رائد هذا الأسبوع – آلان الحاج، المؤسس المشارك ورئيس العمليات لدى شركة التكنولوجيا المالية المصرية الناشئة باي موب (لينكد إن).

اسمي آلان الحاج وأنا المؤسس المشارك ومدير العمليات لدى شركة باي موب. بدأت رحلتي في عالم ريادة الأعمال أثناء دراستي لعلوم الكمبيوتر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

باي موب هي مزود مدفوعات رقمية وأضخم ممكّن للبنية التحتية للمدفوعات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تقدم باي موب مجموعة متنوعة من المنتجات التي تتيح للأعمال عبر الإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت قبول وإرسال المدفوعات بسلاسة. يتمثل أحد أهدافنا في مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاستفادة من فرص النمو عبر ثلاثة محاور حاليا: القبول والدفع والإدارة. تركز خدمات القبول على مساعدة الشركات على تحصيل جميع المدفوعات سواء كانت عبر خدماتنا الإلكترونية أو نظام نقاط البيع أو عبر خدمة الهاتف التي أطلقناها مؤخرا. تركز خدمة الدفع على مساعدة الشركات والتجار على دفع احتياجات أعمالهم من خلال خدمات دفع الفواتير وحلول الدفع الرقمية. أما عن خدمات الإدارة، نعمل باستمرار مع شركائنا على أدوات برمجة خارجية لمساعدة الشركات على إدارة مواردها المالية على نحو أفضل.

ازدهرت فكرة باي موب عندما كنت أحضر دورة في ريادة الأعمال برفقة المؤسس المشارك الآخر للشركة إسلام شوقي في عام 2015، قبل وقت طويل من أن تصبح "التكنولوجيا المالية" رائجة. راقبنا سويا الطفرة في عالم الشركات الناشئة وكنا متحمسين للحاق بالركب.

ميزتنا كرائدي أعمال شباب؟ ليس لدينا ما نخسره. بدأنا رحلتنا كمؤسسين قبل تخرجنا من الجامعة حيث لم يتبلور بعد الضغط للحصول على وظائف بشركات، ولم نكن نفوت أي فرص مهنية.

تمثلت بدايتنا المتواضعة في الخروج بخفي حنين من البنوك التي لم ترغب في الشراكة مع رواد أعمال شباب عديمي الخبرة مثلنا. تعلمنا من الرفض الذي لقيناه، لكن بدأنا نفهم تدريجيا كيف تدار اللعبة وكيفية تقديم خدمة جديرة بالاهتمام والانخراط بفعالية مع البنوك. وبعد 15 شهرا من الرفض المستمر، أبرمنا أخيرا شراكة مع بنك آمن بنموذج أعمالنا في عام 2016، وكان هذا هو الحافز لأول عملية في باي موب.

كانت الانطلاقة الكبرى لباي موب عندما وقع الاختيار علينا لبناء البنية التحتية للمحفظة الرقمية في مصر بالشراكة مع مجموعة متنوعة من اللاعبين في المجال من بينهم شركات الاتصالات والبنوك وغيرهم. إطلاق خدمات قبول المدفوعات في عام 2019، الذي مكننا من مساعدة الشركات على جمع الأموال رقميا، كان لحظة محورية أخرى في تطور باي موب.

رحلة المؤسس واحدة من أكثر الرحلات وحدة في حياة أي فرد، لكن وجود شركاء مؤسسين رائعين مثل شركائي في باي موب يجعل الرحلة أسهل دون شك. التضحيات التي ينبغي لأي رائد أعمال أن يقدمها للتركيز في رحلته هائلة. كرواد أعمال شباب، كان علينا التخلي عن الكثير من أوقات المرح والكثير من اللحظات العائلية وعدد لا يحصى من فرص اكتشاف الذات. على سبيل المثال، لم نحظ بفرصة لاستكشاف العالم كما يفعل عادة الخريجون الجدد بعد تخرجهم. فقدت الكثير من الأصدقاء للتركيز على رحلتي كمؤسس وأصبح بعض أقرب أصدقائي مجرد معارف. لا تبدأ في إدراك مدى الاستنزاف الذي يتطلبه تأسيس شركة ناشئة إلا عندما تشرع في عملك الخاص. كانت باي موب شغلنا الشاغل لسنوات.

أفضل جزء في عملي هو رؤية التأثير الاجتماعي والاقتصادي الذي نحدثه في الناس. لا تسيىء فهمي، ندير نشاطا تجاريا هادفا للربح، لكنه أمر مطمئن وملهم دائما أن نرى أن أعمالنا تحسن حياة الناس. أما أسوأ جزء في عملي هو عندما نشعر أنه لا يوجد من نلجأ إليه طلبا للنصح. بسبب أن عملنا فريد من نوعه، ولكوننا في موقع الصدارة على جبهة الابتكار ونتعامل مع مشكلات جديدة، عادة ما نواجه صعوبة في العثور على حلول لهذه المشكلات الجديدة، وبالتالي يتعين علينا الاستناد إلى الإيمان والتجربة لمعرفة ما يصلح.

من بين أبرز مؤشرات الأداء الرئيسية التي أركز عليها مقياس القيمة الإجمالية للمدفوعات والذي يقيس إجمالي العمليات التي يجري معالجتها عبر نظامنا. هذا مؤشر جيد لأنه دائما ما يتماشى مع الاقتصاد وحركة الأموال ويعكس أداء أعمالنا. كما نتتبع عدد التجار الذين نقدم خدمات لهم يوميا وأسبوعيا، ونفتخر بأن عددهم في تزايد مستمر.

جمعت باي موب أكثر من 68.5 مليون دولار في المجموع حتى الآن. جمعنا مؤخرا 50 مليون دولار في جولة تمويلية ثانوية بقيادة المستثمر في الأسواق الناشئة كورا كابيتال، وذراع التمويل العالمية لشركة باي بال فينتشرز، وكلاي بوينت وهيليوس ديجيتال فينتشرز، وبريتش إنترناشونال إنفستمنتس من بين مستثمرين آخرين. في عام 2021، جمعنا 18.5 مليون دولار في جولة تمويلية أولية. قاد الجولة جلوبال فينتشرز وصندوق إيه 15 المتخصص بالاستثمار في مجال التكنولوجيا وبنك تنمية ريادة الأعمال الهولندي.

تعد الجولة التمويلية الثانوية التي أغلقناها نقطة تميز في تطور باي موب لعدة أسباب. حقيقة أن المستثمرين الذين شاركوا في جولتنا التمويلية الأولية قد تضاعفوا وقرروا الاستثمار مجددا أمر رائع. جذب مستثمرين مؤسسين من ذوي العيار الثقيل الذين نادرا ما يستثمرون في شركات ناشئة محلية مثل "هيليوس" و"بريتش إنترناشونال" وغيرهم يعد أمرا مذهلا أيضا. نأمل أن تكون هذه الجولة سابقة وبوابة للمستثمرين الأجانب البارزين لدخول السوق ودعم الشركات الناشئة المحلية.

وقد نجمع المزيد من التمويلات في المستقبل لدعم خططنا التوسعية.

إذا اضطررت إلى القيام بذلك مرة أخرى، فسأسلك بالتأكيد طريق الاستثمار في وقت مبكر. يعتبر جمع التمويل أمر صعب للغاية، ولكنه ضروري لنجاح أي شركة ناشئة. عملية جمع التمويل مليئة بالتحديات. يساعدك كونك تحت المجهر عند تقديم العروض إلى المستثمرين على اكتشاف المشكلات الأساسية في نموذج عملك، في النهاية يساعدك على فهم كيفية تطويره.

جلب المستثمرين المناسبين يعمل على تسريع الأعمال على العديد من الجبهات. من البديهي أن المستثمرين يجلبون رأس المال، لكنهم يقدمون أيضا نصائح استراتيجية، ورؤى عن السوق، ويمكن أن يساعدوا على التوسع في أسواق جديدة، وأكثر من ذلك بكثير. تعد الشراكة مع المستثمرين المناسبين الذين يمكنهم نقل عملك إلى المستوى التالي أمرا حيويا. يعتبر الراحل خالد بشارة، مؤسس إيه 15، وكريم بشارة، الشريك العام لإيه 15، اثنان من مؤسسي باي موب الفخريين، نظرا للدعم الهائل الذي قدماه لنا.

تنمية قاعدة عملائنا هي أحد أهدافنا قصيرة المدى في باي موب، بالإضافة إلى بناء منتجات جديدة، وإقامة شراكة مع لاعبين جدد في السوق لمنح تجارنا وصولا أفضل إلى الخدمات المالية الرقمية، والتوسع في أسواق جديدة مثل دول مجلس التعاون الخليجي. لقد توسعنا مؤخرا في باكستان، وهدفنا هو النمو بشكل كبير هناك.

هدفنا على المدى الطويل هو الحفاظ على نمو قاعدتنا التجارية. نحن نخدم حاليا 100 ألف تاجر، وهدفنا هو الوصول إلى أكثر من مليون تاجر عبر الأسواق التي نعمل فيها. أنا متأكد من أن هذا العدد سيزداد بمجرد اقترابنا من تحقيقه: لقد كان دائما هدفا متحركا [يضحك].

آخر شيء رائع قرأته هو The Hard Thing About Hard Things بقلم بن هورويتز. يتطرق الكتاب ببراعة إلى المصاعب التي يواجهها جميع رواد الأعمال. إنه مفيد للغاية: أود أن أقول إنه نوع من الكتب المقدسة للمؤسسين [يضحك]. قراءة رائعة لأصحاب المشاريع المحتملين، وكذلك للمؤسسين المخضرمين.