاتجاهات العالمية نحو السهولة والسرعة. أدركنا أن بيع المنتجات بالطلب سوق جاهزة للنمو، ومن الواضح أنها ستكون طريق المستقبل. بدأنا في ملاحظة كيف كانت الشركات في الخارج تقدم خدمات توصيل فائقة السرعة، لصناعة فارق جوهري في تجربة العملاء عند الطلب في البيع بالتجزئة. لاحظنا صعود الشركات الناشئة التي تركز على نماذج التسليم السريع في الأسواق الأخرى، وبعد دراسة احتياجات السوق المصرية من حيث استعداد العملاء لهذا التغيير، قررنا إطلاق رابيت في عام 2021 واختبار الوضع.
عملنا يتعلق بالوقت، ومنتجنا الأهم هو راحة البال. نعتقد أن الحياة في وقتنا المعاصر صارت سريعة للغاية وغير منظمة، لذا نهدف في رابيت إلى المساعدة في تخفيف هذه المشكلة عن طريق إتاحة الشراء عند الطلب. عبر توفير احتياجات المستهلكين في أسرع وقت، نساعد في صنع فارق كبير من حيث تجربة العملاء، وتوفير المزيد من الوقت للمستخدمين من أجل التركيز على حياتهم. نحن فخورون بأننا قادرون على الوفاء بوعدنا، فنسبة 95% من كل الطلبات عبر تطبيقنا تصل في أقل من 20 دقيقة.
أسسنا كل تفاصيل المشروع بحيث تراعي السرعة، ونقيس كل العمليات بالثواني. أهم مؤشرات الأداء الرئيسية التي أركز عليها تشمل تتبع الوقت المستغرق في تنفيذ الطلبات، ومراقبة النسبة المئوية للطلبات التي تلبي توقعات العملاء ومستويات استمرار المستخدمين، بالإضافة إلى تتبع مستويات الكفاءة لدينا بشكل عام.
أستمتع بكل ثانية من عملي، وقد خضنا رحلة رائعة حتى الآن. أكثر ما أحبه في وظيفتي الآن هو أنني أصبحت عديم الفائدة تقريبا. فريقنا يضم عددا من المواهب الرائعة، وقد كنت أنا وشركائي المؤسسين أكثر فائدة خلال مراحل تأسيس رابيت، حين كنا نضع رؤية الشركة وثقافتها وأهدافها. أما الآن فأحضر الاجتماعات وأستمع إلى أعضاء الفريق وهم يتخذون قرارات رائعة، لكن ليس لدي أي شيء أضيفه على الإطلاق. أجلس فقط وأراقب الأداء المذهل، ويسعدني أن أكون عديم الفائدة. أعتقد أن متابعة التطور الاستثنائي للفريق أمر ملهم حقا. بالنسبة لي أنا وشركائي، أفضل جزء في العمل هو تمكين فريقنا، ومنحهم حرية الفشل، والمرونة لاتخاذ المبادرات والإبداع.
يحدث أن يخوض رائد الأعمال رحلة تأسيس الشركة وحيدا، لكن يمكن التخفيف من الوحدة عبر إحاطة نفسك بأشخاص يكملون نقاط ضعفك. إذا اخترت الفريق المناسب، وتعاونت مع مؤسسين رائعين، ستتمكن دائما من اللجوء إليهم للحصول على المشورة متى احتجت إليها. لو احتجت مثلا إلى دعم عاطفي، فلدينا جلسات تنفيس يومية حول التحديات التي نواجهها كفريق.
هناك أيضا أصدقاؤنا في الشركات الناشئة الأخرى، والذين يمكن أن يواجهوا نفس المشاكل التي نواجهها، وهو ما يجعل الرحلة أسهل. التحدث مع زملائي من رواد الأعمال أمر مريح للغاية ومحفز للتفكير، فهم يواجهون تحديات مماثلة إلى حد ما كل يوم، لذلك عندما نطرح عليهم مشاكلنا غالبا ما نجد لديهم وجهات نظر مفيدة. أرتاح للغاية عند الحديث مع رواد أعمال مثل عمر هجرس (لينكد إن) المؤسس المشارك لمنصة تريلا، وأحمد حمودة (لينكد إن) مؤسس ثاندر، وآخرين.
جمع التمويل هدف مستمر بالنسبة لنا: نأمل في جمع المزيد من التمويلات في المستقبل للتوسع وخدمة مستخدمين أكثر وتعزيز تجربة عملائنا، والتي تعد جزءا من أهدافنا قصيرة ومتوسطة المدى. في عام 2021، تمكنت رابيت من جمع 11 مليون دولار والتي كانت حينها أكبر جولة ما قبل التمويل التأسيسي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أعتقد أن أكثر الشركات الناشئة نجاحا في مصر الآن هي خزنة وتريلا وتاجر. أحب فكرة خزنة والأهداف التي يركزون عليها، وأشعر أنهم منضبطون للغاية. وتعجبني مرونة تريلا كشركة ناشئة، والأساس الذي بنوه مثير للإعجاب. أما تاجر فهي منصة مدهشة من حيث كيفية تطور نموذج العمل.
في وقت فراغي، وحين لا أكون بصحبة عائلتي أو أصدقائي، ألتهم أي محتوى يتعلق بالبيزنس. أشاهد قناة سي إن بي سي بانتظام لمعرفة الجديد في الاقتصاد العالمي، الذي يبدو أنه يفلت من بين أيدينا الآن. أنا أيضا قارئ نهم، لذلك عندما لا أكون مشغولا في عملي أعود إلى البيت وأنغمس في كتاب ممتع.
آخر كتاب رائع قرأته هو The Hard Thing About Hard Things للكاتب بين هوروفيتس، الذي يرسم صورة حية لما يمكن أن تواجهه من مصاعب عند تأسيس عمل تجاري، ويلتقط التحديات المشتركة التي تواجه رواد الأعمال بدقة. أعتقد أنه كتاب نافذ البصيرة الآن بالذات، نظرا لمدى اضطراب الاقتصاد العالمي.
لو أتيحت لي فرصة البدء من جديد، سأختار طريق الاستثمار مبكرا كما فعلت. أعتقد أن جلب المستثمرين المناسبين للشركات الناشئة يساعدها من نواح عديدة، فالمستثمرون لا يجلبون رأس المال فحسب، بل يقدمون أيضا رؤيتهم للسوق، ويمكنهم المساعدة في توفير فرص تواصل رائعة لرواد الأعمال. المستثمرون الذين يعملون معنا مثلا يوصلوننا بنظرائنا في الأسواق الخارجية، لمساعدة الطرفين على فهم مشاكل المجال والتعامل معها.