مؤشرات على إحراز تقدم في محادثات السلام الروسية الأوكرانية
المفاوضون الأوكرانيون والروس يشيرون إلى إحراز تقدم في محادثات السلام: بدأت مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا تظهر أخيرا مؤشرات على إحراز تقدم، إذ أشار مسؤولون من كلا الجانبين أمس إلى أن المحادثات يمكن أن تسفر عن اتفاق في غضون أيام.
ما يقوله الأوكرانيون: "أعتقد أننا سنحقق بعض النتائج حرفيا في غضون أيام"، بحسب المفاوض والمستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك، في مقطع فيديو نشره عبر الإنترنت واطلعت عليه رويترز، مضيفا أن روسيا "بدأت في الحديث بشكل بناء".
ما يقوله الروس: كان هناك "تقدم كبير" في المفاوضات، بحسب المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي، الذي صرح لموقع "آر تي" أنه يعتقد أن الجانبين يمكن أن يكونا في وضع يسمح لهما بالتوقيع على اتفاق في الأيام المقبلة.
ما الذي يتفاوض عليه الجانبان؟ هناك حالة من التكتم فيما يخص تفاصيل المفاوضات، لذلك لا يزال من غير الواضح التنازلات التي يجري تقديمها. وتمسك الروس حتى الآن بمطالبهم العلنية تجاه أوكرانيا، إذ أكد كبار المسؤولين الروس مرارا وتكرارا أن الحرب لن تتوقف حتى تتعهد كييف بإضافة بند الحياد إلى دستورها، والاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وأيضا الاعتراف بالجمهوريات الانفصالية في دونباس كأقاليم مستقلة. ومن جانبها، ترفض أوكرانيا التنازل عن أي شبر من أراضيها للروس، لكنها أشارت إلى استعدادها لمناقشة علاقتها المستقبلية مع الناتو.
ومن المقرر أن تنطلق الجولة التالية من المحادثات اليوم عبر تقنية الفيديو، بحسب رويترز.
كان التقدم على طاولة المفاوضات مشوبا إلى حد ما بالمزيد من الضجيج حول روسيا والناتو والمزاعم بأن موسكو تريد مساعدة الصين لها في الصراع: وأدى هجوم صاروخي روسي على قاعدة عسكرية أوكرانية بالقرب من الحدود البولندية إلى مزيد من الدعوات لفرض منطقة حظر طيران، كما أصدرت واشنطن تحذيرات من أن الهجمات على الأراضي التابعة للدول الأعضاء بالناتو ستقابل برد عسكري. وقال مسؤولون أوكرانيون إن 35 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 130 بعد أن قصفت القوات الروسية قاعدة تستخدمها الحكومات الغربية لتدريب الجنود الأوكرانيين.
طلبت روسيا مساعدات عسكرية من الصين لدعمها في الحرب، حسبما قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة فاينانشيال تايمز، دون تقديم ما يثبت ذلك أو الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وحذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان من أن بكين ستواجه "بشكل قاطع" تداعيات إذا ساعدت موسكو في الالتفاف على العقوبات، وفقا لرويترز. ومن المقرر أن يلتقي سوليفان بالدبلوماسي الصيني البارز يانج جيتشي لإجراء محادثات في روما اليوم.
الصين تنفي: "لم أسمع بذلك قط"، وفقا لما قاله المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن لرويترز، في تعليقه على المزاعم الأمريكية.
الحصيلة البشرية –
فر نحو 2.7 مليون شخص حتى الآن من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، وفقا لآخر إحصاء صادر عن وكالات الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى، لقى ما لا يقل عن 596 شخصا مصرعهم، من بينهم 43 طفلا، منذ بدء القتال في 24 فبراير، وفقا لما قالته الأمم المتحدة (بي دي إف)، والتي أضافت أنها تعتقد أن الرقم "أعلى بكثير" من هذه التقديرات، كما أصيب 1067 مدنيا، من بينهم 57 طفلا.
وأيضا، جرى إجلاء أكثر من 140 ألف مدني من مناطق الصراع في البلاد، بحسب تصريحات نائب رئيس الوزراء الأوكراني أمس، نقلتها رويترز.
قتل الصحفي الأمريكي البارز برنت رينو برصاص القوات الروسية في بلدة إيربين خارج كييف أثناء سفره لتصوير لاجئين، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
من غير المرجح أن يؤدي تخلف روسيا عن سداد ديونها السيادية إلى أزمة مالية عالمية، وفقا لما قالته المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا الخميس، وسط توقعات بأن موسكو لن تكون قادرة على سداد ديونها المقومة بالعملات الأجنبية بسبب العقوبات غير المسبوقة على بنكها المركزي ونظامها المالي. وأدت العقوبات المفروضة على البنك المركزي الروسي إلى عدم وصوله إلى معظم احتياطياته، مما جعله غير قادر على سداد مدفوعات السندات بالعملات الأجنبية. وقالت وكالة فيتش الأسبوع الماضي إنها تتوقع تعثرا "وشيكا" في السداد.
إلا أن هذا لا يعني أننا لسنا بصدد حدوث تراجع في الاقتصاد العالمي: قالت جورجيفا الأسبوع الماضي إنها تتوقع أن يواصل صندوق النقد الدولي تخفيض توقعاته للنمو العالمي لعام 2022 بسبب صدمة أسعار السلع الأساسية وتأثيرها على ثقة المستهلكين والأعمال.