مع تواصل الضربات الجوية..روسيا وأوكرانيا تفشلان في التوصل لوقف لإطلاق النار
فشل مسؤولون روس وأوكرانيون في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين في المحادثات التي عقدت أمس، إلا أن كلا الوفدين قالا إنهما أحرزا بعض التقدم خلال الاجتماع الذي استمر خمس ساعات، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال. واتفق المفاوضون على الاجتماع مرة أخرى على الحدود البولندية البيلاروسية في الأيام المقبلة، دون تحديد موعد، بحسب بلومبرج نقلا عن وكالة أنباء إنترفاكس الروسية.
وحول التطورات في ساحة القتال –
خيم الهجوم الروسي العنيف على مدينة خاركيف – ثاني أكبر المدن في أوكرانيا – بظلاله على المحادثات. ولقي 11 شخصا على الأقل مصرعهم في القصف الذي تشهده المدينة، بحسب مسؤولين أوكرانيين. كما أصيب العشرات خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم مواطن مصري حالته مستقرة حاليا في المستشفى.
وفي تطور آخر، طالبت أوكرانيا حلفائها بفرض منطقة حظر طيران لوقف القصف الروسي على المدن الأوكرانية، وهو الأمر الذي تتجنبه الدول الغربية كونه سيضعها في مواجهة مباشرة مع روسيا.
أوكرانيا تدرس إصدار "سندات الحرب" لتمويل قواتها المسلحة. قالت وزارة المالية الأوكرانية في بيان لها أمس إنها تتطلع إلى اقتراض الأموال من المستثمرين الدوليين "لتلبية احتياجات القوات المسلحة لأوكرانيا ولضمان توفير الاحتياجات المالية للدولة دون انقطاع في ظل الحرب"، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.
وفيما يخص المصريين العالقين في أوكرانيا –
تمكن أكثر من 1,200 طالب مصري من الوصول بسلام إلى بولندا قادمين من أوكرانيا، في حين وصل 250 آخرون إلى رومانيا، بحسب تصريحات وزيرة الهجرة نبيلة مكرم، في اتصال هاتفي مع أحمد موسى، خلال برنامج "على مسؤوليتي" (شاهد 5:49 دقيقة، و8:37 دقيقة).
من ناحية أخرى، سيسمح للمصريين الذين انتهت صلاحية جوازات سفرهم في أوكرانيا بعبور الحدود إلى بولندا، وفقا لما أعلنته السفارة المصرية في وارسو. وتعمل السفارة المصرية في بوخارست أيضا على ترتيب مماثل مع الحكومة الرومانية. وستقلع رحلة طيران رومانية متوجهة إلى القاهرة من بوخارست مساء اليوم. وأصدرت وزارة الخارجية المصرية توجيهات عاجلة للسفارات المصرية في الدول المجاورة لأوكرانيا لتوفير وسائل النقل والسكن المؤقت للمصريين الفارين من الحرب عبر الحدود البرية، بحسب بيان الوزارة.
التأثيرات المالية للحرب على موسكو –
روسيا تواجه أزمة مالية بسبب العقوبات التي فرضتها الدول الغربية. أعلنت الولايات المتحدة وقف المعاملات التي تشمل البنك المركزي الروسي أو وزارة المالية أو صندوق الثروة الوطني في روسيا، في حين جمد الاتحاد الأوروبي أصول العديد من النخبة في روسيا الذين تربطهم علاقات وثيقة بالرئيس الروسي.
أدت الإجراءات العقابية إلى تراجعات كبيرة في العملة الروسية، كما أسفرت عن عمليات سحب نقدي محمومة من قبل المواطنين الروس الذين يسعى الكثير منهم لتحويل مدخراتهم إلى الدولار الأمريكي ويفكر في الفرار إلى خارج البلاد، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.
وروسيا تتخذ إجراءات طارئة لدعم الروبل: أعلن البنك المركزي الروسي مضاعفة أسعار الفائدة إلى 20% لدعم العملة المحلية المنهارة، كما أصدرت السلطات الروسية تعليمات للمصدرين المحليين ببيع 80% من احتياطي النقد الأجنبي لديهم، وأصدر بوتين قرارا بحظر التحويلات المالية للخارج من قبل المواطنين الروس. وهبط الروبل بنحو 30% قبل أن يعوض تلك الخسائر عقب قرارات البنك المركزي. وأغلقت التداولات على العملة الروسية بانخفاض قدره 11.6% – ليبلغ سعر الصرف 95 روبل مقابل الدولار الواحد.
شهدت الأسواق العالمية تراجعات كبيرة، إذ انخفض العديد من المؤشرات الأمريكية والأوروبية. وتعرضت المؤسسات المالية الأوروبية لأضرار كبيرة، إذ هبطت أسهم الكيانات الأكثر انكشافا على البنوك الروسية بنسب تتراوح بين 9.5% و14%. وأوقفت بورصتي نيويورك وناسداك التداول على العديد من أسهم الشركات التي تتخذ من روسيا مقرا لها، بسبب "القلق التنظيمي"، حسبما ذكرت بورصة نيويورك على موقعها الإلكتروني.
إعادة تشكيل النظام العالمي –
أوكرانيا تطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي "الآن" في الوقت الذي تبحث فيه عن دعم لموقفها في مفاوضات وقف إطلاق النار: يمكن أن يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية انضمام أوكرانيا إليه، بحسب وكالة رويترز نقلا عن مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي. ويأتي ذلك بعد أن وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلبا رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من خلال "إجراء خاص جديد" لتسريع انضمامها. وطلب رؤساء ثماني دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي عقد اجتماع عاجل لبحث الطب الأوكراني.
إلا أن قبول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيكون أمرا محبطا لتركيا التي ظلت تحاول الانضمام لذلك التكتل طيلة عقود.
في انعكاس لحيادها التاريخي، قررت سويسرا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على روسيا لمعاقبتها على غزوها أوكرانيا. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن الرئيس الفيدرالي لسويسرا إجنازيو كاسيس قوله أمس إن القرار كان "فريدا وصعبا" ولكنه واجب "أخلاقي".
وأيضا، يبحث المشرعون في فنلندا اليوم إمكانية انضمام البلاد إلى حلف الناتو، بحسب موقع بوليتيكو.
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم استبعاد روسيا من المشاركة في جميع مباريات كرة القدم الدولية حتى إشعار آخر، بما في ذلك بطولة كأس العالم 2022 وبطولة أمم أوروبا للسيدات 2022. وقالت المنظمتان أمس: "كرة القدم متحدة تماما هنا وفي تضامن كامل مع جميع المتضررين في أوكرانيا".