الرجوع للعدد الكامل
الأربعاء, 16 مارس 2022

تراجع عدد الحشرات عالميا يهدد الأمن الغذائي

الحشرات مهددة بالانقراض بوتيرة سريعة واختفاؤها قد يسبب مشاكل خطيرة: تقريبا لا أحد منا يحب الحشرات، لكنها تلعب أحد الأدوار الأكثر حيوية في ضمان عمل النظم البيئية بشكل سليم، وكذلك في إنتاج الغذاء حول العالم. تكمن المشكلة في أن العديد من هذه الكائنات الحيوية تتعرض الآن لخطر متزايد بالانقراض بسبب النشاط البشري. ظل الباحثون يحذرون بشأن هذا التهديد الذي يلوح في الأفق منذ سنوات، إذ تشير بعض التقديرات إلى أن ما يقرب من 40% من جميع الحشرات تقل أعدادها حاليا وتتعرض لخطر الانقراض خلال العقود المقبلة، وفقا لورقة بحثية. على الرغم من أن هذا قد يبدو وكأنه حلم يتحقق لمن لديهم فوبيا الحشرات، فإن عواقب عالم خال من الحشرات ستكون كارثية.

أعداد الحشرات تتراجع: على الرغم من أن مجموعات الحشرات قد أثبتت قدرتها على الصمود أمام أحداث الانقراض الجماعي السابقة، إلا أن الباحثين يعتقدون أنها قد تكون أكثر عرضة للخطر مما كنا نعتقد سابقا. وذكرت دراسة نشرت عام 2019 عن بعض الحشرات المهددة، ومنها العث والفراشات والنحل وخنافس الروث، وهي من بين الكائنات التي تساعد في تحلل المواد العضوية. وقال أحد الباحثين في تلك الدراسة لصحيفة الجارديان إنه "في غضون 10 سنوات ستقل الحشرات بمعدل الربع، وفي غضون 50 عاما، ستنخفض إلى النصف، وفي غضون 100 عام ستختفي تماما".

الخطر ليس جديدا: هناك دراسة صدرت في عام 2017 تدعم تلك التحذيرات بالتراجع السريع في أعداد الحشرات، أشارت إلى أن وفرة الحشرات قد انخفضت بنسبة تزيد عن 75% في 63 منطقة محمية في ألمانيا على مدار 27 عاما. وكشفت دراسة منفصلة في عام 2016 عن انخفاضات مماثلة في الغابات المطيرة في بورتوريكو.

التراجع سيكون له عواقب كبيرة: الحشرات هي ملقحات ومحللات ومفترسات وفرائس تشكل لبنة أساسية في أنظمتنا البيئية. ولكن حتى لو فكرنا بأنانية، فهي العمود الفقري لأنظمتنا الزراعية. ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع النباتات المزهرة على هذا الكوكب تتطلب تلقيحا من الحشرات وكذلك المحاصيل التي تنتج أكثر من ثلث الإمدادات الغذائية في العالم. باختصار، انقراض الحشرات هو قضية أمن غذائي عالمي.

من المسؤول؟ يقع اللوم على فقدان الحشرات لموطنها الطبيعي، والمبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة، وتغير المناخ، والطقس المتطرف الذي يتسبب فيه تغير المناخ. ومع ذلك، فإن أكبر الأسباب التي جرى تحديدها هي الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية في الزراعة، مبيدات النيونيكوتينويد والفبرونيل على وجه الخصوص، وفقدان الموطن الطبيعي بسبب التعدي البشري.

تشهد مصر هذا الاتجاه بشكل مباشر من خلال انخفاض أعداد نحل العسل: بين عامي 1990 و2016 فقدت مصر نحو نصف مستعمرات نحل العسل، وفقا لإحدى الدراسات (بي دي إف) أشارت أيضا إلى فقدان الوطن الطبيعي واستخدام المبيدات الحشرية والاحتباس الحراري كأسباب رئيسية لهذا الانخفاض. في عام 2016، في الوقت الذي أجريت فيه الدراسة، كانت البلاد قد شهدت بالفعل نقصا بنسبة 40% في إنتاج العسل مقارنة بمستويات عام 1987.

سيتطلب تجنب خطر الانقراض إعادة التفكير في ممارساتنا الزراعية الحالية: حماية التنوع البيولوجي النباتي، والحد من استخدام المبيدات الحشرية، وتطوير برامج تكاثر جديدة للملقحات، تعتبر من بين بعض الخطوات الضرورية الموضحة في الدراسة التي أجريت على نحل العسل في مصر. على الصعيد العالمي، فإن الأمور متشابهة إلى حد كبير: التقليل الجاد من استخدام المبيدات الحشرية لصالح بدائل أكثر سلامة بيئيا، "هناك حاجة ماسة لإبطاء الاتجاهات الحالية أو عكسها، والسماح بزيادة أعداد الحشرات وحماية الخدمات الحيوية التي تساهم بها في النظام البيئي"، بحسب مؤلفو دراسة عام 2019.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).