التفاؤل حول محادثات السلام الأوكرانية يتلاشى
التفاؤل حول محادثات السلام الأوكرانية يتلاشى: لم تكن آخر أخبار محادثات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا متفائلة تماما كما كانت قبل أيام قليلة، إذ قال أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين أمس إن هناك "خلافات جوهرية" بين الجانبين. وكتب المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على موقع تويتر، أن المحادثات الجارية "صعبة للغاية"، مضيفا أن هناك "بالتأكيد مجال للتنازلات".
وردد بوتين تصريحات مشابهة: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أمس، إن أوكرانيا "لا تظهر موقفا جادا تجاه إيجاد حلول مقبولة للطرفين". ورغم ذلك ستتواصل المحادثات اليوم.
القادة الأوروبيون في كييف لإظهار دعمهم لأوكرانيا: وصل رؤساء وزراء بولندا وسلوفينيا وجمهورية التشيك إلى العاصمة كييف والتقوا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتأكيد دعم الاتحاد الأوروبي المطلق لأوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
بايدن يتجه إلى أوروبا للقاء الناتو: يسافر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بروكسل الأسبوع المقبل لحضور اجتماع استثنائي لحلف الناتو، في أول رحلة له إلى أوروبا منذ اندلاع الحرب. وكتب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج على تويتر: "سنتطرق إلى الغزو الروسي، ودعمنا القوي لأوكرانيا، وتعزيز قدرات الردع والدفاع لحلف الناتو". جاء ذلك في الوقت الذي صدق فيه الرئيس الأمريكي على تقديم 13.6 مليار دولار أخرى لمساعدة أوكرانيا أمس.
الصين تنأى بنفسها عن العقوبات الغربية على روسيا. قال وزير خارجية الصين أمس إن بلاده "ليست طرفا في الأزمة، ولا تريد أن تؤثر العقوبات عليها"، مضيفا أن "للصين الحق في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة"، بحسب بلومبرج. يأتي ذلك بينما يواجه المستثمرون مخاوف من تعرض الشركات الصينية لعقوبات أمريكية بعد أن أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها بشأن علاقات بكين الوثيقة مع موسكو، محذرة الصين من مساعدة روسيا في حملتها العسكرية خلال المحادثات الجارية بين طرفي النزاع حاليا. وسجلت الأسهم الصينية في المدرجة بورصة هونج كونج تراجعات حادة خلال الأيام القليلة الماضية وسط المخاوف من تعرض الشركات الصينية لعقوبات من الغرب.
الحصيلة البشرية –
قد تستغرق روسيا سنوات للتعافي من التخلف عن سداد الديون، إذ يقترب تقييم ديونها الحالي من مستويات الدول المثقلة بالديون مثل فنزويلا والأرجنتين، حسبما ذكرت وول ستريت جورنال. تراجعت السندات السيادية الروسية إلى أقل من 10 سنتات من الدولار منذ الضربة القوية التي تلقتها الأسواق المالية للدولة جراء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع عدم اليقين الذي يكتنف سداد مدفوعات فائدة كبيرة اليوم لسندات مقومة بالدولار.
يوم مهم لروسيا، إذ من المقرر أن تسدد 117 مليون دولار لإصداري سندات مقومة بالدولار، ولكنها أعطت مؤشرات متباينة حتى الآن حول ما إذا كانت ستقوم بالدفع بالروبل. وتقول مؤسسات التصنيف الائتماني إن الحكومة الروسية ستصبح متخلفة عن السداد رسميا إذا ما اختارت الدفع بالروبل أو أنها أخفقت في الدفع بالدولار خلال المهلة البالغة 30 يوما، على الرغم من أنه مع تجميد معظم احتياطي البلاد بموجب العقوبات الأمريكية، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كانت موسكو قادرة على سداد مدفوعاتها لحاملي السندات بالدولار.
وفي غضون ذلك تستبعد الجهات التنظيمية الأوروبية فرض حظر على توزيعات أرباح البنوك وإعادة شراء الأسهم استجابة للأزمة الأوكرانية المتصاعدة، وفقا لفايننشال تايمز، مما يمثل اختلافا عن موقفها الأكثر تشددا خلال الجائحة، عندما جرى حظر توزيع الأرباح لأكثر من عام. ولكن لا يبدو أن الجهات التنظيمية الأوروبية قلقة بشأن الميزانيات العمومية للبنوك في ظل الأزمة الحالية. ومن المتوقع أن تدفع البنوك الأوروبية عشرات المليارات من اليورو في شكل توزيعات أرباح وإعادة شراء أسهم خلال العام الجاري.