روتيني الصباحي: شريف العشيري المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة MUN Inc
شريف العشيري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة MUN Inc: روتيني الصباحي هي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع شريف العشيري (لينكد إن)، وهذه مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي شريف العشيري، وأنا متحمس لنموذج محاكاة الأمم المتحدة (MUN) وأهداف التنمية المستدامة. نموذج المحاكاة كان جزءا من حياتي على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، وقادني إلى مساري المهني الحالي، إذ أعمل على تكوين خبرات تعليمية متنوعة لطلاب المدارس الثانوية من خلال شركتي MUN Inc. شاركت في نموذج محاكاة الأمم المتحدة لأول مرة في المرحلة الثانوية، وتأثرت وقتها جدا بهذا المجتمع الذي يفكر بالطريقة ذاتها، ويدفعه الفضول إلى الرغبة في فهم المزيد حول كيفية عمل العالم، وكيفية حل المشكلات الدولية على أرض الواقع.
أسست MUN Inc بالصدفة تقريبا، إذ طلب مني معلم بإحدى مدارس القاهرة مساعدة الطلاب بشكل ودي للاستعداد لبرنامج المحاكاة في الولايات المتحدة، وقد استمتعت بهذا كثيرا، وسرعان ما أدهشني أن هذه يمكن أن تكون فكرة قابلة للتطبيق. تأسست الشركة عام 2014، وبدأنا بتنظيم رحلات إلى مؤتمرات برنامج المحاكاة في الخارج، وتقديم دورات تدريبية لإعداد الطلاب المسافرين. وقتها كانت أهداف التنمية المستدامة قد اعتُمدت حديثا، وشعرنا أنه لا يمكننا الحديث عن الأمم المتحدة دون ذكر أحد أهم بنود جدول أعمالها. ومن هنا بدأت المدارس تطلب منا تقديم جلسات للتركيز على أهداف التنمية المستدامة فقط، وهو ما جعلنا نعدل خطة العمل الأصلية لإضافة المزيد من الخدمات.
النهج الخاص بشركتنا قائم على الاستشارات المتبادلة مع المدارس، نسألهم عن أهداف التعليم التي يريدون تحقيقها، ثم نصمم برامج بناء على عدة عوامل، منها التقويم الخاص بالمدرسة واستراتيجيتها ونظامها التعليمي. نحاول أن نجعل جلساتنا تسير جنبا إلى جنب مع المؤسسات التعليمية، من أجل إعداد الطلاب للمستقبل.
تتضمن برامجنا الكثير من التعلم عن طريق اللعب والأنشطة المجتمعية. نريد أن يعرف طلابنا أن بإمكانهم اتخاذ إجراءات لإحداث تأثير محلي صغير، ثم نأخذ بأيديهم خلال مراحل تخطيط الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع. بعض الطلاب يختارون مثلا العمل على مبادرة لمشاركة السيارات داخل المجتمع المدرسي من أجل تقليل بصمة الكربون، بينما يتجه آخرون إلى زرع الأشجار حول المبنى، وهناك مجموعة أطلقت حملة توعية ضد التحرش.
أطلقنا مؤخرا برنامج محو الأمية المالية مع البنك المصري الخليجي، لتعليم الطلاب كيفية الادخار والاستثمار في المستقبل. نعمل على تثقيف الطلاب بشأن المنتجات المصرفية، ودفع الضرائب، والاستثمار في البورصة، والمهارات الحياتية الشاملة المتعلقة بالتمويل من خلال المحاكاة والأنشطة العملية. بحلول نهاية هذا الشهر، سنكون قد حققنا هدفنا المتمثل في توصيل البرنامج إلى ألف طالب.
الوباء أجبرنا على التركيز قليلا على الجلسات الافتراضية وتغيير نموذج أعمالنا. ففي ظل عدم اليقين الذي يحيط بكل شيء، لم تعد المدارس ترغب في الالتزام ببرامج طويلة الأجل، لذا قدمنا برامج أكثر تنوعا وأكثر ضغطا، ويمكن دراستها خلال غضون أسابيع قليلة.
بصفتي الرئيس التنفيذي للشركة، توقفت عن الانخراط في أنشطة التدريس قبل سنوات، ويقوم عملي الآن على التأكد من أن جميع الأقسام تعمل بشكل متناسق، والحفاظ على العلاقات مع المدارس والشركاء الحكوميين، وتحديد استراتيجية الشركة. بدأنا العمل بالكامل منذ اليوم الأول للشركة، لكن مع توسعنا في أهداف النمو، نعمل حاليا على جمع التمويلات والتحدث مع العديد من المستثمرين.
لست شخصا صباحيا، والاستيقاظ كل صباح يعد تحديا شخصيا بالنسبة لي. أحاول تغيير روتيني الصباحي باستمرار، لكن الشيء الوحيد الذي أجدني مستمرا في الحفاظ عليه هو "الجيمز" [يضحك]. ألعب على جهاز الكمبيوتر أو البلاي ستيشن، وهو نشاط يساعدني فعلا على الاستيقاظ، ويمنحني أيضا أفكارا لبرامج تعليم قائمة على الألعاب. في الوقت الحالي ألعب النسخة الجديدة من Final Fantasy VII. بعد هذا أقرأ إنتربرايز خلال تناول الإفطار والقهوة.
لا يوجد روتين ثابت للعمل، فقد تجدني اليوم في المكتب وغدا في اجتماع بمدرسة. لكن أحاول تثبيت ثلاث ساعات يوميا من العمل المكتبي، أطالع خلالها رسائل البريد الإلكتروني أو أتواصل مع الأقسام المختلفة بشأن بعض المهام التي يعملون عليها، فمن المهم أن أبقى منظما في الظروف الحالية. لدينا اجتماع بنهاية كل أسبوع لإعداد جدول زمني مناسب لنا جميعا، ويساعدنا تقويم آوت لوك على هذا. لدي كذلك مفكرة شخصية أحتفظ بها، وآخذها معي أينما كنت.
الخطوة التالية بالنسبة لشركة MUN Inc هي إطلاق أول برنامج يمكن للطلاب الاشتراك فيه بأنفسهم، بدلا من التسجيل عبر المدارس. ونأمل أيضا أن نعيد برامج الرحلات الدولية، ولدينا أفكار لإطلاق مؤتمر MUN التكنولوجي.
المسلسل الذي أرشحه لكل الناس طوال الوقت هو Mad Men، وقد شاهدته عدة مرات، وكلما رشحته لأحدهم أعجبه أيضا. أنا مدمن للأفلام، وأضع لنفسي هدفا بمشاهدة 100 فيلم في السنة، وعندي قوائم للمشاهدة وكل ما يتعلق بهذا الموضوع. لذا سيكون من الصعب جدا أن أرشح فيلما معينا، لأن ترشيحي لا بد أن يكون بناء على الشخص والمحادثة التي نخوضها. أما بالنسبة للكتب، فهناك كتابان أثرا عليّ حقا: Power of Habit وTipping Point.
أفضل نصيحة تلقيتها هي عدم الوقوع في حب الأشياء التي أنتجها. من المهم أن تحب ما تقدمه هذه المنتجات للعملاء، لكن من المهم كذلك أن تتحلى بالمرونة الكافية لإعادة تشكيلها بحيث تخدم الهدف النهائي بشكل أفضل، وهو ما ساعدني حقا في وضع الاستراتيجيات وأخذ الملاحظات بعين الاعتبار.