النفط والغاز يتفوق على الحوكمة البيئية + مصنعو الرقائق الإلكترونية يبحثون عن عمالة
رغم كل الحديث عن الحوكمة البيئية والمجتمعية والمؤسساتية هذا العام، ما يزال البترول والغاز يتفوقان على نظرائهما من مصادر الطاقة النظيفة، وفقا لتقرير فايننشال تايمز. واعتبارا من 29 ديسمبر، ارتفع صندوق أي شيرز إم إس سي أي العالمي لمنتجي الطاقة بنسبة 37% مدفوعا بعملاقي الطاقة الأمريكيين إكسون وشيفرون، اللتين ارتفعتا بنسبة 48% و40% على الترتيب في 2021. في المقابل، تراجع نمو صندوق بارناسوس كور إكويتي (أكبر صندوق حوكمة أمريكي) إلى 28% في العام الماضي، وكذلك صندوق أي شير للحوكمة التابع لشركة بلاك روك الذي تراجع بنسبة 30%.
الأداء المنخفض سبب التراجع: هبط أداء شركتي أورستيد وفيستاس الدنماركيتين للطاقة النظيفة في 2021 بسبب ارتفاع التكاليف على الشركات المصنعة وانخفاض سرعة الرياح في جميع أنحاء أوروبا. وتسببت حالات الركود البطيئة في انعكاس طفرة الحوكمة التي شهدناها في عام 2020 وأوائل 2021، إذ أعاد المستثمرون تخصيص تمويلاتهم إلى مشروعات أكثر ربحية مثل النفط والغاز.
الحدث الذي يتجنبه الاقتصاد العالمي: أثر نقص العمالة على صانعي الرقائق. يتنافس صانعو الرقائق على العمالة الماهرة بينما يعملون على إنشاء مرافق جديدة لمعالجة النقص العالمي في أشباه الموصلات، حسبما أفادت وول ستريت جورنال. وعلى الرغم من أتمتة العديد من عمليات تصنيع الرقائق، إلا أنها ما تزال تتطلب الآلاف من العمال أصحاب المؤهلات العليا لتشغيلها – خاصة المهندسين والفنيين والباحثين.
لا يمكن للذكاء الاصطناعي إخراجنا من هذا النفق: دفعت الأزمة منتجين مثل إنتل إلى التعهد باستثمارات تتجاوز 100 مليار دولار في مصانع الرقائق، الأمر الذي سيتطلب توظيف 70-90 ألف عامل في الولايات المتحدة وحدها بحلول عام 2025. في تايوان، بلغ متوسط النقص الشهري في عمال الصناعة 27.7 ألف في أغسطس من العام الماضي. أدى نقص أشباه الموصلات – الذي بدأ في أوائل عام 2021 بسبب زيادة الطلب على الإلكترونيات – إلى نقص في كل شيء من السيارات إلى الهواتف وحتى أجهزة الألعاب.
يتسارع السباق لتوفير العمالة المطلوبة بهذه المصانع بشكل أكثر إلحاحا، إذ من المتوقع ارتفاع مبيعات الرقائق بنسبة 9% في عام 2022 لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 600 مليار دولار، وفقا لتقرير أصدرته يولر هيرميس ونقلته سي إن بي سي. وذكر التقرير أن الطلب على الأجهزة (مثل التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر المحمولة) قد يعود إلى طبيعته من الذروة التي شهدها العامين الماضيين، بينما قد يتأثر الطلب على أشباه الموصلات من اضطراب سلسلة التوريد في عام 2022، وبالتالي تهبط الأسعار.