المزيد من الطاقة لا يعني بالضرورة حياة أفضل
العالم لا يحتاج إلى المزيد من الطاقة، بل إلى توزيع الطاقة التي ينتجها بالفعل بشكل أفضل. هذا هو ملخص دراسة حديثة أجرتها جامعة ستانفورد، تشير إلى أن المستويات المرتفعة من استهلاك الطاقة لا تخدم حتى الآن سوى رفاهية الإنسان.
كيف نقيس الرفاهية؟ اعتمدت الدراسة على تسعة معايير مثل متوسط العمر المتوقع، ومعدل وفيات الرضع، والسعادة، والأداء الاقتصادي، وقارنت قياساتها مقابل استهلاك الطاقة في 140 دولة خلال الفترة من 1971 إلى 2018.
ارتفاع استهلاك الطاقة يزيد الرفاهية: يحتاج الناس إلى الطاقة لضمان الرفاهية، فالمستشفيات لن تعمل دون الكهرباء، وكذلك أنظمة الصرف الصحي والمياه النظيفة وأنشطة الأعمال والتنمية الاقتصادية. كلما كان الوصول إلى الطاقة أسهل، صار بإمكان المجتمع توفير المزيد من الرفاهية لسكانه.
… لكن حتى مستوى معين فقط: وجد الباحثون أن هناك حدا يتوقف عنده ارتفاع مستويات الطاقة عن تحسين الرفاهية. ويقول المؤلف المشارك للدراسة تشنجهاو وانج إن "في معظم الدول التي تستهلك طاقة أكثر بكثير من المتوسط العالمي، لن تؤدي زيادة استخدام الطاقة إلا لتحسين رفاهية الإنسان بشكل هامشي فقط".
كم نستهلك كل عام: يبلغ متوسط استهلاك الفرد العالمي من الطاقة نحو 79 جيجا جول كل عام.
هذا الاستهلاك أعلى من الحدود التي توصل إليها الباحثون: تقول الدراسة إن الرفاهية حين تُقاس بثمانية من المعايير التسعة ترتفع بشكل حاد، ثم تستقر عند مستويات الاستهلاك من 10-75 جيجا جول لكل شخص. وإضافة إلى هذا، لا ترجح الدراسة أن نرى تحسنا كبيرا في متوسط العمر المتوقع ومعدل وفيات الرضع والسعادة والإمدادات الغذائية والوصول إلى الصرف الصحي الأساسي.
استهلاك بعض الدول أعلى بكثير من الحد: يبلغ متوسط استهلاك الفرد للطاقة في الولايات المتحدة 284 جيجا جول، وذلك بسبب الاستخدام العالي للسيارات والطائرات.
والبعض الآخر أقل بكثير: يصل استهلاك الفرد في السنغال سنويا إلى 12 جيجا جول، وهو مستوى ظل ثابتا بين عامي 1971 و2018.
على الأقل أحد معايير الرفاهية تحسن: زاد متوسط العمر المتوقع في السنغال بمقدار 20 عاما خلال نفس الفترة الزمنية، رغم بقاء استهلاك الطاقة ثابتا.
الخلاصة: تشير الدراسة إلى أنه من حيث المبدأ، لو وزعنا استهلاك الطاقة العالمي بشكل عادل سيسمح هذا للجميع بتحقيق 95% أو أكثر من الحد الأقصى للأداء على كل معايير الرفاهية.