روتيني الصباحي: مروة عباس، المديرة العامة ورئيسة قطاع التكنولوجيا بشركة أي بي إم مصر
مروة عباس، المديرة العامة ورئيسة قطاع التكنولوجيا بشركة أي بي إم مصر: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع مروة عباس (لينكد إن) المديرة العامة لشركة أي بي إم مصر.
اسمي مروة عباس، وأنا المديرة العامة الجديدة لشركة أي بي إم في مصر. عادة ما أقدم نفسي بشكل مختلف بناء على الشخص الذي أتحدث إليه، سواء كان من زملائي أو المديرين، أو شخص من خارج مجال العمل. إذا كان الحوار مهنيا، سأقدم نفسي ببساطة باعتباري "مروة عباس من شركة أي بي إم"، ولن أضيف أكثر من هذا. أعتقد أن كثيرا من النساء يقدمن إجابات أبسط على هذا السؤال، بعكس الرجال. لكن بشكل عام، عندما أقدم نفسي في سياق مهني فأنا لا أتحدث عن "مروة"، بل الشركة، أتحول إلى صوت للشركة.
أستيقظ نحو الساعة السادسة صباحا، وأبدأ يومي بالصلاة. أجلس مع نفسي لمدة ساعة أقضيها فقط في التأمل والصلاة، وهذا ما كنت أفعله دوما، سواء عندما كان أبنائي يذهبون إلى المدرسة أو الآن بعدما كبروا جميعا. اعتاد جدي أن يقول إن الله يوزع بركاته في الصباح الباكر، لذا استيقظوا مبكرا واعملوا مبكرا. أتذكر هذه العبارة طوال الوقت.
بدأت خلال العامين الماضيين ممارسة بعض تمارين الإطالة في الصباح. لا أمارس الكثير من الرياضة، لذا أحاول دمج هذا النوع من الحركة في روتيني اليومي، والتزم بهذا مهما كلف الأمر. فحتى لو اضطررت إلى مغادرة المنزل في السابعة صباحا مثلا، أستيقظ في الخامسة وأخصص ما لا يقل عن ساعتين إلى ثلاث ساعات لروتيني الصباحي. أوه، ولا أنسى أبدا الاتصال بأمي [تضحك]، هذا ضروري.
بعدها أشرب قهوتي وأخطط ليومي على الصعيد الشخصي والمهني. في بعض الأحيان أتلقى طلبات في الصباح الباكر، ويطلب مني الناس إلقاء نظرة على بعض الأشياء، ولكن قبل أن أفعل أيا من ذلك يجب أن أخطط ليومي أولا، ثم أبدأ العمل.
المكالمات تبدأ فور خروجي من المنزل. في اللحظة التي أركب فيها سيارتي، يبدأ العمل وأبدأ في تلقي المكالمات المتتالية. ومن المكالمات إلى الاجتماعات، ثم إلى المكالمات، وهكذا دواليك. وأنغمس في الكثير من الأشياء اللوجستية على أساس يومي.
الطريقة الوحيدة التي تساعدني على التركيز هي الكتابة. أستخدم قلما وورقة، وأكتب قائمة مهام، وهذا وحده يريحني كثيرا، ويدفعني إلى إنجاز العمل.
كل أسبوع أو كل عطلة نهاية أسبوع، أتوقف وألقي نظرة على ما فات، وأتساءل: "هل فاتني شيء؟". في العادة لا يمكنك رؤية الصورة الكاملة أو الاستراتيجية يوميا. الوقت يمر بسرعة وتجد نفسك منخرطا في عدة أشياء مختلفة، ولهذا تحتاج دائما إلى التوقف وإعادة التقييم.
خلال الأسبوع، نادرا ما أجد وقتا لأي أنشطة مثل التواصل مع الأصدقاء، رغم أن هذا النوع من التواصل مع الأصدقاء والعائلة يأتي في مقدمة أولوياتي. كل شهر أو اثنين نحاول أنا وزوجي قضاء عطلة نهاية الأسبوع معا، في الإسكندرية مثلا أو الجونة، مع الأصدقاء أو العائلة. يساعدني هذا في كسر الروتين، ويصنع فارقا في حياتي حقا.
نعم، هناك إمكانية لتحسين التوازن بين عملي وحياتي. أعتقد أن غياب التوازن الآن يرجع بشكل أساسي إلى ترقيتي لمنصب جديد، لكني في العادة قادرة على الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة إلى حد كبير. في الماضي كنت أشاهد أنشطة أبنائي في المدرسة، وأحضر اجتماعات أولياء الأمور، وأذهب إلى أيام الرياضة، وأمارس عملي إلى جوار كل هذا.
في نهاية اليوم أشغل التلفزيون وأشاهد أي فيلم قديم بشكل عشوائي، وحتى لو كنت قد شاهدت الفيلم مليون مرة، أركز وأشاهده كما لو كانت المرة الأولى. لا أجد نفسي أبدا في مزاج يسمح بمشاهدة شيء جديد، لأنني لا أريد التركيز، أريد أن أشاهد فقط دون التفكير في ما أراه.
المسلسل الذي أتابعه باستمرار تلك الأيام هو "رأفت الهجان" [تضحك]. أحب الأفلام والمسلسلات التاريخية والتي تتناول مصر. فيلم "أيام السادات" واحد من الأفلام المفضلة لدي، ومعه "عسل أسود"، ويمكنك ملاحظة أن العامل المشترك بين كل هذه الأعمال هو التركيز على مصر.
أمنيتي على الجانب الشخصي أن أتمكن من الاعتناء بصحتي وصحة عائلتي ورفاهيتها. أما على الجانب المهني فآمل أن أنجح في إحداث تأثير على مصر مع شركة أي بي إم، وأن أستمر في زيادة نجاحات الشركة وتسريع التقدم نحو التحول الرقمي. هذا هو طموحي لفريقي، وأعتقد أن لدينا الأصول والقدرات والمهارات لتنفيذ ذلك.