الغرب يكثف ضغوطه على موسكو لإنهاء الحرب.. وبوتين يلوح بالخيار النووي
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضع قوات الردع النووي لبلاده في حالة تأهب قصوى، وذلك ردا على قيام قادة الدول الغربية بتشديد العقوبات ضد موسكو لغزوها أوكرانيا.
تهديد بوتين يثير غضب العديد من القوى العالمية: وصف مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى الإجراء الروسي بالخطوة التصعيدية التي تزيد من مخاطر سوء التقدير، دون الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة عدلت وضع جاهزيتها النووية ردا على التحرك الروسي. كما أدان حلف الناتو القرار الروسي، في حين طلبت كندا وبولندا عقد اجتماع طارئ لوكالة الطاقة الذرية بالأمم المتحدة الأربعاء المقبل بالنيابة عن أوكرانيا. وفي غضون ذلك، تسعى حكومة بيلاروسيا لإنهاء الحالة غير النووية للبلاد، من خلال إجراء تصويت على دستور جديد، في الوقت الذي تدعم فيه بيلاروسيا القوات الروسية.
هل تفكر موسكو جديا في الخيار النووي؟ ربما لا – ولكننا لا نعرف بالضبط. وانقسمت آراء المحللين حول ما إذا كان بوتين سيخاطر بدخول مواجهة نووية، بالرغم من أن معظمهم يرون أن التهديد وحده قد يعزل الرئيس الروسي على الساحة العالمية – مما يجعل تحركاته يصعب التنبؤ بها أو التحكم فيها.
كييف وموسكو تتفقان على إجراء محادثات: من المقرر إجراء مفاوضات "من دون شروط مسبقة" بين روسيا وأوكرانيا على الحدود البيلاروسية الأوكرانية، حسبما أعلن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما ذكرت رويترز نقلا عن وكالة الأنباء الروسية "تاس" أن المحادثات ستنطق هذا الصباح. وقال الرئيس الأوكراني إنه "متشكك" في أن تؤدي المحادثات مع روسيا إلى وقف إطلاق النار، مضيفا أنه، مع ذلك مستعد لخوضها إذا كانت هناك فرصة لإنهاء الحرب.
سيعقد مجلس الأمن الدولي اليوم أيضا جلسة طارئة لجمعيته العامة لبحث الغزو الروسي.
الغرب يلقي بثقله لدعم أوكرانيا بشكل كامل: مع دخول الصراع يومه الخامس، وصفت رويترز ردود الفعل من جانب القوى الغربية على المستويات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية وعلى مستوى التعاون بأنها غير مسبوقة من حيث حجمها ومستوى التنسيق بينها. ويخطط الاتحاد الأوروبي لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا للمرة الأولى في تاريخه، فيما قال أحد المصادر لرويترز إن الاتحاد يمكن أن يرسل أسلحة بقيمة 450 مليون يورو إلى أوكرانيا. وقال الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل في مؤتمر صحفي أمس إن المساعدات ستشمل طائرات مقاتلة. وفي غضون ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي غلق مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية، بما في ذلك الطائرات الخاصة المملوكة للنخبة. المزيد حول قائمة العقوبات المفروضة على موسكو – التي يناقش الاتحاد الأوروبي توسيعها – في فايننشال تايمز.
يمكن أيضا فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، على الرغم من أن صناع السياسة الغربيين تركوا قطاع الطاقة الروسي خارج المعادلة حتى الآن، وذلك لحماية إمدادات الطاقة لديهم، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. وتوفر روسيا نحو 40% من إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
الصادرات الروسية ستواجه اضطرابات شديدة: قال تجار للنفط والسلع لرويترز إنه من المتوقع أن تتعرض التدفقات من روسيا إلى الغرب للتوقف لأسابيع لحين صدور إيضاحات حول الاستثناءات. ومن المرجح أن تستمر الصادرات الروسية إلى آسيا، وخاصة الصين، نظرا لأن كلا البلدين يعملان حاليا على تطوير بدائل لنظام المدفوعات سويفت. ولا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث للصادرات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعتمد العديد من البلدان في المنطقة، بما في ذلك مصر، بشكل كبير على إمدادات القمح الروسية.
الروبل الروسي في طريقه لمزيد من التراجعات خلال التعاملات المبكرة هذا الصباح. ومن المتوقع أن تهبط العملة الروسية بما لا يقل عن 25% في أول تداولات لها منذ الإعلان عن العقوبات ضد بنوك روسية واستبعاد بعضها من نظام المدفوعات سويفت، بحسب الجارديان.
المزيد من الدلائل على أن العقوبات تحقق هدفها: دعا اثنان من المليارديرات في روسيا – تعرض أحدهم للعقوبات – إلى إنهاء الصراع.
وفر أكثر من 360 ألف شخص من أوكرانيا حتى الآن، وفق تقديرات الأمم المتحدة. وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أمس أن حصيلة القتلى بلغت 352 مواطنا أوكرانيا، بينهم 14 طفلا، في حين أصيب نحو 1,700 شخص.
ومن بين المصابين مواطن مصري، والذي يتلقى العلاج حاليا بأحد مستشفيات مدينة خاركيف، وفقا لبيان وزارة الخارجية المصرية.
ودعت الولايات المتحدة مواطنيها إلى ضرورة مغادرة روسيا على الفور طالما أنه لا يزال بإمكانهم ذلك، بسبب زيادة إلغاء الرحلات الجوية التجارية من البلاد.