رائد الأسبوع: ياسين عبد الغفار المؤسس والعضو المنتدب لسولاريز إيجيبت
ضيف هذا الأسبوع – ياسين عبد الغفار، المؤسس والعضو المنتدب لشركة سولاريز إيجيبت (لينكد إن).
كنت أعلم دائما أنني أريد أن أبدأ مشروعا خاصا بي، ولكن كان علي أن أجد مشكلة حقيقية لحلها وكان على اكتساب مجموعة مهارات محددة أولا. مكنني الوقت الذي قضيته في العمل كمدير متدرب في إيديتا من معرفة المزيد حول كيفية عمل السوق المصرية، بينما ساعدتني فترة عملي في شركة إكسون على فهم كيفية إدارة الأعمال بسلاسة. عندما شعرت أنني اكتسبت خبرة كافية لبناء شركة ناشئة خاصة بي، وبعد أن اكتشفت شغفي بتسخير الطاقة الشمسية للمساهمة في تحسين الاقتصاد المصري، قمت بتأسيس سولاريز إيجيبت.
نحن نقدم طاقة صديقة للبيئة ميسورة التكلفة. عندما بدأنا العمل تعلمت بالطريقة الصعبة أن كل شخص يريد أن يتبنى الحلول المستدامة، لكن لا يريد دفع ثمن ذلك. يتمثل عرض القيمة الرئيسي لدينا في توفير حلول مستدامة تساعد الشركات فعليا على توفير المال. نحن نتخذ مشاريع ذات نفقات رأسمالية عالية ونحولها إلى فرصة لتوفير النفقات التشغيلية لعملائنا. لهذا السبب قررنا التركيز على تحلية المياه وإدارة النفايات، وكلها تتطلب قدرا هائلا من النفقات الرأسمالية. تمكننا من إيجاد حل رائع لا يتطلب من العملاء دفع نفقات رأسمالية: نحن ندفع من خلال البيانات وحصص الملكية، بينما نوفر لهم قدرا مناسبا من مدخرات النفقات التشغيلية دون أي من المخاطر التشغيلية المرتبطة بمثل هذه المشاريع.
لقد جمعنا حتى الآن أكثر من 4.5 مليار جنيه، إذا أضفنا المبلغ الإجمالي لالتزامات حقوق الملكية والديون ورأس المال لتمويل مشاريعنا المستقبلية. شهدت الجولة الأولى من التمويل لدينا تأمين 50 مليون جنيه لحوالي 25% من الشركة من الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية من خلال جولة قادها تحالف، وتخارجنا من 74% من أصولنا في الجولة الثانية لصالح أمارينكو، وهو صندوق للبنية التحتية. ليس لدينا أي خطط تمويل أخرى في الوقت الحالي.
لدينا التزامات رأسمالية للمشاركة في تطوير 320 ميجاوات من الأصول على مدى السنوات الأربع المقبلة. لدينا حاليا اتفاقيات تسهيلات واسعة النطاق مع العديد من البنوك التجارية بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 650 مليون جنيه.
ما أحبه في عملي هو حقيقة أنني تمكنت من إنشاء كيان مؤلف من أشخاص ملهمين أحترمهم حقا. أعلم أن هذا قد يبدو عاطفيا [يضحك]، لكنه صحيح بنسبة 100%. أحب قضاء الوقت مع زملائي في العمل، ومن الرائع للغاية أن أنظر حولي وأرى أشخاص موهوبين للغاية بجانبي.
أستمتع أيضا بعامل التأثير في عملي. بصفتنا لاعب في قطاع الطاقة الشمسية، فإن كل ميجاوات نقوم بإنتاجها تعادل زراعة مليون شجرة، وحقيقة أننا نفذنا 50 ميجاوات، تعني عمليا أننا زرعنا 50 مليون شجرة. نعتزم الوصول إلى 100 مليون شجرة في القريب العاجل، أو بعبارة أخرى، شجرة لكل مصري. هذا هو نوع الإرث الذي أشعر تجاهه بالحماس.
رحلة الرائد هي الرحلة الأكثر وحدة التي يمكن لأي شخص القيام بها. بصفتك مؤسس، لن تكون قادرا على مشاركة كل المعلومات مع أي شخص، مما قد يؤدي إلى نفور شديد. ربما تواجه مشكلة تهدد بقاء الشركة، عبء تتحمله بمفردك، مع العلم أنك إذا أبلغت الفريق بمثل هذه المشكلة، فإنك تخاطر بمعنوياتهم.
التضحيات التي يجب على رواد الأعمال القيام بها للتركيز على رحلتهم هائلة. إذا قلت إنه كان علي التخلي عن كل شيء، فلن أكون مبالغا. لم أكن أتخيل أبدا أن بناء شركة ناشئة يتطلب مثل هذا القدر الهائل من القوة الذهنية والانتباه والضغط النفسي. لا تبدأ في إدراك مدى صعوبة واستنزاف الرحلة حتى تصل إلى منتصف الطريق، وعندها لن يكون لديك أي حل آخر سوى الاستمرار. سيكون عليك تكريس عقلك ووقتك وأموالك لضمان نجاح عملك. هناك الكثير من الضغط [يضحك].
لا تقلق، هناك ضوء في نهاية النفق: الرحلة، مهما كانت مرهقة، فهي أيضا مجزية بشكل لا يصدق. فإذا لم تكن مؤسسا يشارك في لعبة ريادة الأعمال فقط لكسب المال، وكنت شغوفا حقا بالمشكلة التي تهدف شركتك الناشئة إلى حلها، فستتمكن من تكريس عقلك ووقتك لإعطاء الأولوية لعملك وضمان نجاحه.
الرحلة مليئة بالمكافآت التي تجعلها جديرة بالتجربة. عندما ترى تقدما وتلاحظ أنك تُحدث تأثيرا إيجابيا وتُلهم الآخرين، ستشعر بالرغبة في مواصلة العمل وتنسى الأجزاء الأصعب من الوظيفة.
هدفنا قصير المدى هو تنفيذ أكبر عدد ممكن من مشاريع الطاقة الشمسية قبل قمة المناخ 27، والتي نعتبرها فرصة العمر لمصر. نحن نركز أيضا على مشاريع تحلية المياه لدينا، والتي نعتقد أن لها إمكانات هائلة نظرا للمشاكل التي قد يفرضها سد النهضة الإثيوبي على البلاد. نريد تقديم حلول بديلة تضع مصر في مكانة أفضل.
الشركة الناشئة التي أعتقد أنها تقوم بعمل ممتاز هي مزارع. نموذج أعمالهم رائع وأنا فخور جدا بنجاحهم. تقدمهم فيما يتعلق بقابلية التوسع لا يصدق، وتأثيرهم مذهل.
في أوقات فراغي، أسعى لمعرفة المزيد عن العملات المشفرة وكيف يمكنها تغيير المستقبل. أحب ركوب الأمواج والذهاب إلى الشاطئ كلما كان لدي الوقت.
آخر شيء عظيم قرأته كان The Monk Who Sold His Ferrari. عندما تدير شركة ناشئة مزدهرة، قد تفقد التركيز على ما يهمك شخصيا أكثر. يمكن أن تدمن الأمر. عندما تصل إلى هدف، تبدأ فورا في التركيز على المرحلة التالية. ساعدني هذا الكتاب في تذكر أولوياتي. ذكرني الكتاب في النهاية بما يجب أن تكون عليه اهتمامات عملي الأساسية.
النموذج الأكثر إلهاما بالنسبة لي هو جدي الراحل الدكتور ياسين عبد الغفار، الذي لا يزال إرثه موجودا حتى يومنا هذا، بعد 20 عاما من وفاته. أنا محظوظ لمشاركة الاسم مع هذا الرجل العظيم الذي أنشأ منظمة خيرية ساعدت أكثر من نصف مليون مصري في الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها. إن إرثه لافت للنظر، وقد ساعدني ذلك على إدراك كيف أن الدفاع عن قضية تؤمن بها يمكن أن يساعد في تغيير العالم للأفضل.