الرجوع للعدد الكامل
الأحد, 20 مارس 2022

لماذا لم تحقق شبكة الجيل الخامس النجاح المتوقع؟

رغم تسويقها باعتبارها مستقبل الاتصالات، لم تولد شبكة الجيل الخامس العوائد المتوقعة منها: استثمرت أكبر ثلاث شركات اتصالات أمريكية (فيرايزون وتي موبايل وأيه تي أند تي) أكثر من 100 مليار دولار في تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) العام الماضي، لكنها لم تدر سوى القليل من الأرباح، وفقا لبلومبرج. وفي ظل تشجيع الحكومات وصناع السياسات في العالم للاستثمار في هذه التكنولوجيا على أمل تعزيز صناعات التكنولوجيا الفائقة، فإن الأرباح الضئيلة تثير مخاوف من أن التحول إلى الجيل الخامس لن يكون له تبعات ربحية أعلى.

هل الأمر يستحق أصلا؟ التوقعات تشير إلى هذا، فالتأثير الاقتصادي الكامل لطرح شبكة الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتيح ما يصل إلى 13.1 تريليون دولار من السلع والخدمات، ويضيف ما يصل إلى 22.8 مليون وظيفة بحلول عام 2035، بحسب دراسة أجرتها شركة كوالكوم. لكن من أجل الوصول إلى هذا، على العالم أن يدفع فاتورة تتراوح بين 700-900 مليار دولار، طبقا لتقرير صادر عن ماكينزي.

لماذا ترتفع التوقعات لهذه الدرجة؟ الهدف من شبكة 5G هو رفع سرعات الإنترنت وتقليل زمن التحميل بشكل ملحوظ. لكن الجيل الخامس شبكة تحددها البرامج، مما يعني أنها ستقلل من الاعتماد على الكابلات من خلال العمل عبر الكلاود. ومن المتوقع أن تكون سعتها أكبر 100 مرة من شبكة الجيل الرابع، مما يحسن سرعات الإنترنت بشكل كبير، وفقا لشبكة سي إن بي سي (شاهد: 05:13 دقيقة). الوقت الذي تستغرقه المواقع للتحميل سيتقلص أيضا مع 5G، إذ تصل إلى 0.001 ثانية أو 400 مرة أسرع من غمضة عين. ويعد هذا تحديثا مهما بالذات في ما يتعلق بالسيارات ذاتية القيادة والأجهزة الطبية والمنازل الذكية والعمليات الصناعية والآلات الزراعية.

ليست هناك حاجة بعد: الاستخدامات السائدة الحالية للإنترنت، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو عالية الجودة والألعاب، غالبا ما تعمل بشكل جيد في ظل سرعات الجيل الرابع العادية. هذا يعني أن مستخدمي الإنترنت غالبا ما يكونون غير مهتمين بدفع أموال أكثر في شبكة الجيل الخامس، خاصة بالتكلفة الحالية، وفقا لصحيفة وول ستريت.

شبكة الجيل الخامس مكلف للغاية: في حين أن شبكات الجيل الثالث والرابع كان من الأسهل نشرهما حيث يمكن تثبيتها على الترددات الحالية، تحتاج شبكة الجيل الخامس إلى نطاق ترددي أعلى بكثير مما يتطلب إنشاء بنية تحتية جديدة تماما.

المشكلات الفنية مستمرة: صناعة الطيران من المعارضين الرئيسيين لإطلاق شبكات الجيل الخامس، وكانت صريحة بشأن المخاوف من أن الشبكة يمكن أن تتداخل مع رادارات الطائرات الرئيسية. في الولايات المتحدة، دفعت مخاوف السلامة هيئة تنظيم الطيران الفيدرالية في البلاد إلى التحذير من أنها قد تحظر عمليات الهبوط منخفضة الرؤية بالقرب من إشارات الجيل الخامس، وهي خطوة يمكن أن تعطل ما يصل إلى 350 ألف رحلة طيران سنويا وتكلف الصناعة ما يصل إلى 2.1 مليار دولار.

ومع ذلك، فإن شركات الاتصالات تؤمن بمبدأ "اصنعها وسيأتي الزبون": في حين أن العديد من استخدامات الجيل الخامس مثل تطبيقات إنترنت الإشياء ليست منتشرة بعد، مع وجود القليل من الشركات التي تقدم هذا النوع المتقدم من الخدمات اللاسلكية، يؤكد المؤمنون بتلك التكنولوجيا أن الطفرة قادمة، ولكن سيستغرق الأمر فقط عدة سنوات لتتحول إلى واقع.

وحتى إن جاءت الطفرة، فإن شركات الاتصالات ليست هي من سيجني الثمار. شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت وفيسبوك وأبل تعمل على ابتكار منتجات وخدمات جديدة مصممة لشبكات الجيل الخامس، والتي قد تدر عليها أرباحا أكثر بكثير من الأرباح التي ستجنيها شركات الاتصالات التي أطلقت تلك التكنولوجيا. تتميز جميع أجهزة أبل الجديدة بتبني تقنية الجيل الخامس، وأطلقت جوجل أيضا هواتف ذكية تتصل بشبكة الجيل الخامس. وأثبتت جهود تلك الشركات نجاحها حتى الآن، إذ تجاوزت مبيعات الهواتف التي تتضمن تقنية الجيل الخامس تلك التي تتبنى تقنية الجيل الرابع للمرة الأولى في عام 2021، حتى في الأسواق التي لم تنشر فيها تقنية الجيل الخامس بعد، حسبما يذكر تقرير لموقع لايف مينت. وفي الوقت نفسه، تصمم أمازون ومايكروسوفت أجهزة جديدة مصممة لخدمات إنترنت الأِشياء للمنازل وللصناعات التي تحتاج إلى تكنولوجيا الجيل الخامس، كما أخذت فيسبوك على عاتقها تجربة وتطوير البنية التحتية اللازمة لذلك، بالتعاون مع شركاء مثل مارفل تكنولوجي جروب.

إذا لم تستطع هزيمتهم، انضم إليهم: شركات الاتصالات مثل أيه تي أند تي تتعاون مع عمالقة التكنولوجيا، وتشارك مايكروسوفت وأمازون لإنشاء شركات في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس أثبتت جدواها المادية لكل الأطراف. وتعرض شركات الاتصالات تزويد شركات التكنولوجيا بقائمة من الخدمات بما في ذلك الصوت والبيانات وإدارة الشبكة والأمن السيبراني، حسبما يوضح الخبير بقطاع الاتصالات بيتر سوبينو لصحيفة وول ستريت جورنال. ويضيف سوبينو أن ذلك قد يشهد تحول شركات الاتصالات إلى مورد لسعات الشبكات وخدمات الاتصالات للشركات التكنولوجية العملاقة.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).