الإنتاج هو السبيل الوحيد أمام شركات السيارات الكهربائية الناشئة لإثبات جدارتها
شركات السيارات الكهربائية الناشئة تحتاج لإثبات أنها تستحق مخاطرة الاستثمار..بداية بتصنيع المركبات: التحول الأخضر الذي اكتسب زخما في السنوات القليلة الماضية وسط اتفاق عالمي على أن مستقبل النقل البري سيكون المركبات الكهربائية، تسبب في تزاحم المستثمرين لضخ أموالهم مبكرا في هذا القطاع. وسط هذا الاهتمام الكبير، وجد عدد كبير من مصنعي السيارات الكهربائية أنفسهم هم المجموعة الأكثر شعبية في قطاع النقل دون أن يصنعوا سيارة بالفعل أو يحققوا أي عائد، حسبما كتبت صحيفة فايننشال تايمز. قيدت 18 شركة لتصنيع السيارات على الأقل أسهمها من خلال الاندماج مع شركات ذات غرض الاستحواذ في العامين الماضيين بينما أكملت شركة ريفيان الناشئة الاكتتاب العام الأولي وجمعت 11.9 مليار دولار، وتجاوزت شركات تصنيع المركبات الكهربائية نظيرتها المصنعة للمركبات التقليدية من حيث القيمة. إلا أن الأشهر الـ 12 المقبلة تعد حاسمة بالنسبة لصانعي السيارات الكهربائية لإثبات أنهم كانوا يستحقون الاستثمارات الهائلة التي تلقوها.
يبحث المستثمرون عن قصة النجاح التالية مثل تسلا، لكنهم لا يريدون سنوات العمل المرهق التي صاحبتها: أثبتت تسلا أن تصنيع المركبات الكهربائية يمكن أن يكون عملا مربحا، لكن إيلون مسك استغرق عقدا لتحقيق ذلك بالشكل الصحيح. يأمل المستثمرون أن يتمكن صانعو السيارات الكهربائية الجدد من محاكاة نجاح تسلا، لكنهم ليسوا على استعداد للانتظار كل هذا الوقت لجني الثمار. هذا التململ يعني أيضا أن حمى الاستثمار بدأت في التلاشي بالفعل، نظرا لأن الإنتاج الضخم للمركبات الكهربائية ليس سهلا كما كان يعتقد سابقا، لا سيما في ضوء ارتفاع أسعار السلع وسلسلة التوريد، ما دفع صانعي السيارات الكهربائية إلى رفع أسعار السيارات التي لم تطرح في السوق بعد تخفيض أهداف الإنتاج لهذا العام.
الشراكات، وحتى المزيد من الاستثمارات، قد تكون مفتاحا للبقاء: اعتقدت العديد من الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية أن خطة العمل ستستلزم بناء مصنعها الخاص، وهو هدف لا يبدو أنهم سيكملونه بسبب الحاجة إلى المزيد من المال. في مواجهة ارتفاع التكاليف والضغط من المستثمرين، يسعى صانعو السيارات الكهربائية المتمرسون إلى الحصول على المساعدة من عمالقة صناعة السيارات التقليدية من خلال الشراكات بشكل أساسي. إلا أنه في الوقت الذي قرر فيه البعض القيام بالرحلة بمفردهم، فإن المستثمرين يأملون أنهم يكونوا اختاروا مواضع استثماراتهم بشكل صحيح.