2021: عام اللقاحات
2021 ــــ عام اللقاحات: لم تكن بداية العام جيدة بالنسبة مع استمرار معدلات الإصابة المرتفعة بـ "كوفيد-19" لتبلغ 1,409 حالة سجلتها وزارة الصحة في أول أيام 2021، ما دفع الحكومة لتطبيق بعض الإجراءات الاحترازية لمواجهة الأزمة. الإصابات المحلية إلى جانب المخاوف المتعلقة بالمتحورات الجديدة للفيروس أدت إلى المزيد من حظر السفر والقوائم الحمراء التي أثرت على السياحة والتنقل بين مصر وعدد من الأسواق المهمة في الخليج وبريطانيا وروسيا. وكما هو الحال مع جميع الدول، أدركت مصر أن أي تعاف ومواجهة للجائحة تتطلب حملة تطعيم ضخمة للسكان.
تحركت مصر في مختلف الاتجاهات لتأمين ما يكفي من اللقاحات: وقعت مصر اتفاقية مع مبادرة جافي/كوفاكس التابعة لمنظمة الصحة العالمية للحصول على 40 مليون جرعة من لقاحات "كوفيد-19" خلال 2021. وفي مايو تعاقدت وزارة الصحة للحصول على 10 ملايين جرعة من لقاح سبوتنيك الروسي، والذي بدأنا في تلقيه خلال يونيو الماضي. وتعاقدت الوزارة أيضا لشراء 20 مليون جرعة من لقاح سينوفاك الصيني. وحتى الآن تلقت مصر نحو 15 مليون جرعة من لقاح فايزر من الولايات المتحدة، والتي قدمت لمصر أيضا حتى الآن 3.5 مليون جرعة من لقاح مودرنا، وأكثر من 1.3 مليون جرعة من لقاح جونسون أند جونسون. وتلقت مصر لقاحات من العديد من البلدان منها عدد غير محدد من اليابان، و1.3 مليون جرعة من إسبانيا.
وبدأت مصر أيضا تصنيع اللقاحات محليا: في مايو الماضي، تعاقدت شركة مينافارم لإنتاج 40 مليون جرعة سنويا من لقاح سبوتنيك الروسي، وكان من المقرر أن يبدأ الإنتاج في الربع الثالث من 2021، لكن يبدو أن الإنتاج لم يبدأ بعد. وبدأت مصر تصنيع لقاح سينوفاك الصيني محليا في مصانع فاكسيرا الحكومية، والتي تستهدف أن تصل طاقتها الإنتاجية القصوى من مختلف اللقاحات إلى 3 ملايين جرعة يوميا أو مليار جرعة سنويا. وبدأت الحكومة أيضا خلال 2021 مفاوضات لتصنيع لقاحات مودرنا وأسترازينيكا محليا.
أما اللقاح المصري كوفي فاكس، فدخل مرحلة التجارب السريرية الشهر الماضي، بعد عام تقريبا من العمل عليه.
لم يبدأ برنامج التطعيم ضد "كوفيد-19" في مصر إلا في 2021، وأعلنت الحكومة أن هدفها تطعيم 40% من السكان بنهاية العام. كانت البداية في يناير بتطعيم الأطقم الطبية بدءا من العاملين بمستشفيات العزل والصدر والحميات. وتوسع البرنامج بعد ذلك ليشمل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة في مارس، ولم يمض طويلا حتى أتاحت وزارة الصحة التسجيل عبر موقعها للبالغين من جميع الفئات. ولتسريع العملية، نشرت وزارة الصحة مراكز للتسجيل والتطعيم في العديد من الأماكن، كمحطات المترو، ومراكز الشباب.
وضيقت الحكومة أيضا على رافضي التطعيم: اعتبارا من الأول من ديسمبر أصبح إلزاميا إثبات شهادة الحصول على جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19" لدخول المصالح الحكومية، وقبل ذلك بأسبوعين بات القرار إجباريا على جميع موظفي الدولة. وقبل ذلك جرى إلزام العاملين بالمدارس والجامعات وطلبة الجامعات بالأمر نفسه قبل بداية العام الدراسي.
… وتتجه نحو تطعيم المراهقين من سن 12 سنة: سمحت الحكومة في أواخر نوفمبر ببدء تطعيم المراهقين من عمر 12 وحتى 15 عاما بلقاح فايزر، وذلك بعد أسابيع من الموافقة على منح اللقاح نفسه للفئة العمرية من 15 وحتى 18 سنة.
والآن بدأت وزارة الصحة إعطاء جرعة معززة للفئات الأكثر عرضة لمخاطر "كوفيد-19"، بما في ذلك الأطقم الطبية وكبار السن وأصحاب الحالات الصحية الحرجة ممن استكملوا التطعيم قبل 6 أشهر. وتقوم الوزارة بإرسال رسائل على الهواتف المحمولة لتلك الفئة المستهدفة بالموعد والمكان المحدد لتلقي الجرعة. ومن المخطط لاحقا إتمام منح الجرعة الثالثة بحلول نهاية يونيو 2022 لكل من أكمل التطعيم قبل نهاية 2021.
الموقف الحالي: حتى الآن، تلقت مصر نحو 66.8 مليون جرعة من اللقاح، وفق حساباتنا. وجرى إعطاء نحو 55 مليون جرعة من لقاحات "كوفيد-19" حتى الآن، بمعدل وصل إلى 551 ألف جرعة يوميا، وفقا للبيانات الحكومية.