روتيني الصباحي: مصطفى محرم المؤسس والرئيس التنفيذي لمكتب محرم وشركاه
مصطفى محرم المؤسس والرئيس التنفيذي لمكتب محرم وشركاه: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. يتحدث إلينا هذا الأسبوع مصطفى محرم (لينكد إن) المؤسس والرئيس التنفيذي لمكتب محرم وشركاه ونائب رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي. وإليكم مقتطفات محررة من حوارنا:
أنا مصطفى محرم، المؤسس والرئيس التنفيذي لمكتب محرم وشركاه ونائب رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي. مهمتنا في محرم وشركاه ببساطة هي تمثيل الشركات أمام الحكومات، والسعي لخلق بيئة سياسية أفضل لعملائنا وشركائنا، حتى يتمكنوا من التركيز على ما يفعلونه بشكل أفضل، بما في ذلك تنمية عملياتهم وتشغيلها، وتنفيذ الطروحات العامة، وبالطبع تحقيق الأرباح. واختير المكتب مؤخرا ليكون نائبا لرئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، وهو دور نتطلع عبره إلى صياغة مبادرات سياسية تعاونية جديدة عبر مختلف القطاعات، مما يمهد الطريق لتوثيق العلاقات التجارية والاستثمار الأجنبي المباشر بين مصر والولايات المتحدة.
هناك سياسات ولوائح لكل شيء في مصر، لذلك إذا كنت تواجه أزمة تتعلق بهيئة تنظيمية، أو قرأت على إنتربرايز عن تشريع جديد يؤثر على عملك، أو تتساءل عن سبب وجوب التقدم للحصول على ترخيص جديد أو دفع ضرائب جديدة، أو تحتاج إلى الجلوس مع المسؤولين الحكوميين لتقديم اقتراح شراكة، فيمكننا المساعدة في كل ذلك. نحن نقدم المشورة لأكثر من 50 شركة في أكثر من 17 قطاعا، بما في ذلك أسماء كبيرة مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون وجلاكسو سميثكلاين وكوكاكولا.
التشارك في صياغة السياسات العامة بين الحكومة والقطاع الخاص مفيد للحكومات والشركات على حد سواء. لن تتحقق التنمية المستدامة أبدا دون أن يكون للشركات صوت في صنع السياسات، خاصة في بلد مثل مصر. العديد من السياسات يجري تطويرها بمعزل عن الشركات، مما يسبب مشاكل كبيرة لمناخ الأعمال والاستثمار. أنا فخور جدا بفريقي، فعلى مدار السنوات السبع الماضية جمعنا فريقا فريدا مكونا من أكثر من 60 موظفا محترفا متخصصا في السياسات العامة والمشاركة الحكومية.
بصفتي الرئيس التنفيذي، فأنا مسؤول عن تطوير استراتيجيات المشاركة والإشراف على عملياتنا عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
واحدة من أكبر قصص النجاح التي عشناها كانت ما فعلناه بقانون حماية البيانات الشخصية، والذي أعتقد أنه يعد مثالا جيدا لما نقدمه من قيمة مضافة. تمكنا لأول مرة من إطلاق حوار بين القطاعين العام والخاص حول هذا التشريع، الذي يعد مهما لقطاع التكنولوجيا في مصر، لكنه لم يكن يفي بالمعايير الدولية في البداية. جمعنا شركات تكنولوجيا عالمية كبرى على نفس الطاولة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمشرعين، مما سمح لكل الأطراف بالتعبير عن مخاوفهم، والتي كانت تدور في الأساس حول أن اللوائح في مصر لا تطابق نظيرتها في أماكن أخرى من العالم. خرجنا بتوصيات للمشرعين الذين أدخلوا بعض التعديلات عليها. وبخلاف الفوائد التي تعود على قطاع التكنولوجيا من التشريع، فقد كان ما حدث خطوة مهمة لثقافة صنع القرار التشاركي في مصر.
يمكن رؤية العائد الاستثماري من هذا التحول في كيفية تغير بيئة الأعمال الآن. فمنذ جلسة الحوار البناء تلك، قررت العديد من هذه الشركات الكبرى دخول السوق المصرية أو توسيع عملياتها في البلاد. جوجل بدأت عملياتها المباشرة في مصر بعد فترة وجيزة، وأمازون افتتحت مركزا رئيسيا للتوصيل، ومايكروسوفت عقدت مؤخرا اجتماعا مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لمناقشة استثمارات جديدة محتملة.
روتيني الصباحي سريع مثل وظيفتي. أستيقظ كل يوم وكلي أمل في حدوث أشياء جيدة، وفي الوقت ذاته مستعدا لأي مشكلة قد تقع. المنبه يرن في الساعة 9 صباحا، فأستيقظ وأوقف وضع الطيران على هاتفي. في اللحظة التي أفعل فيها هذا، تنهمر الرسائل والتذكيرات بالمكالمات والمكالمات الفائتة من العملاء والمديرين التنفيذيين ومديري سياسات الشركة ومدير مكتبنا وكذلك نوابي. بقدر ما أرغب في بدء يومي تدريجيا، أجد نفسي دائما غارقا منذ الصباح. أحب دوما أن أقول إن عملي يمتد ما بين بورسعيد وواشنطن، وما بين الدار البيضاء وإسلام أباد، فالوقت يكون صباحا طوال الوقت في مكان ما [يضحك].
بمجرد امتصاص الموجة الأولى من الرسائل والمكالمات، أكون قادرا على قضاء بضع اللحظات لتصفية ذهني والتفكير في كيفية التعامل مع أجزاء مختلفة من اليوم. أستمتع أولا بقهوتي التي لا غنى عنها، فنجان إسبريسو مزدوج، أثناء قراءة الأخبار المحلية والإقليمية والعالمية (بهذا الترتيب). عادة أختار تناول إفطار خفيف، مثل الزبادي والفواكه والجرانولا. الاستثناء الوحيد عندما يكون لدينا عملاء في الصباح، عندها نقدم إفطارنا المميز: فول وطعمية وفطير.
عادة ما أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية خلال اليوم، ويكون هذا غالبا بعد انتهاء العمل. اعتدت ممارسة الرياضة باستمرار في الماضي، لكن الأمور أصبحت أكثر صعوبة الآن. وأحيانا تحاول زوجتي وابنتاي إقناعي بعدم الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية كي أقضي مزيدا من الوقت بصحبتهم.
ينتهي عملي في أوقات مختلفة، بحسب مهامي خلال اليوم. الشركة اسمها "محرم وشركاه"، لذا يجب أن يكون "محرم" موجودا عند حدوث أزمة [يضحك]. هناك أيام نواجه فيها أزمات تضطرنا إلى البقاء في العمل حتى الرابعة صباحا. هذه الوظيفة ليست مناسبة لكل الناس، إنها تتطلب التفاني، لكنها مجزية للغاية في النهاية.
جزء كبير من يومي يقوم على التواصل: من المهم جدا بالنسبة لنا ضمان التواصل المناسب بين شركائنا وصناع السياسات. بعض هذه الاتصالات تستلزم إبقاء عملائنا على اطلاع دائم بما يحدث في المشهد التنظيمي والسياسي، لكنها تستلزم في الوقت ذاته الاستماع إلى توقعاتهم بشأن هذه الأمور وكيفية تأثيرها على أعمالهم. ثم بالطبع هناك تواصل مع الهيئات الحكومية وصناع السياسات وأي شخص له تأثير في هذا المجال، لمساعدتنا في نقل وجهات نظرنا إلى الحكومة.
هدفنا الشامل على مدار اليوم هو إنجاز الأمور بنزاهة. هذا المجال جديد على مصر نسبيا، لذلك نلتزم بأعلى معايير النزاهة، لأننا نقدرها كثيرا.
الفضل في حفاظي على النظام خلال اليوم يعود لمديرة مكتبي سلمى، فهي شخص هادئ للغاية [يضحك]، وتحرص على تحديث جميع التذكيرات والأهداف والاجتماعات وقوائم المهام الخاصة بي. لدينا خطة لعمل عملائنا وقوائم خاصة لتتبع رغباتهم والأشياء المختلفة المطلوبة للوصول إلى استراتيجية معينة. جزء من روتيني اليومي هو التحقق من هذه الخطة والمتابعة مع الفرق والتأكد من تقدم الأمور. نعتمد كثيرا على برنامج إكسل، ولدينا أيضا مجموعات واتساب مع عملائنا، وهي أسهل طريقة لتوصيل الأخبار الجديدة وسماع التعليقات أولا بأول. أنا مشترك في كل مجموعة واتساب لدينا مع العملاء.
أستمع إلى الموسيقى كثيرا للاسترخاء. في السنوات الأخيرة اتجهت للموسيقى العربية القديمة، من أمثال محمد عبد الوهاب وفيروز وأم كلثوم. أحاول أيضا قراءة المزيد من الروايات، لأن كثيرا من قراءاتي يكون للأخبار.
آخر مسلسل أعجبني كان Westworld الذي شاهدته مع زوجتي، ونحن الآن في انتظار الموسم الجديد. اعتدنا الذهاب إلى السينما بانتظام قبل الجائحة، وآخر فيلم شاهدناه في دور السينما كان No Time to Die.
أفضل نصيحة تلقيتها كانت من والدي الراحل، الذي كان طبيبا وأستاذا في جامعة القاهرة: بغض النظر عن مدى جدية عملك، استمتع بالحياة ولا تستهلك نفسك في العمل.