الحرب في أوكرانيا تطال أشباه الموصلات والسفر الجوي العالمي + هل تصبح العملات المشفرة ثغرة الروس للتحايل على العقوبات؟
ضحية أخرى قد تخلفها الأزمة الروسية الأوكرانية: أشباه الموصلات (وكأنها لم تمر بعام سيء بما فيه الكفاية). قد تعطل حرب روسيا التي شنتها على أوكرانيا إمدادات غاز النيون ومعدن البلاديوم، وكلاهما يستخدم لتصنيع الموصلات، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن محللين. تنتج البلدان معا نحو 50% من النيون المستخدم في أشباه الموصلات، بينما يأتي 37% من إنتاج البلاديوم عالميا من المناجم الروسية. وقد تؤدي الحرب إذا طالت إلى ارتفاع الأسعار ومزيد من التأخير في الشحن، مما قد يضيف أزمة جديدة لصناعة أشباه الموصلات الهشة بالفعل، والتي كانت قد بدأت للتو في إظهار بوادر الأمل. كانت هيونداي قد توقعت الشهر الماضي زيادة في المعروض من أشباه الموصلات خلال الربع الثاني من عام 2022.
قطاع السفر الجوي العالمي في أزمة جديدة بسبب الحرب: أدى غزو أوكرانيا إلى غلق المجال الجوي في أوكرانيا وحولها، ما زاد من الضغط على صناعة الطيران العالمية، وفقا لشبكة سي إن بي سي. بصرف النظر عن مخاطر الدخول في مناطق حرب نشطة مثل أوكرانيا، فقد حظرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك سلوفينيا وبولندا ورومانيا وجمهورية التشيك الرحلات الجوية الروسية ردا على العدوان الروسي ضد أوكرانيا. وأجلت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا والفرنسية كيه إل إم طواقمها من الأراضي الأوكرانية وأوقفتا رحلات من وإلى روسيا. وتعهدت روسيا بدورها بتنفيذ قيود مماثلة ردا على ذلك، ووعدت برد سريع على قيود الطيران التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي وشركات الطيران الغربية، حسبما كتبت بي بي سي. وقالت مصادر في الصناعة لصحيفة وول ستريت جورنال إن كل هذه الإجراءات تجبر شركات الطيران على اتخاذ مسارات أطول لتجنب المجال الجوي الروسي، ويمكن أن يقلل من أرباحها.
هل تصبح العملات المشفرة ثغرة الروس للتحايل على العقوبات؟ تعرضت روسيا لعقوبات من عدد من الدول، لكن سوق العملات المشفرة لا تزال تبحث عن موقعها من كل ذلك. تهدف العقوبات المفروضة على البلاد إلى الحد من قدرة روسيا على ممارسة الأعمال التجارية بالدولار وتشمل قيودا على نخبة من المواطنين وعائلاتهم. لم يعلن عن أي شيء فيما يتعلق بالعملات المشفرة، إذ تبقي بعض أسواق العملات المشفرة هوية عملائها سرية، في حين أن البعض الآخر يقع في ولايات قضائية خارج نطاق العقوبات، ما يترك للأثرياء الروس ثغرة، مع تكهنات بأن سوق العملات الرقمية "ستكون بمثابة أداة يمكن للأثرياء الروس استخدامها للالتفاف على تلك العقوبات"، حسبما ذكرت بلومبرج.
…هذا يفسر سبب محاولة أوكرانيا الحصول على بيانات التشفير الخاصة بالسياسيين الروس: تحاول الحكومة الأوكرانية الحصول على أي معلومات حول محافظ العملات المشفرة للسياسيين الروس والبيلاروسيين، إذ تقدم كييف مكافآت لمن لديه معلومات استخباراتية في هذا الشأن. وقال نائب رئيس الوزراء ميخايلو فيدوروف في تغريدة: "يجب تتبع ومعاقبة مرتكبي جرائم الحرب".