الروبوت يستعين بصديقه الإنسان
الروبوت يطلب الاستعانة بصديقه الإنسان: يواصل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة طرد البشر من العديد من الوظائف والمهام التي تغير شكلها تماما في العصر الحالي. من توصيات التسوق وترشيح شركاء الحياة المحتملين، تتدخل الخوارزميات في كل شيء حاليا وبشكل أكثر كفاءة وسرعة وفعالية.
ولكن في عصرنا المهووس بالتكنولوجيا، هناك شيء من المبالغة في قدرة الخوارزميات، وهو ما بدأت الشركات في التنبه له بناء على طلبات المستخدمين بتقديم خدمات أكثر إنسانية، حسبما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال.
مواقع المواعدة أدركت المشكلة: يوظف موقع المواعدة The League خريجي "رابطة اللبلاب" (رابطة تجمع ثمانية من أعرق الجامعات الأمريكية)، من أجل ربط الباحثين عن شركاء عاطفين ببعضهم البعض، في ما يسمى بـ "المواعدة الذكية"، حسبما كتبت نيويورك تايمز. ويستهدف الموقع الأشخاص "الطموحين للغاية" ممن لديهم معايير عالية ولا يريدون إضاعة وقتهم على تطبيقات المواعدة الأخرى في انتظار ربط لا يحدث أبدا. وبدلا من ذلك، تقدم تلك النخبة من وسطاء المواعدة لمستخدمي الموقع خمس أشخاص محتملين يرون أنهم الأنسب للمستخدم، ويزعمون أن الطريقة التي يعملون بها أكثر كفاءة بنحو 1,082 مرة مقارنة بتطبيقات المواعدة الرائدة الأخرى. وفي الوقت نفسه، تختبر شركة ماتش جروب حاليا خدمة لربط راغبي المواعدة بشريا عبر تطبيقها Match، والتي سترشح شخصين مختارين بعناية للمستخدم ليختار من بينهما، وذلك مقابل 4.99 دولار أسبوعيا، وفقا لوول ستريت جورنال. وقامت الشركة بتدريب فريق مكون من 50 عضوا ليكونوا "مدربي مواعدة" يمكنهم استخدام إجابات المستخدمين على الأسئلة لاقتراح شركاء حياة مناسبين. ونقلت الصحيفة عن مسؤولي التطبيق أن هذه الطريقة رفعت احتمالات ربط راغبي المواعدة ببعضهم البعض ثمان مرات.
هل سنرى ذلك في مصر؟ استحوذت شركة ماتش جروب في عام 2019 على التطبيق المصري هارمونيكا، والذي "يساعد الشباب والفتيات في العثور على شريك الحياة المناسب بطريقة تحترم العادات وتواكب العصر". وفي ضوء هذا الاتجاه العالمي، ربما يلجأ التطبيق المصري للاستعانة بـ "الخاطبة" من جديد.
مساعدك الشخصي في اختيار الملابس يحتاج أيضا إلى عين بشرية: بدلا من الاعتماد على ترشيحات المواقع مثل أمازون لك أثناء التسوق لشراء الملابس، هناك خدمات عبر الإنترنت تساعدك في تحديد الذوق الذي يناسبك أنت تحديدا في الملابس عن طريق شخص متخصص. كيف تعمل: يجيب المستخدم على مجموعة من الأسئلة حول عاداته في اختيار واستخدام الملابس، الألوان والخامات التي يفضلها، ثم يتحدد لك شخص يساعدك على اختيار الملابس. أحد المواقع التي تقدم هذه الخدمة هو Stitch Fix، والذي يربط منسقي الأزياء بالمستخدمين الذين يريدون عينا ثانية تساعدهم في الخروج من اختياراتهم التقليدية في الملابس. ترسل الشركة الملابس للمستخدم في صندوق ليختار ما يريده وإرجاع ما لا يريد مع دفع رسوم مقابل خدمة تنسيق الأزياء. خدمات تنسيق الملابس عبر الإنترنت تكتسب زخما بالتأكيد، إذ تقدم شركات أخرى مثل Le Tote وWantable وTrunk Club نفس الخدمة. إذا كنتم مهتمين يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو لليوتيوبر صفية نيجارد وهي تقارن بين خدمات تنسيق الأزياء الأربعة (شاهد 17:36 دقيقة).
إنه بالتأكيد "تريند" خاصة بعد أن أصبح له اسم: تزداد شعبية ما يسمى بنموذج الأعمال H2H "إنسان لإنسان" مؤخرا. ومع ذلك، لا يمكن لشركة في الوقت الحالي أن تتخلى عن التكنولوجيا والأتمتة وتعود إلى الاعتماد على البشر كليا، لذلك يكمن التحدي في كيفية الوصول إلى التوازن السليم بين الأمرين، حسبما كتب موقع تالنت كالتشر. توفر نماذج الأعمال "إنسان لإنسان" التواصل البشري المتخصص، ولكن بمساعدة التكنولوجيا من أجل خدمة أكفأ. ويشير موقع تكنولوجي ريفيو إلى الفكرة نفسها، داعيا إلى "شراكات أفضل بين الإنسان والآلة". ونقل الموقع عن جون روز كبير مسؤولي التكنولوجيا العالميين لدى دل تكنولوجيز قوله "يمكن أن تساعد هذه العمليات الآلية الشركات على التوسع، ولكن الشركات عليها أن تكون منفتحة على مفهوم إعادة التوازن في العمل بين البشر والآلة على الصعيدين المنطقي والمادي".