رائد الأسبوع: محمد الشبراوي الفقي المؤسس المشارك لمنصة سيمبل

رائد الأسبوع – محمد الشبراوي الفقي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة سيمبل (لينكد إن).
اسمي محمد الشبراوي الفقي، أنا الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة سيمبل. درست الهندسة المعمارية والتصميم الحضري في جامعة القاهرة، وبعد التخرج جربت العمل في قطاعات مختلفة منها الاتصالات والسيارات والبنوك. انضممت إلى المجموعة المالية هيرميس في عام 2017، وكانت وظيفتي هناك هي العمل على إنشاء شركة للتمويل الاستهلاكي تعتمد أساسا على التكنولوجيا المالية، هي فاليو. وبعد انطلاق الشركة عملت في منصب الرئيس التنفيذي لأكثر من عام، قبل إطلاق شركتي الناشئة الخاصة: سيمبل.
أسسنا سيمبل في أغسطس 2021، وأطلقنا المنصة بصورة تجريبية في أكتوبر من نفس العام. توفر المنصة لحاملي البطاقات البنكية إمكانية الوصول إلى خطط دفع قصيرة الأجل ودون فوائد، ودون خطوات تقديم طويلة ومرهقة. هدفنا هو المساعدة في جعل حياة الناس أسهل، من خلال مساعدتهم على تحسين إدارة أموالهم. ومن خلال توفير خطط تقسيط سهلة، نهدف أيضا لمساعدة الشركات على زيادة مبيعاتها.
قررت تأسيس شركتي الناشئة لعدة أسباب، أحدها هو ذلك الشعور المُلح بأنني حققت كل ما أطمح فيه بالنسبة لفاليو. فقد بنينا الشركة من الصفر، واجتذبنا أكثر من 200 ألف عميل، وتجاوزت محفظة معاملات الشركة مليار جنيه قبل مغادرتي. عندما حققت كل مؤشرات الأداء الرئيسية التي حددتها لفاليو، أحسست أن مستوى الابتكار المرتبط بعملي كرئيس تنفيذي بدأ في الاستقرار. وشعرت بالحاجة إلى المضي قدما وبناء شيء جديد.
العمر أيضا كان عاملا حاسما، وأشعرني بالحاجة إلى أن أؤسس شركتي الخاصة. أنا في الأربعينات من عمري، لذلك عندما عرفت أن لدي المهارات الكافية، ولاحظت نموا كبيرا في استثمارات الشركات الناشئة على الصعيدين الإقليمي والمحلي، دفعتني غريزة "إن لم تفعلها الآن فلن تفعلها أبدا" لتأسيس شركتي الخاصة بينما يمكنني فعل ذلك.
حين كنت رئيسا تنفيذيا لشركة فاليو، اكتشفت الفجوات والفرص في سوق التمويل الاستهلاكي. الفجوة التي لاحظتها وقررت الاستفادة منها هي أنه لا توجد شركات توفر فرصا لتقسيط المنتجات والخدمات منخفضة ومتوسطة الحجم لفترات أقصر من ستة أشهر. وقررت معالجة هذه المشكلة والمغامرة بدخول السوق بنموذج عمل يهدف إلى سد هذه الفجوة الضخمة.
في سبيل التركيز على رحلتي كرائد أعمال، كان علي أن أقدم الكثير من التضحيات. اضطررت إلى التخلي عن الكثير من الوقت الذي أقضيه مع عائلتي العائلة من أجل التركيز على عملي. كما أنني تجاهلت رفاهيتي الشخصية، فتكريس الوقت للعمل يعني في النهاية عدم وجود وقت لممارسة الرياضة أو القراءة أو التواصل الاجتماعي، وهو أسلوب حياة مرهق للغاية. بدأت أخيرا أشعر بالآثار الجانبية السلبية لنمط الحياة غير الصحي على جسدي، وأعتزم تكريس وقتي بالكامل لعائلتي ورفاهيتي الخاصة بعد عامين أو نحو ذلك.
أفضل جزء في العمل بالنسبة لي هو مرحلة البناء. باعتباري مهندسا، أرى الجزء الأكثر إثارة في تطور الشركة الناشئة هو مرحلة البناء، وهي المرحلة التي تتضمن تحويل الأفكار الابتكارية إلى واقع. إعداد وبناء وتحدي نموذج العمل مع شركائي المؤسسين يثير اهتمامي دوما. أما أسوأ جزء في الوظيفة فهو إدارة نموذج الأعمال. الجانب الإداري من المعادلة يرى أنك تتنافس مع الوقت لتنمية عملك. إطلاق نموذج عمل جديد يتطلب وعيا كبيرا بالسوق والمستهلك لضمان استمرار هذا النموذج. وهناك وقت لا بد منه لتثقيف العملاء حول عرضك والطريقة البديلة التي ينتهجها. من خلال تقديم خطط تقسيط لمدة تصل إلى 5 أشهر لعملائنا، تهدف سيمبل إلى زيادة الوعي بأهمية تقييم عمر المنتج أو الخدمة التي تشتريها، مقارنة بطول عمر خطة التقسيط التي تختارها.
بالنسبة لي، لا بد أن يخوض رائد الأعمال رحلته الاستكشافية وحيدا. أنا من نوع الرواد الذين يغرقون في تفاصيل كل ما يتعلق بشركتهم الناشئة، فأفكر في الأشياء التي لا تشكل جزءا من مسؤولياتي، وأقلق بشأن المستثمرين والسوق وشركائنا وموظفينا، رغم أن لدينا فريقا مؤهلا ومؤسسين مشاركين لديهم القدرة على التعامل مع كل ما يواجهنا.
جمعنا 6 ملايين دولار في جولة تمويل أولية بقيادة شركات بيكو كابيتال لرأس المال المغامر وأيه 15 وجلوبال فينتشرز. خطط التمويل المستقبلية لا تزال غير واضحة، لكننا سنستعد لجولة تمويل أخرى بحلول نهاية العام، وهي جولة لم نقرر بعد هل تكون على بطريقة مشاركة الملكية أو الديون.
لو كانت لدي فرصة العودة للماضي، سأعاود الاتجاه إلى طريق الاستثمار في وقت مبكر كما فعلت من قبل. أعتقد أن إقناع الشركاء المناسبين يؤدي إلى تسريع الأعمال على العديد من المستويات. من الواضح أن المستثمرين يجلبون رأس المال إلى الشركة، لكنهم يقدمون كذلك رؤيتهم للسوق، ويساعدونك في جمع الأموال وتكوين علاقات مفيدة، ويوفرون أيضا الدعم العاطفي والمهني، وأكثر من ذلك بكثير.
هدفنا في سيمبل على المدى القصير هو إثبات نجاح نموذج الأعمال الذي نستخدمه. نركز على إثبات هذا المفهوم بعد عام واحد من العمل في السوق، كما نركز على الظهور بشكل كبير في السوق بحلول نهاية عام 2022. أما هدفنا على المدى الطويل فهو أن نصبح شركة رائدة في مجال التمويل الاستهلاكي بالسوق المصرية، والتوسع في أسواق خارجية منها السعودية، وربما وسط وغرب أفريقيا.
الشركة الناشئة التي أبهرني نجاحها هي باي موب، فلديهم قصة نجاح ملهمة بصفتهم رواد أعمال شباب. نموذج أعمال باي موب تطور بشكل كبير ليضم عروضا متنوعة، وهذا مثير للإعجاب فعلا.
لو كانت لدي القدرة على تحسين أحد عناصر الشركات الناشئة في مصر الآن، سأركز على ربط رواد الأعمال ببعضهم البعض. أتمنى أن أرى اتحادا أو جمعية وطنية لرواد الأعمال المصريين، فهذا سيساعدهم على مناقشة التحديات التي يواجهونها جميعا، واستكشاف فرص الشراكة، والعثور على فجوات السوق، إلى جوار عدة فوائد أخرى. أعتقد أن هذا سيسرع من نمو الشركات الناشئة في مصر.