الهند تحظر تصدير القمح .. وتستثني الدول النامية المعرضة للخطر
بعد تضرر محاصيلها.. الهند تحظر تصدير القمح: قررت الهند حظر صادرات القمح وسط ارتفاع الأسعار المحلية وموجة الحر الشديدة التي أدت لتضرر الإنتاج، لتنضم لموجة الحمائية الغذائية. أعلنت الحكومة (بي دي إف) يوم الجمعة أنها تحظر تصدير القمح "لإدارة الأمن الغذائي العام للبلاد" على الرغم من أنها ستستمر في السماح بالشحنات بموجب خطابات الاعتماد الحالية والسماح للدول التي تحتاج إلى القمح "لتلبية احتياجات الأمن الغذائي الخاصة بها" بالتقدم بطلب للحكومة للحصول على إعفاء.
ينطبق ذلك على مصر إلى حد كبير: بصفتها أكبر مستورد للقمح في العالم، تضررت مصر بشدة من نقص القمح الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية. عادة تشتري مصر 80% من واردات القمح من البلدين، ونواجه عبئا إضافيا لا يقل عن 15 مليار جنيه على الموازنة هذا العام نتيجة لارتفاع أسعار القمح. منذ اندلاع الحرب، تجري الحكومة محادثات مع عدد من منتجي القمح الآخرين بما في ذلك الهند، والتي أضيفت إلى قائمة الموردين الرسمية الشهر الماضي.
مصر ستعمل على استثنائها من القيود الجديدة: "هناك محادثات بين الهند ومصر على أعلى المستويات بغرض استثنائها من هذا القرار"، حسبما قال رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي المصري أحمد العطار لرويترز. وأضاف: "هناك اتصال مستمر مع سفيرنا في نيودلهي".
نيودلهي ستسثني الدول المجاورة والمعرضة للخطر: الهند "ملتزمة بتوفير متطلبات الأمن الغذائي للدول النامية المجاورة وغيرها من الدول النامية المعرضة للخطر التي تتأثر سلبا بالتغيرات المفاجئة في سوق القمح العالمية وغير قادرة على الحصول على إمدادات القمح الكافية"، حسبما قالت الحكومة الهندية.
الشحنة الأولى لمصر من القمح الهندي قد تصل قريبا، وفقا لوزارة الزراعة، التي قالت أمس إن الشحنة التي تبلغ 55 ألف طن قد اجتازت إجراءات الفحص التي قام بها مسؤولو الوزارة في الهند.
ما زالت مصر تحاول العثور على موردين جدد: أجرت الحكومة محادثات مع الولايات المتحدة والأرجنتين وفرنسا، وتفكر أيضا في شراء الإمدادات من المكسيك وباكستان.
القرار سيزيد الأمر سوءا: بصرف النظر عما إذا كان مسموحا لمصر بمواصلة شراء القمح، فإن حظر الهند سيؤدي إلى زيادة الضغط على الإمدادات الغذائية في العالم التي تتعرض بالفعل لضغوط بسبب الصراع في أوكرانيا والطقس القاسي في الدول المنتجة الرئيسية.
الأمور تصبح أكثر قتامة: من المرجح أن ينخفض إنتاج القمح العالمي لأول مرة منذ أربع سنوات خلال الموسم التسويقي الحالي، حسبما توقعت وزارة الزراعة الأمريكية (بي دي إف) يوم الخميس. وأضافت أنه من المتوقع أن ينخفض الإنتاج بمقدار 4.5 مليون طن هذا العام إلى 774.8 مليون طن بسبب ضعف المحاصيل في أوكرانيا وأستراليا والمغرب. وذكرت وزارة الزراعة الأمريكية في تقرير منفصل (بي دي إف) أن إنتاج القمح في أوكرانيا قد ينخفض بنسبة 35% إلى 21.5 مليون طن عن العام السابق.
مجموعة السبع تبحث عن طرق لإخراج القمح الأوكراني من البلاد وتخفيف أزمة الغذاء العالمية المتصاعدة، وفق تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك أمس نقلتها فايننشال تايمز. وفي حديثها عقب اجتماع استمر ثلاثة أيام لوزراء خارجية مجموعة السبع في ألمانيا، قالت بربوك إن حصار روسيا لموانئ أوكرانيا يمنع تصدير نحو 25 مليون طن من القمح. في بيانها الختامي (بي دي إف)، قالت المجموعة إنها "ستعالج أسباب ونتائج" أزمة الغذاء العالمية في اجتماع وزراء التنمية لمجموعة السبع، الذي يعقد في 18-19 مايو.