كيف تعمل بيبسيكو على تحقيق الاستدامة في عملياتها بمصر
كيف تعمل بيبسيكو على تحقيق الاستدامة في عملياتها بمصر: على هامش زيارة وفد التكنولوجيا الخضراء الأمريكي لمصر، التقت إنتربرايز بعدد من الشركات الكبرى التي تدمج استراتيجيات خضراء نشطة في أعمالها بمصر، وفي مقدمتها شركة بيبسيكو، والتي تطلق على استراتيجيتها الخضراء "بيبسيكو بوزيتيف".
حاورت إنتربرايز جيم أندرو نائب الرئيس التنفيذي ورئيس الاستدامة في بيبسيكو العالمية الذي تحدث عن تفاصيل الاستراتيجية. وكذلك حدثنا عن انطباعاته عن خطط الدولة للاقتصاد الأخضر بشكل عام وماذا يعني لشركة عالمية كبرى مثل بيبسي.
بيبسيكو بوزيتيف هي استراتيجية تطبق حلول الاستدامة في مسار سلسلة القيمة الخاصة بعمليات الشركة من البداية إلى النهاية. تفعل ذلك من خلال ثلاث ركائز: الزراعة، وسلسلة القيمة، والمستهلكين.
الزراعة: لدى بيبسيكو بصمة زراعية تمتد لسبعة ملايين فدان عالميا وتهدف إلى تطبيق ممارسات تجديدية في كل مزارعها بحلول عام 2030. وقال أندرو: "نحن نعلم أن هذه الممارسات تولد عوائد أفضل، وتكاليف أقل، وتحسن في نهاية المطاف سبل عيش المزارعين لأنها تقلل أيضا من مخاطر الأحداث المناخية المتطرفة وأشياء أخرى". وأضاف أن هذا الهدف قيد التنفيذ بالفعل، إذ جرى تحويل نحو 500 ألف فدان على مستوى العالم إلى الزراعة التجديدية العام الماضي. التنفيذ مرتبط بشدة بالمجتمعات المحلية وفي سياق الممارسات التجديدية المعتمدة على المكان والبيئة. وكشف أندرو أن من أجل إقناع المزارعين بأن هذه الممارسات فعالة تفكر شركة بيبسيكو الآن في إطلاق مزارع تجريبية، إضافة إلى مركز للبحوث والتطوير في مصر.
الطاقة: بحلول 2030، تهدف الشركة المنتجة لـ "شيبسي" بالحصول على 100% من استهلاكها للكهرباء في مصر من الطاقة المتجددة، فيما تستهدف الشركة العالمية بأكملها تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2040، وفقا لأندرو، موضحا أن إمكانية تحقيق هذا الهدف تعتمد إلى حد ما على تقدم مصر في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، نظرا إلى أن معظم الكهرباء في البلاد تأتي من الشبكة القومية. وسيتطلب هذا أيضا من شركة بيبسيكو التركيز على الكفاءة داخل مصانعها ومنشآتها بهدف رئيسي هو إنتاج المزيد باستخدام أقل للطاقة.
النقل: تهدف شركة بيبسيكو أيضا إلى تقليل الانبعاثات من شاحناتها ومن عمليات النقل بشكل عام بنسبة 75% بحلول عام 2030. ويشمل ذلك تحويل سيارات الشركة للعمل بوقود بديل أو إضافة مركبات كهربائية إلى أسطول السيارات. وأضاف أندرو أن "السيارات الأصغر حجما أسهل في تزويدها بالكهرباء والعديد من السيارات التي تستخدمها الشركة هنا صغيرة تماما مما يسمح لنا أن نرى إمكانيات حقيقية هنا".
المياه: حققت مصانع بيبسيكو بالفعل تقدما في تقليل المياه في العمليات، إذ تمكنت مرافق الشركة في مدينة السادس من أكتوبر من خفض استخدام المياه بنحو 30-40%. وسيجري تنفيذ هذه التخفيضات أيضا في مصانع أخرى، مع تحقيق المزيد من التقدم بحلول عام 2030، حسبما قال أندرو.
إدارة المخلفات: الهدف الآخر للشركة بحلول عام 2030 حسبما أخبرنا أندرو هو "عدم وجود مكبات نفايات" في جميع عمليات مصر، أو بعبارة أخرى، عدم وجود نفايات من الأساس، فالهدف هو إعادة تدوير المكونات الزائدة ومكونات التعبئة والتغليف. وأضاف أن منشآت الشركة بالسادس من أكتوبر وصلت بالفعل إلى هذا المستهدف خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال جهود إعادة التدوير. وأضاف أن بيبسيكو تخطط هذا العام لجمع 14 ألف طن من البلاستيك.
جهود بيبسيكو لإدارة المخلفات يمكن أن تثمر عن التعاون مع الحكومة لإطلاق نظام مسؤولية المنتج الممتدة، وفق ما ذكره أندرو. وهذا النظام يحمل المنتجين مسؤولية كبيرة عن معالجة أو التخلص من المنتجات بعد استهلاكها. وأضاف "نحن نعلم أننا نتحمل مسؤولية عبواتنا ونريد أن نجد طرقا لإعادة تدويرها".
تعطي خطط الحكومة إشارات مشجعة: يرى أندرو أن "الأمر المثير للإعجاب هو أن الحكومة تركز بشدة على تحقيق كل مستهدفات الاستدامة تلك"، معلقا على اجتماعاته خلال اليومين الماضيين، إذ يعتقد أن هناك خارطة طريق واضحة لما تريد الحكومة الوصول إليه، وقد أكدت بيبسيكو أنها ترى دورا كبيرا للقطاع الخاص للمشاركة في خطط الحكومة أيضا.
لا يوجد مبلغ محدد مخصص للاستثمار في أنشطة الاستدامة، حسبما أخبرنا أندرو، ولكن الشركة تعمل بدلا من ذلك على تحويل سلسلة القيمة بأكملها بحيث يجري تضمين تلك التكاليف في العمليات اليومية.
تترجم هذه الأهداف إلى مكافآت للإدارة العليا في بيبسيكو: تقوم الشركة بتضمين أهداف الاستدامة في هياكل الحوافز الشخصية للموظفين. وقال أندرو مازحا إذا لم تصل الشركة إلى أهدافها هذا العام "بعض الأشخاص مكافآتهم لن تكون جيدة". وأوضح أنه من المهم إضافة هذه المقاييس إلى المسؤوليات الشخصية للأفراد لأن هذه هي الطريقة التي يراها أندرو تقود التغيير في النهاية..
فيما يلي أهم الأخبار المرتبطة بالاستدامة لهذا الأسبوع:
- مصر تعلن أهدافها الوطنية لخفض الانبعاثات قريبا: ستعلن مصر عن أهدافها الوطنية لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في غضون أسابيع، وفق ما قاله سامح شكري، وزير الخارجية ورئيس الدورة السابعة والعشرين من قمة المناخ COP27.
- خطوة أخرى نحو إصدار سندات التنمية المستدامة: وافق الوزراء على خطة وزارة المالية لتوسيع إطار التمويل الأخضر السيادي إلى إطار تمويل مستدام سيادي، وهو ما يسمح بالبدء في الإجراءات التنفيذية اللازمة لإصدار سندات التنمية المستدامة، ما يتيح للدولة جمع الأموال لمجموعة واسعة من المشروعات الاجتماعية والبيئية.
- الكثير من اتفاقيات الطاقة الخضراء: وقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس 6 مذكرات تفاهم في الثلاثة أشهر الأخيرة بقيمة إجمالية قدرها 10 مليارات دولار لإنتاج الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر بالعين السخنة، كجزء من خطط مصر لإنشاء صناعة محلية للطاقة الخضراء.
- إنرجي الأمريكية تبرم اتفاقا لإنشاء محطة لمعالجة وتدوير المخلفات في الفيوم: وقعت شركة إدارة المخلفات والطاقة المتجددة الأمريكية إنرجي 3 الدولية مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة لإنشاء محطة لمعالجة وتدوير المخلفات الصلبة البلدية والزراعية وتحويلها إلى الديزل الحيوي والفحم الحيوي الزراعي.
- مصنع جديد لبدائل البلاستيك: وقعت شركة سلامة البيئة الأمريكية أوكيانوس مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة لإنشاء مصنع لإنتاج بدائل البلاستيك من الحجر الجيري بقيمة 50 مليون دولار.