نظرة على بنك المعرفة المصري
نظرة على بنك المعرفة المصري: أطلقت وزارة التربية والتعليم في عام 2016 بنك المعرفة المصري، وهي البوابة الإلكترونية الخاصة التي تتيح للطلاب والباحثين والقراء الوصول إلى الأرشيف الخاص بنحو 50 ناشرا أكاديميا إلى جانب عشرات المواد التعليمية الأخرى من دون تكلفة. المشروع الذي قاده وزير التعليم طارق شوقي، الذي كان في ذلك الوقت رئيس المجلس الاستشاري الرئاسي للتعليم والبحث العلمي، هو جزء من جهود الحكومة الأوسع لدمج المزيد من الرقمنة في التعليم وتوسيع الوصول إلى مواد تعليمية عالية الجودة. كان لبنك المعرفة المصري دور في دعم التعلم عبر الإنترنت في بداية الجائحة عام 2020 من خلال تقديم محتوى رقمي ومواد تفاعلية للطلاب في جميع مستويات التعليم، ومن المرجح أن يستمر في زيادة تأثيره مع استمرار حملة الرقمنة الحكومية في المضي قدما.
إذا من الذي يمكنه الوصول إلى بنك المعرفة المصري بالضبط؟ منذ تأسيسه، صنف بنك المعرفة المصري كمورد يمنح المواطنين المصريين إمكانية الوصول إلى مواد بحثية وتعليمية عالية الجودة. "من خلال توفير هذه المواد [دون] مقابل، يضمن بنك المعرفة أن جميع المصريين، بغض النظر عن ظروفهم الاقتصادية، سيكون لديهم الأدوات التي يحتاجون إليها للتميز في تعليمهم وأبحاثهم"، وفقا لوزير التعليم طارق شوقي. كل ما تحتاجه للوصول إلى النظام الأساسي هو الرقم القومي، والذي ستستخدمه لتسجيل حساب جديد، وعنوان أي بي في مصر. حتى غير المصريين مؤهلون للتسجيل، بشرط أن يكونوا طلابا أو أعضاء هيئة تدريس في مؤسسة تعليمية مقرها مصر.
ما المتاح على النظام الأساسي؟ تعد المقالات العلمية والكتب الإلكترونية ومقاطع الفيديو من أمثال مجلة نيتشر ودار نشر إلسيفير ومجلة ناشونال جيوجرافيك وسكوبس وسبرينجر إي بوكس وسينجاج ليرنينج من بين عشرات الناشرين والمجلات المتاحة على بوابة بنك المعرفة المصري عبر الإنترنت. في العام الماضي فقط، توصل بنك المعرفة المصري إلى اتفاق مع سبرينجر نيتشر يوفر الوصول إلى نحو 2.4 ألف مجلة ويمهد الطريق أمام الباحثين المقيمين في مصر لنشر أعمالهم الخاصة من خلال سبرينجر، والتي من المقرر أيضا أن تقدم خدمات تصحيح لغوي مجانية للباحثين المصريين الذين يتطلعون لنشر أعمالهم. في وقت سابق من هذا العام، أعلن بنك المعرفة المصري عن اتفاقية شراكة مع مجلة التجارب المرئية من شأنها أن تتيح الوصول إلى بعض مقاطع الفيديو التي يبلغ حجمها 14 ألفا والتي تغطي موضوعات متعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
البوابة ليست مجرد مصدر للأبحاث الأكاديمية ثقيلة العيار: تقسم الموارد الموجودة على بنك المعرفة المصري إلى عدة فئات: القارئ والبحث العلمي والتعليم العالي والتعليم الأساسي والأطفال. على سبيل المثال، تحتوي موسوعة بريتانيكا على مواد تعليمية تركز على الأطفال تساعد في دعم تعلم الأرقام والحروف والرسم من خلال الألعاب. على بوكي، وهو تطبيق منفصل قابل للتنزيل يقدم من خلال المنصة، يمكن للمستخدمين قراءة عشرات القصص القصيرة باللغتين العربية والإنجليزية والكتب المصورة الرقمية. يجري تنظيم ورش العمل والفعاليات التعليمية التي تقودها هذه المنشورات المستقلة بشكل متكرر من خلال البوابة أيضا. أشياء مثل كيفية دمج التحفيز في الفصل الدراسي الذي تقدمه نجوى وورشة العمل التي تقودها ديسكفري إديوكيشن حول كيفية دعم التعلم القائم على المشروعات والتفكير التصميمي ليست سوى عدد قليل من البرامج التي ستجدها معروضة. في بعض الحالات، يمكن للمؤسسات التعليمية طلب إجراء دروس تدريبية خاصة لمساعدة الطلاب على استخدام الموارد بشكل أفضل.
في ذروة الجائحة، اعتمد الطلاب على بوابة بنك المعرفة المصري لبعض احتياجات التعلم عن بعد: نظرا لأن الطلاب اضطروا إلى التحول إلى التعلم عبر الإنترنت خلال ذروة الجائحة في عام 2020، جرى تطويع موارد التدريس المرئية مثل Designmate لدعم التعليم ، بينما كان من المتوقع أن يعتمد طلاب المرحلة الثانوية بشكل أكبر على بنك المعرفة المصري لمواكبة المناهج الدراسية.
لكن لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه النظام: تظل الأوراق البحثية باللغة الإنجليزية والأوروبية الأكثر انتشارا في النشر الأكاديمي، ما يعني أن مدى انتشارها وقيمتها لا تزال مقصورة على عدد محدود في مصر. من المسلم به أن هذا يمثل تحديا عالميا ملازما للنشر والبحث العلمي، ولكنه مع ذلك يمثل عقبة أمام بنك المعرفة المصري الذي يقدم معظم مواده المتاحة باللغة الإنجليزية. يقول بنك المعرفة المصري، وفقا لموقعه على الإنترنت، إنهم يعملون على إنشاء خدمة الترجمة الخاصة بهم "بناء على احتياجات المستخدمين".
دور بنك المعرفة في التعليم سيستمر في النمو: ففي وقت سابق من هذا العام وقع المجلس الأعلى للجامعات اتفاقية تعاون مع بنك المعرفة المصري لإنشاء "نظام إدارة" للتعلم عن بعد في الجامعات الحكومية. في الوقت الذي تحاول فيه وزارة التعليم الاعتماد بشكل أكبر على الكتب الإلكترونية والنصوص الرقمية في السنوات المقبلة لتجنب ارتفاع تكاليف طباعة الكتب، يمكن لبنك المعرفة المصري أن يلعب دورا أكبر في دعم جميع مستويات التعليم في الدولة.