الرجوع للعدد الكامل
الأحد, 12 ديسمبر 2021

الطابع المؤسسي ماذا يضيف للشركات العائلية؟

إضفاء الطابع المؤسسي على الشركات العائلية يشبه تأهيل الشركات الناشئة لجولات التمويل الأولية: وهي خطوة تقول الكثير عن كفاءة تلك الشركات. في الأسبوع الماضي، ألقينا نظرة معمقة على دراسة حديثة (بي دي إف) لبرايس ووتر هاوس كوبر (بي دبليو سي) حول ما تحتاجه الشركات العائلية للصمود والنمو في مرحلة ما بعد الجائحة. ووجدنا أن الشركات العائلية التي لديها خطط استراتيجية متوسطة المدى كان أداؤها أفضل خلال الجائحة، ولكن عددا كبيرا منها لا يمتلك بنية للحوكمة والأعمال الورقية الأساسية، مثل اتفاقيات المساهمين، لإضفاء الطابع الرسمي على وضع أفراد العائلة في الشركة. في كثير من الحالات تؤدي تلك الثغرات إلى مشكلات للشركة في المستقبل.

كي تكون مستعدا لـ "ماذا بعد"، تقول بي دبليو سي، مثلها مثل كثير من مؤسسات التمويل التنموي وشركات الاستشارات المالية الذين يؤكدون على أمر واحد: الطابع المؤسسي. وهذا يشمل أمور كثيرة منها فصل الملكية عن الإدارة، وتوظيف أعضاء مجلس إدارة مستقلين، والتخطيط لمن سيخلف الإدارة الحالية، وخلق إطار عمل لإعداد التقارير يضمن قيام الإدارة التنفيذية بإبلاغ مجلس الإدارة بكل شيء بدءا من الاستراتيجية وحتى النتائج. وبطبيعة الحال، يجب أن تكون الرقمنة في قلب الخطط الاستراتيجية.

هذا الأسبوع، نتحدث مع مسؤولين في مؤسسات تمويل دولية تساعد الشركات العائلية في خططها للتحول المؤسسي. ليس الطريق سهلا، وينتج عنه بعض الخيارات الصعبة (وربما بعد الصدامات)، لكن الناتج الأخير يكون شركة جاذبة للاستثمارات. لا تهتم بجلب استثمارات جديدة لشركتك؟ حسنا، لكن ضع في اعتبارك الآتي: الشركات الجاذبة للاستثمار، هي بالتعريف، الشركات القادرة على الاستمرار في غيابك. وهو ما يفتح لك للتقاعد وأنت مطمئن (أو على الأقل تقليص مسؤولياتك) يوما ما.

ولا يقتصر إضفاء الطابع المؤسسي على الشركات العائلية فقط: أي نشاط تجاري يعتمد على رأس مال مؤسسه عليه أن يخوض تلك الرحلة في مرحلة ما.

"إضفاء الطابع المؤسسي هو العامل الرئيسي لتحقيق النمو"، حسبما يقول حسن مسعود المسؤول بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمنطقة جنوب المتوسط. الأمر ليس فقط بناء شركة أقوى قادرة على مواجهة التحديات، إضفاء الطابع المؤسسي يمنح الشركات إمكانية الوصول لرؤوس الأموال التي تسمح لها بالنمو بشكل أسرع، ولا تعتمد فقط على التمويل العائلي، علاوة على الاستفادة من خبرات جديدة. ويسهل ذلك أيضا توظيف مواهب أفضل والاحتفاظ بها، ويجبر الشركات على هيكلة الملكية والتمويل داخل العائلة بشكل سليم.

وكما تختلف كل شركة عن الأخرى، ستكون أولوياتها مختلفة عندما يحين وقت إضفاء الطابع المؤسسي، حسبما تقول أميرة عجاج مسؤولة حوكمة الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة التمويل الدولية. الشركات العائلية على الأغلب لديها مشكلات متشابهة، لكن إضفاء الطابع المؤسسي لكل شركة يبدأ بمرحلة تشخيص تختلف من شركة لأخرى حسب مشكلاتها وأهدافها. يتفق مسعود مع ذلك، قائلا إنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع: كل شركة تبدأ من نقطة مختلفة ولها أهداف مختلفة.

يتمثل التحدي الأكبر في حوكمة الشركات العائلية في عدم رغبة الملاك على استقدام مجلس إدارة محترف وقيادة خارجية. يعد استقدام مديرين محترفين أو مسؤولين تنفيذيين أمرا صعبا لأفراد العائلة الذين اعتادوا على (أ) عدم الخضوع للرقابة، (ب) عدم المساءلة، (ج) إمكانية الإنفاق من أموال الشركة متى شاءوا. في مرحلة ما، ستنمو الشركة إلى الحد الذي سيضطر فيها أفراد العائلة إلى الاستعانة بمهارات وخبرات خارجية للتعامل مع التعقيدات الإدارية الأكبر والانتقال بالأعمال إلى المستوى التالي، حسبما تقول عجاج.

الخطوة الأولى- نقطة البداية الجيدة هي النظر إلى أدوار ومسؤوليات أي من أفراد العائلة الذين يعملون في الشركة. من لديه سلطة صنع القرار؟ هم مسؤولون أمام من؟ معالجة هذا الأمر يمثل تحديا كبيرا إذا كانت الشركة اضطرت في وقت سابق لتوظيف أفراد من العائلة تنقصهم الكفاءة أو الخبرة اللازمة. يمكن لعملية إضفاء الطابع المؤسسي الجيدة أن تساعد في جذب الكفاءات المناسبة من أفراد الأسرة للعمل في الشركة، وفقا لما قاله مسعود – وتحديد المسارات لترقية المهارات في نفس الوقت.

الخطوة الثانية- اتخذ القرار (الذي عادة ما يكون مؤلما) بتأسيس مجلس إدارة محترف لفصل الملكية عن الإدارة. الأفضل دائما أن يشمل ذلك فصل أدوار ومسؤوليات رئيس مجلس الإدارة عن الرئيس التنفيذي، ويجبر الشركة على جلب مديرين مستقلين يتمتعوا بالمهارات التي تحتاجها الشركة والتي لا تتوفر في أفراد العائلة. في مثل هذه الحالة، يمكن لفريق الإدارة التنفيذية التركيز على العمليات التشغيلية، بينما يركز المالك على استراتيجيات الأعمال وإدارة المخاطر، حسبما تشير عجاج.

تبدأ هذه العملية بتحديد من يملك حصصا اليوم، ومن سيرث ماذا من الجيل القادم. ابحث عن الأنسب للانضمام إلى مجلس الإدارة (الذي يوفر الإشراف) ثم من لديه المهارات للانضمام للفريق الإداري. وبعد ذلك، يمكن للشركات تحديد التحديات التي تواجهها والمضي قدما نحو حلها، حسبما يخبرنا مسعود. وتضيف عجاج أن ذلك سيضع البنية والأسس القوية للحوكمة في مكانها الصحيح.

الترشيح لمجلس الإدارة يجب أن يكون عملية تنافسية منظمة، حسبما تؤكد عجاج. ويشمل هذا اختيار الأعضاء الذي يمكنهم خوض التحديات والمشاركة في استراتيجية التطوير. سيشارك مجلس الإدارة في الإشراف على أداء الفريق الإداري ووضع عمليات وسياسات تتوافق مع مجلس الإدارة ذي الطابع المؤسسي، وتخلق الاستقرار المطلوب للشركة في وقت الأزمات. وتضيف عجاج أن أعضاء مجلس الإدارة من خارج العائلة يجب أن يكونوا من ذوي الخبرة العالية وقادرين على طرح أفكار جديدة. وهذا يجنب الشركة "الموافقات العمياء" وتشابه الأدوار.

ما هي المهارات التي يجب البحث عنها في عضو مجلس الإدارة من خارج العائلة؟ يقول مسعود إن أحد الخيارات هو اختيار شخص لديه خبرة في قطاع أو دولة أو صناعة لا تكون الشركة نشطة فيها لكنها تريد التوسع فيها. ويضيف أن على العائلات البحث عن الأشخاص الذين مروا باختبارات مماثلة في الماضي، وليس بالضرورة أن ينتمي هذا الشخص لنفس الصناعة، ولكن يجب أن يكون قد شارك من قبل بشكل وثيق في مسار التحول المؤسسي.

الخطوة الثالثة- التخطيط للخلافة أمر مهم، العائلة تكبر فتزداد إمكانية وجود مرشحين محتملين للإدارة العليا من داخل العائلة، حسبما تقول عجاج. وتضيف "رأينا العديد من الشركات العائلية تؤخر التخطيط للخلافة حتى اللحظة الأخيرة، مما يعرض الشركة للخطر". وإذا تُركت تلك المشكلات دون معالجة قد تبقى الشركة مهددة بشكل كبير. التحدي الأول هو جعل الجيل الأكبر سنا يعترف بأن الجيل الأصغر لديه القدرة على تولي زمام الأمور. وترى عجاج أن اكتساب الجيل الأصغر خبرة عمل خارجية لإثبات نفسه يعد أحد الحلول.

نعم سيرتكب الصغار الأخطاء، أو لن يتخذوا نفس القرار الذي كان سيتخذه مؤسس الشركة. ولكن العمل استمر من خلال تعلمك لأصول المهنة، أليس كذلك؟

إضفاء الطابع المؤسسي وسيلة رائعة لجذب الأجيال القادمة، ولكن الخبرة السابقة مطلوبة. تقول عجاج "من تجربتنا، لاحظنا أن الأجيال الجديدة تكون مستعدة أكثر للانضمام وقيادة الأعمال العائلية عندما تكون هناك حوكمة سليمة". ولكن تنصح مؤسسة التمويل الدولية دائما الجيل القادم من قادة الشركات العائلية باكتساب خبرة عملية خارج الشركة، إضافة إلى العمل في أجزاء مختلفة من الشركة العائلية للاستعداد بشكل أفضل.

وتذكر: عملية تطبيق الحوكمة هي رحلة لا تتوقف، حسبما تصفها عجاج. يجب دمج هذا النظام في ثقافة الشركة ومواصلة التقدم.

بالنسبة للمستثمرين، ممارسات الحوكمة والهياكل الإدارية السيئة والأطر غير الرسمية تعد مشكلة كبيرة. المستثمرون يبحثون عن شركة مستدامة لديها إمكانات نمو. تظهر الشركات العائلية الناجحة مستويات مستدامة من النمو والالتزام، وذلك نتيجة مباشرة للحوكمة السليمة. وتقول عجاج إن الشركات العائلة تقدم أيضا مستويات من الالتزام من الصعب أن تجدها في الشركات الأخرى.

وكل خطوة في هذه العملية تخاطب نوعا معينا من المستثمرين. يقول مسعود "كل خطوة في عملية إضفاء الطابع المؤسسي لها نوع معين من المستثمرين يفهمون كيفية إدارة مخاطرها، من التمويل التأسيسي إلى التمويل القادم من رأس المال المغامر، إلى الاستثمار المباشر الذي يستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى الاستثمار في أسهم النمو، إلى الاستثمار لشراء حصة مسيطرة، وصولا إلى مستثمري البورصة".

ماذا بعد؟ في الجزء الثالث والأخير الأسبوع المقبل، نلقي نظرة على قصص نجاح لشركات عائلية نجحت في إضفاء الطابع المؤسسي على أعمالها وجذبت الخبرات الخارجية ورؤوس الأموال التي احتاجتها للانتقال إلى المرحلة التالية في مسيرتها.


أبرز أخبار الشركات الناشئة في أسبوع:

  • أتمت شركة وفر إكس الناشئة لخدمات الاسترداد النقدي (الكاش باك) جولة تمويلية بملايين الدولارات بقيادة شركة رأس المال المغامر لوبي كابيتال، وهو ما يمثل أول استثمار للشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  • حصدت شركة بلستكا الناشئة المتخصصة في تكنولوجيا النظافة تمويلا لم يعلن عن حجمه من شبكة الاستثمار الملائكي أليكس إنجلز، كما حصلت على تمويل مماثل من شركة الاستثمار هيفوز.
  • أعلنت شبكة الاستثمار الملائكي كايرو إنجلز إتمام صندوقها التابع "Cairo Angels Syndicate Fund" أول إغلاق له، دون الكشف عن المبلغ الذي جرى جمعه. ويستهدف الصندوق، الذي يتخذ من ولاية ديلاوير الأمريكية مقرا له، الوصول إلى الإغلاق الثاني والأخير بقيمة 5 ملايين دولار بنهاية مايو 2022 مع المستثمرين المؤسسيين.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).