هوندا تعول على المركبات الهجينة + عمليات الإغلاق في الصين تهدد بتفاقم نقص المكونات
هوندا تعول على المركبات الهجينة حتى اكتمال جاهزية البنية التحتية العالمية للسيارات الكهربائية: على الرغم من التزام شركة هوندا باستثمار 40 مليار دولار لتطوير مركبات كهربائية على مدار العقد المقبل، إلا أن الشركة اليابانية المصنعة للسيارات تراهن على زيادة الطلب على المركبات الهجينة في المستقبل القريب، وفقا لما نقلته فايننشال تايمز عن الرئيس التنفيذي لهوندا توشيهيرو ميبي. هوندا هي أول شركة لصناعة السيارات في اليابان تعلن عن التخلص التدريجي من المركبات التي تعمل بالبنزين في أبريل الماضي، لكنها ستتحول للسيارات الهجينة التي تعمل بالبنزين والكهرباء التي ستشهد ازدهارا في 2030 أو 2035، حسبما أضاف ميبي. أرجع ميبي أسباب ذلك إلى عدم جاهزية البنية التحتية بعد لدعم تحول كامل للمركبات الكهربائية، إذ أن هناك عدة عوامل ينبغي أخذها بالاعتبار منها البيئة المعيشية ومعدل توافر وانتشار الطاقة المتجددة. مع ذلك، أعلنت هوندا أنها ستطور مركبات كهربائية في مشروع مشترك مع جنرال موتورز في خطة إنتاج مقررة في 2027.
أحد أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر السيارات الكهربائية هو الحصول على البطاريات: ما تزال هوندا تكافح لإنشاء سلاسل توريد قابلة للاستمرار للحصول على بطاريات المركبات الكهربائية، وهي أزمة تواجه الشركات المصنعة للسيارات حول العالم أيضا. تتحول الشركة اليابانية المصنعة للسيارات من الإنتاج داخليا وتتجه لتنفيذ مشروع مشترك لتصنيع البطاريات أو العثور على موردين في الأسواق التي يعملون فيها.
يأتي ذلك بينما يثير النقص الحاد في الليثيوم تساؤلات حول مدى استدامة طفرة تصنيع السيارات الكهربائية عالميا، وفقا لفايننشال تايمز، إذ يحاول الغرب كسر هيمنة الصين الكاملة على سلسلة توريد بطاريات الليثيوم أيون والمركبات الكهربائية. فشلت الشركات والحكومات الغربية في إنشاء سلاسل توريد كافية للمعدن الذي يطله عليه الذهب الأبيض الجديد، ما يجعل أهداف تصنيع المركبات الكهربائية غير مستدامة، حسبما قال رئيس الشركة الأسترالية "ليك ريسورسيز" المنتجة لـ الليثيوم. لكن هناك بعض الجهود التي تُبذل لاستبدال الصين وإنشاء سلاسل توريد كافية، إذ تعمل "ليك ريسورسيز" على إنشاء مصنع لإنتاج الليثيوم في الأرجنتين. سيستخدم المصنع، الذي سينتج 50 ألف طن من كربونات الليثيوم سنويا بحلول 2050، تكنولوجيا جديدة تطورها الشركة الأمريكية ليلاك سولوشنز المدعومة من بيل جيتس وذلك لاستخراج الليثيوم مباشرة من المحلول الملحي، بدلا من طرق الاستخراج التقليدية.
عمليات الإغلاق في الصين تهدد بتفاقم النقص في المكونات: أدى الإغلاق على مستوى مدينة شنغهاي، والذي امتد الآن إلى أجزاء أخرى من البلاد بسبب الزيادة القياسية في حالات الإصابة بـ "كوفيد-19"، إلى إغلاق المصانع على نطاق واسع ووقف إنتاج الإلكترونيات، حسبما كتبت صحيفة فايننشال تايمز. أغلق أكثر من 30 مصنع إلكترونيات تايواني اليوم بالقرب من شنغهاي، بينما قال المحللون إن المكونات المهمة مثل لوحات الدوائر المطبوعة، المستخدمة في كل أداة إلكترونية تقريبا، بما في ذلك أغلفة الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمول، ستتأثر أكثر من غيرها بإغلاق المصانع. حتى إذا سمح لبعض الشركات بمواصلة الإنتاج، فقد انخفضت معدلات استخدامها إلى ما بين 40-60%. قال أحد المحللين إن المواد الخام لا يمكن نقلها للمصانع والمنتجات النهائية لا يمكن نقلها خارجها.
سيتذكر محبو آبل أن الإغلاق أصاب الشركة بالفعل، إذ أوقفت شركة بيجاترون التي تجمع هواتف آيفون الإنتاج في اثنين من مصانعها في الصين.