التصوير الفوتوغرافي وتنشيط السياحة المصرية
يعتبر التصوير الفوتوغرافي أحد الأسباب التي تجذب السياح إلى مصر، فالتصوير والسياحة متلازمان، ومن الطبيعي أن ترى صورة حلوة لمدينة ما خلال تصفحك منصات التواصل الاجتماعي، وتقرر وقتها أنك ستزور هذه المدينة في إجازتك المقبلة. وعندما تصل إلى المدينة، لن تترك هاتفك من يدك أبدا، وستجد أنك تلتقط الصورة تلو الأخرى طوال الوقت، ثم بالطبع تضعها على مواقع التواصل الاجتماعي كي يراها غيرك.
لعب التصوير دورا مهما في الترويج لمصر بين القرنين الثامن عشر والعشرين، حين ساد الهوس بكل ما يتعلق بالمصريات في أوروبا والولايات المتحدة، مما أدى بالتالي إلى ازدهار السياحة. الصور السياحية الملتقطة في مصر خلال القرن التاسع عشر (بي دي إف) لم تركز على المناظر الطبيعية والمعالم التاريخية فحسب، بل تطرقت أيضا إلى ما يتناسب مع الفكرة الغربية عن الحياة اليومية في مصر، إذ نقلت صورا للموسيقيين والحرفيين والتجار وحتى "السكان المحليين" في أوضاع تتماشى مع الأفكار الغربية عن الحياة في الشرق.
بعض أبرز الصور من القرن التاسع عشر: هناك بالطبع الفنان الألماني أر إم يونجهاندل، والذي لا تزال أعماله الملتقطة في مصر بالحفر الضوئي تُباع في المزادات حتى الآن. النظر في أعمال المصور الألماني يوضح لك الكليشيهات التي يحبها الغرب عن مصر: الأهرامات، والمعابد، والجمال، والراقصات. ولا ننسى أعمال الإيطالي البريطاني أنطونيو بياتو، التي تخلد ما تبقى من مصر القديمة من معبدي الكرنك وفيلة إلى الأهرامات وأبو الهول.
59 صورة لماكسيم دو كامب.. الأب الروحي لتصوير الرحلات: سافر الفرنسي دو كامب إلى مصر بين عامي 1849 و1950 مع الروائي جوستاف فلوبير، وخلال تلك الفترة التقط 59 صورة أبيض وأسود بكاميرا كالوتايب خشبية وحامل ثلاثي، ثم استخدم المواد الكيميائية لتحميض الصور لاحقا. تضم الصور مجموعة من الآثار المصرية القديمة مثل مسجد السلطان حسن ومعبد إيزيس. وعُرضت المجموعة الكاملة مطبوعة للبيع في مزاد عام 2016.
التصوير والسياحة متلازمان دوما، وهو ما تسبب في إقرار بعض القواعد الجديدة: في صيف 2019، قررت وزارة السياحة إلغاء رسوم التصوير الفوتوغرافي باستخدام المحمول داخل المتاحف والمواقع الأثرية. وجاء القرار ضمن جهود الوزارة للترويج للآثار المصرية وتشجيع الحركة السياحية. وفي العام الماضي، تعاونت الهيئات الحكومية مع الاتحاد الأوروبي لإطلاق النسخة الثالثة عشرة من مسابقة التصوير الفوتوغرافي للاتحاد الأوروبي بعنوان "رحلة إلى ماضي مصر ومستقبلها". تهدف المسابقة إلى تشجيع هواة التصوير المصريين على التقاط جمال المعالم التاريخية في مصر، وقد تقدم أكثر من 642 مصورا بأكثر من 1600 صورة العام الماضي.