الكل مذعور من أوميكرون
سباق اللقاح المضاد لأوميكرون على أشده: يسابق الباحثون في مودرنا وبيونتك، وجونسون أند جونسون، وأسترازينيكا الزمن لاختبار كفاءة لقاحاتهم ضد متحور أوميكرون، وفق ما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز. وقال خبراء للصحيفة إن عدد الطفرات في بروتينات السنبلة وهي النتوءات الشوكية الموجودة على سطح الفيروس والتي يستخدمها للالتصاق بخلايا البشر، تعني أن اللقاحات الحالية ستكون أقل قدرة في التعرف عليها ومن ثم مقاومتها، ولكن بفضل تركيبة اللقاحات المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال، فإنه من المرجح أن يكون من الأسهل عليها تطويرها كي تتمكن من مقاومة المتحور الجديد. وارتفعت أسهم شركات لقاحات التي تعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال يوم الجمعة مع انتشار الأنباء عن المتحور الجديد، إذ قفز سهم شركة مودرنا بنسبة 21% وقفز سهم بيونتك بنسبة 17% وارتفع سهم فايزر بنسبة 7%. ولاحظ الخبراء أنه من المحتمل أن تكون الأدوية المضادة للفيروسات مهمة للغاية إذا ثبت أن اللقاحات غير فعالة ضد السلالة الجديدة لأنها لا تتأثر بالطفرات في بروتينات السنبلة، على الرغم من أن شركات الأدوية لم تختبرها بعد ضد أوميكرون.
بريطانيا تعيد فرض ارتداء الكمامات إلزاميا وإجراءات أخرى للعزل بعد الوصول إلى البلاد لمنع انتشار أوميكرون. وسيطلب من القادمين إلى المملكة المتحدة إجراء اختبار PCR في غضون يومين من الوصول والعزل الذاتي حتى يتلقوا نتيجة سلبية، وفق ما أعلنته الحكومة البريطانية أمس. وسيتعين على المخالطين لحالات أوميكرون المشتبه بها – حتى أولئك الذين حصلوا على اللقاح – الخضوع للعزل لمدة 10 أيام، وأعادت بريطانيا فرض ارتداء الكمامات في المتاجر ووسائل النقل العام، ولكن ليس في المطاعم أو الحانات. في حين اعترف مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة بأن اللقاحات الحالية قد لا توفر الحماية من المتحور، وقد تنتشر بين الأشخاص الذين حصلوا على جرعتين من اللقاح، فيما أشاروا إلى أنه لا يزال من المحتمل أن تساعد اللقاحات في منع المرض الشديد والوفاة. حتى الآن، اكتشفت المملكة المتحدة حالتين من أوميكرون مرتبطان بالسفر إلى جنوب إفريقيا، حتى مع اكتشاف العديد من حالات الإصابة بالمتحور في أوروبا. خففت المملكة المتحدة قيود السفر قبل أقل من أسبوع بعد إزالة متطلبات الحجر الصحي للمسافرين الذين تلقوا لقاحات سينوفاك وسينوفارم وكوفاكسين الهندي.
أوميكرون يبطيء بالفعل الجهود العالمية لمواجهة الجائحة: تأجل المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية الذي يعقد مرة كل سنتين بعد أن شددت سويسرا قيود السفر وسط انتشار المتحور، وفقا لبيان. والمفارقة هي أن أحد الموضوعات الرئيسية التي كانت على طاولة النقاش في الاجتماعات كان كيفية تحسين توافر اللقاحات في العالم النامي، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز. كان من المقرر عقد المؤتمر في الفترة من 30 نوفمبر إلى 3 ديسمبر ولم يتحدد موعد جديد بعد.
يمكنك تخيل إلى أي مدى قد تسوء الأمور لو قررت الصين "التعايش" مع "كوفيد-19": قد تشهد الصين معدلات إصابة بـ "كوفيد-19" تصل إلى أكثر من 600 ألف حالة يوميا إذا تخلت عن استراتيجيتها "صفر كوفيد" لصالح إعادة فتح الحدود وتخفيف القيود، وفقا لدراسة أجراها المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. أجريت هذه الدراسة ونُشرت قبل اكتشاف متحور أوميكرون الذي يثير المخاوف عالميا الآن. تتوقع الدراسة قفزة في حالات الإصابة الشديدة بـ "كوفيد-19" إلى ضعف نظيرتها في ذورة تفشي الجائحة في أوائل عام 2020 وذلك في حالة إعادة فتح الحدود والتخلص من القيود الصارمة مثل فرض الحجر الصحي كما حدث في الولايات المتحدة. قد يؤدي ذلك إلى "تأثير مدمر على النظام الصحي في الصين متسببا في كارثة كبرى في البلاد"، حسبما قال الباحثون الذين أجروا الدراسة. تواجه الصين ضغوطا من المحللين والاقتصاديين منذ أشهر لإعادة فتح الحدود لتجنب أزمة اقتصادية، لكنها لم تنظر حتى الآن إلا في إعادة فتح جزئي لحدودها مع هونج كونج.
وفي غضون ذلك، ثبت أن عقار مولنوبيرافير المضاد للفيروسات من شركة ميرك يقلل مخاطر الإصابة بـ "كوفيد-19" بنسبة 30% وليس 50% كما ورد في تقارير أولية، حسبما ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز. أظهر تحليل كامل لنتائج تجارب الشركة أن الدواء الفموي، الذي ذكر سابقا أنه يسهم في تقليل الدخول للمستشفى والوفاة بنسبة 50%، أقل فعالية من البيانات الأولية في التجارب الأولية على عينة صغيرة من المرضى المشار إليها. خسرت أسهم ميرك 4% في بورصة نيويورك يوم الجمعة. وحصل مولنوبيرافير، وهو إنتاج مشترك بين شركتي ميرك وريدجباك بيوثيرابيوتكس الأمريكيتين، على الموافقة للاستخدام في الحالات الخفيفة والمتوسطة في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر ولا يزال قيد المراجعة في أوروبا.