روتيني الصباحي: هبة الناظر المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ريفايف ميديكال جروب
هبة الناظر المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ريفايف ميديكال جروب: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع الدكتورة هبة الناظر (لينكد إن) المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ريفايف ميديكال جروب.
اسمي هبة الناظر، وأنا المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة ريفايف ميديكال جروب. أنا طبيبة باطنة ورائدة أعمال، وأدير نشاطا تجاريا يركز على الأمراض المزمنة منذ عام 2016. نؤمن أننا بصدد تغيير نوع الرعاية الذي يحصل عليه المرضى، الذين يشعرون أنهم أفضل حالا عندما يجدون نظاما يوفر لهم أهدافا واضحة. لاحظنا أن المرضى يشعرون بأنهم في وضع مسيطر حين تكون هناك علاقة تعاونية طويلة الأمد تضع إمكانية اتخاذ القرار في أيديهم وحدهم. كما أننا نتابع الحالات بصفة شهرية لتمكين المرضى من الوصول إلى أهدافهم السنوية.
الروتين مهم للغاية بالنسبة لي: عادة ما أستيقظ في الساعة السابعة صباحا، وأفعل هذا وحدي دون استخدام المنبه، فأنا مؤمنة بأهمية إزالة هذا النوع من التوتر من حياتنا. وعلى كل حال، ساعتي البيولوجية لا تخذلني أبدا [تضحك]. بعد أن أتناول الإفطار وبعض المكملات الغذائية، أبدأ اليوم بعشر دقائق من التفكير الهادئ حول كيف يمكنني أن أكون لطيفة مع نفسي ومع الآخرين، وكيف أتمكن من تحقيق أهدافي. أحب أيضا ممارسة رياضة الجري، لذلك أستغل وقت فراغي في الخروج للجري. لست من محبي التمارين الرياضية في الجيم، وأعتقد أن الانسجام مع الطبيعة أمر مهم للغاية. أعتبر نفسي من أكبر محبي إنتربرايز، لذا أحاول متابعة النشرة بقدر المستطاع قبل الانطلاق إلى العمل.
يومي في العمل يختلف بحسب ما إذا كنت أركز على العمل الطبي أو الإداري. فالعمل الطبي عادة ما يتضمن مراجعة المخططات الطبية للمرضى وحالاتهم، حتى يتمكنوا من التخطيط لأهدافهم السنوية. أما العمل الإداري فيستلزم أولا وقبل كل شيء خوض نقاشات مع الفريق التشغيلي حول رحلات العلاج التي قطعها المرضى. لدينا دوما اجتماعات طبية للتوصل إلى أفضل الخطط التي تضمن صحة عملائنا وتقييم التقدم الذي يحرزه المرضى. وبالطبع أجد نفسي منخرطة في الجانب التجاري من الأعمال، كمراقبة الإيرادات والمسائل القانونية وما إلى ذلك.
لأكون صريحة، لا أعتقد أني أنتهي أبدا من تنفيذ 100% من عملي [تضحك]، ولهذا لا أستطيع التوقف عن العمل. لكن رغم هذا فإن كوني أمنح نفسي الفرصة لتنفيذ الأشياء بوتيرة أبطأ، يقلل من مستويات التوتر بشكل كبير، وهذا يساعدني على أن أعيش اللحظة. أحرص أيضا على قضاء بعض الوقت مع عائلتي وأصدقائي وكلبي للتخفيف من التوتر والقلق.
أحافظ على تركيزي من خلال فصل العمل عن حياتي الشخصية. أسلوبي هو "الفصل والمساواة"، والذي يتضمن تجاهل كل عوامل التشتيت والتركيز كليا على العمل خلال وقت العمل، وبعد الانتهاء أتبع نفس الأسلوب حتى أتمكن من الاستمتاع بحياتي الخاصة. لا أعتقد أن فعل الأشياء كلها في نفس الوقت شيء جيد أو صحي، بل أؤمن بتكريس كل ذرة في جسدي للمهمة التي بين يدي، دون تشتيت الانتباه بعيدا عنها.
سنطلق قريبا خدمة جديدة تحت اسم Detect، والتي تشمل تقديم حزم صحية مختارة للوصول إلى الأسباب التي تجعل المرضى يشعرون بشعور معين. من خلال هذه الخدمة سنكون قادرين على ملاحظة عوامل مختلفة عبر أنظمة متعددة، وقد صممنا أدوات قياس بناء على ذلك لتوفير رعاية شخصية تناسب كل مريض. نخطط أيضا لتعزيز نظامنا المكون من 7 خطوات، والذي يتضمن حاليا التركيز على تقييم نمط الحياة، والفحوصات الطبية، والاختبارات المتقدمة التي تشمل تغذية المرضى، وخطة العلاج الشخصية، والمتابعة، وأهداف المرضى، إضافة إلى المراجعة السنوية لتقدمهم وكيف ساعدناهم في تحقيق أهدافهم الطبية.
لحسن الحظ كانت لدينا البنية التحتية المناسبة حتى قبل وقت طويل من اضطرارنا إلى إيقاف الزيارات الشخصية بسبب الجائحة، لذلك كنا مستعدين للأزمة. ولأن الكثير من عملائنا رجال أعمال مشغولون، بدأنا قبل عامين من الوباء في تحويل ما يقرب من نصف خدماتنا إلى الإنترنت من خلال زيارات افتراضية، لذا كان من السهل علينا التحول إلى الإنترنت بالكامل حين وقعت الأزمة.
آخر كتاب رائع قرأته كان Full Catastrophe Living، وقد غير وجهة نظري تماما حول رؤية التوتر والتعامل معه، وأعتقد أنه يجب على الجميع قراءة هذا الكتاب الثوري.
خلال حياتي تلقيت نصيحتان مهمتان من رجلين أتطلع إليهما دوما. الأولى كانت من أحد أساتذتي، الدكتور مارتن إرليش (لينكد إن)، والذي حكيت له يوما أن أكبر مشاكل الأطباء في مصر هي التشخيص، خاصة مع المرضى ذوي الحالات المعقدة. قال لي وقتها إن هذا هو أسهل جزء من وظيفة أي طبيب، وأن الطبيب لو أصغى جيدا إلى تاريخ المريض فسوف يجد فيه كل مشاكله، أما الاختبارات الطبية فتكون لتأكيد ما يقوله المرضى. وهذا ألهمني التركيز بشكل أكبر على إجراء مقابلات مع المرضى، وهو ما أعتقد أن أمر له أهمية قصوى.
على مستوى البيزنس، أفضل نصيحة كانت من صديقي طارق أسعد (لينكد إن) الشريك الإداري في ألجبرا فينتشرز، والذي حين سألته النصيحة بشأن كيفية تنمية الشركة اتخذ طريقا مخالفا لجميع من طلبت رأيهم: نصحني بأن أتجاهل كل القواعد والهياكل المعمول بها، وأن أركز بدلا من هذا على نموذج العمل الذي يصلح لرؤيتي وتطلعاتي الشخصية.