عمليات الدمج والاستحواذ واصلت الازدهار في 2021 .. ومتأهبة للاستمرار هذا العام
كان 2021 عاما مزدهرا لعمليات الدمج والاستحواذ العالمية: شهد ارتفاع قياسيا في عمليات الاندماج والاستحواذ بتوقيع اتفاقيات قيمتها 5.8 تريليون دولار على مدار العام، ونموا سنويا بنسبة 64%، والتي تمثل أسرع وتيرة نمو لعمليات الاندماج والاستحواذ منذ منتصف التسعينيات، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن بيانات مؤشر ريفينيتيف.
دعامة النمو: ازدهار الأسواق وتدابير التحفيز على نطاق واسع والشعبية المتزايدة للشركات ذات غرض الاستحواذ. جرى الإعلان عن 334 اتفاقية إجمالا لشركات ذات غرض استحواذ تبلغ قيمتها الإجمالية 597 مليار دولار، أي ما يعادل 10% من إجمالي قيمة صفقات الدمج والاستحواذ، حسبما أشارت الصحيفة. كانت الشركات ذات غرض الاستحواذ قد بدأت في التباطؤ قرب نهاية عام 2021 بعد النمو المبدئي "المبالغ فيه"، ومن المرجح أن تمثل نسبة أقل بكثير مع المضي قدما، وفق ما قاله الرئيس المشارك العالمي لعمليات الاندماج والاستحواذ في جي بي مورجان للصحيفة.
أكبر عمليتي اندماج واستحواذ في العام: الاندماج بقيمة 132 مليار دولار لشركتي وورنر ميديا وديسكفري، والذي شهد تشغيل شركة وورنر ميديا التابعة لشركة أيه تي آند تي الأمريكية للاتصالات من قبل ديسكفري بهدف إنشاء عملاق إعلامي جديد بقيمة 43 مليار دولار. كما أدى استحواذ شركة سكك حديد المحيط الهادئ الكندية على منافستها كانساس سيتي الجنوبية بقيمة 31 مليار دولار، والذي تم الشهر الماضي، إلى إنشاء خط واحد للسكك الحديدية يربط كندا والولايات المتحدة والمكسيك حصريا.
بزغت علامات الازدهار بالفعل في وقت سابق من العام: في يناير من العام الماضي، جاءت توقعات المستشارين بأن طفرة الاندماج والاستحواذ التكنولوجي لعام 2020 ستستمر في عام 2021، وتوقعوا لشركات تكنولوجيا المؤسسات التي تتراوح قيمتها السوقية بين 20 و100 مليار دولار أن تتوجه نحو عمليات الاستحواذ. كانت التوقعات مدفوعة بارتفاع أحجام عمليات الدمج والاستحواذ في عام 2020، والتي سجلت مستوى قياسيا بلغ 470 مليار دولار، إذ أدى ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا وضخ السيولة من جانب البنوك المركزية إلى موجة من التركز في السوق. وبحلول نهاية الربع الثالث من عام 2021، كان من الواضح تحقق تلك الطفرة. جرى عقد صفقات اندماج واستحواذ بنحو 4 تريليونات دولار بحلول سبتمبر، ساعد في ذلك جزئيا زيادة في الاتفاقيات في أغسطس، وهو شهر هادئ عادة لعمليات الاندماج والاستحواذ.
مصر لم تكن استثناء: شهدت عمليات الاندماج والاستحواذ عاما قويا في مصر أيضا، حسبما أشرنا في تقريرنا لحصاد العام. ومن المتوقع على نطاق واسع أن تكون الشركات ذات غرض الاستحواذ محركا لمزيد من النشاط هذا العام، بعد طرحها مؤخرا كأداة مالية في السوق المحلية. وحاليا، تحاول سويفل تسريع اتفاقية الدمج مع الشركة ذات غرض الاستحواذ التي قد تستكمل في الأسابيع المقبلة لتسبق أنغامي لحصول على لقب أول شركة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تندمج مع شركة ذات غرض استحواذ.
وأخيرا، هل سنشهد المزيد من الصفقات هذا العام أيضا؟ إجمالا، جاءت التوقعات باستمرار حمى نشاط الاندماج والاستحواذ في عام 2022، على الرغم من الزيادات المتوقعة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وارتفاع تقييمات الشركات التي قد تبطئ وتيرة هذا النشاط. وأظهر استطلاع أجرته شركة جرانت ثورنتون أن أكثر من ثلثي صانعي الصفقات والمستشارين يتوقعون ارتفاع أحجام عمليات الدمج والاستحواذ هذا العام "على الرغم من التحديات التي تفرضها اللوائح التنظيمية والجائحة"، وفقا لرويترز. ومن المرجح أن يقبل المستحوذون التقييمات الأعلى للشركات المستهدف الاستحواذ عليها "لأنهم بحاجة إلى البقاء في حالة التأهب للمنافسة، ولديهم إمكانية الوصول إلى كميات قياسية من [السيولة]، ويشعرون بالضغط من المستثمرين لرفع تقييماتهم الخاصة"، حسبما أشارت دراسة استقصائية منفصلة لقادة الأعمال في الولايات المتحدة أجرتها مؤسسة كي بي إم جي.