روتيني الصباحي: أحمد شيخة الشريك المؤسس ومدير تطوير الأعمال في بريمور
أحمد شيخة الشريك المؤسس ومدير تطوير الأعمال في بريمور: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع أحمد شيخة الشريك المؤسس ومدير تطوير الأعمال في بريمور (لينكد إن). وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي أحمد شيخة، وأنا أبو أمينة التي تبلغ من العمر ستة أشهر، وأيضا مدير تطوير الأعمال في شركة بريمور. درست هندسة الاتصالات، لكني عملت طوال مسيرتي المهنية في مجالات أخرى. بدأت مسيرتي في شركة بروكتر أند جامبل، قبل أن أتنقل بين العديد من الشركات الناشئة. حصلت كذلك على شهادة الماجستير في ريادة الأعمال والإدارة من المعهد الملكي للتكنولوجيا بستوكهولم. أعتقد أن العمل مع الشركات الناشئة مناسب أكثر لشخصيتي، إذ أستمتع ببدء المشروع وتوسيع نطاقه والعمل على التحديات اليومية.
أسست بريمور في عام 2016 بالتعاون مع شريكي محمد عبد العزيز (لينكد إن)، وهو صديقي منذ الجامعة. بعد عمله مستشارا إداريا مع العديد من الشركات، أدرك عبد العزيز أن بعض المؤسسات تكافح من أجل توزيع منتجاتها لأن الوصول إلى السوق مكلف، ويحتاج إلى عمل مكثف من الناحية التشغيلية. الحل الذي توصلنا إليه كان إنشاء قناة توزيع موازية من الأفراد الذين يسلمون المنتجات مباشرة إلى المستهلك النهائي. أسسنا شبكة ضخمة من 75 ألف شخص في أنحاء البلاد، يعملون على مشاركة صور المنتجات ومواصفاتها داخل دوائرهم، ومن ثم يجمعون الطلبات من العملاء ويضعونها على تطبيقنا، وهنا يأتي دورنا في تغليف هذه المنتجات وتسليمها من مستودعاتنا المركزية إلى باب المشتري. والآن نعمل مع أكثر من 300 منفذ و8 آلاف موزع.
غالبية بائعينا هم من ربات البيوت: اكتشفنا من خلال أبحاث السوق أن الرجال يجدون في العادة بدائل وظيفية أخرى، لكن النساء يميلن في المقابل إلى البقاء في المنزل، خاصة في المناطق الريفية. يمنحهم العمل مع بريمور وسيلة دخل مريحة، لأن البائعة الواحدة تنجح في المتوسط في تسويق ما قيمته 5 آلاف جنيه من المنتجات شهريا، أي أنها تحصل على ألفي جنيه تقريبا (هامش ربح 40%). هناك نماذج خارقة بالطبع، مثل تلك السيدة من الجيزة التي أسست شبكة من التجار في أنحاء مصر تصل قيمة مبيعاتها إلى 5 ملايين جنيه في الشهر، وكل هذا ولديها 9 أبناء.
تعد خدماتنا حلا سحريا بالنسبة للموردين، لأنهم يضمنون بيع مخزونهم والوصول إلى السوق المصرية بأكملها. نحصل على خصومات كبيرة من هؤلاء الموردين، ثم نبيع المنتجات بالسعر الأصلي، ونقسم العائد بين البائعين والتكاليف التشغيلية والحصة الخاصة بنا.
نخطط للتوسع في أفريقيا خلال العام المقبل، ونعمل على جولة تمويلية خصيصا من أجل هذا الغرض، وسنعلن عن تفاصيلها خلال الربع الأول من العام المقبل. نعمل حاليا على الانتهاء من جولة تمويلية أخرى بالتعاون مع شركة فوري، وسنعلن عن تفاصيلها الشهر المقبل.
أيضا، نحن بصدد إطلاق ذراع للتوصيل تحت اسم "مايلز مور". طوال الفترة الماضية كنا نستعين بشركات أخرى للتسليم والتخزين، لكن النمو الضخم يجعل من الصعب على أي شركة مواكبة الوتيرة وهيكل التكلفة لدينا. كان هذا سببا مهما للقرار، إضافة إلى اعتقادنا أن السنوات المقبلة ستفتح مجالا كبيرا للخدمات اللوجستية، إلى جانب أن نموذج أعمالنا يربطنا بالفعل بكل المحافظات المصرية تقريبا. نتوقع أن تساعد "مايلز مور" أعمال بريمور وشركات أخرى أيضا، فنحن نخطط لإتاحة الخدمة في السوق، ونجري بالفعل محادثات مع شركتين أخريين.
تقتضي وظيفتي أن أركز على الخطوات التالية للشركة وإنشاء البنية التحتية التكنولوجية اللازمة، إضافة إلى الحفاظ على العمليات اليومية من خلال جمع التمويلات وعقد الشراكات. في الحياة الواقعية، معنى هذا الكثير من الاجتماعات والمكالمات مع المستثمرين أو الشركاء المحتملين. طبيعة عملي لا تتطلب أن أكون في المكتب طوال الوقت، لكن عادة ما أذهب للقاء فريق المنتجات.
روتيني الصباحي ليس نموذجيا، فأنا كائن ليلي أصلا (يضحك). أحقق أفضل النتائج عند العمل ليلا، وأفضل أوقات إنتاجيتي بين 9 مساء و12 منتصف الليل. لدي المرونة اللازمة لقضاء اليوم كما أريد، مما يساعدني على أن أكون أكثر إنتاجية. أستيقظ في الساعة 8:30 أو 9 صباحا، وأخصص الساعات الأولى من اليوم لعائلتي واللعب مع ابنتي ثم تناول الإفطار معا. بعد ذلك أطالع الأخبار الصباحية، وأعتمد في هذا على إنتربرايز ولينكد إن. وفي الساعة 11 صباحا أفتح بريدي الإلكتروني وأبدأ العمل، وعادة ما أستمر حتى الساعة 8 أو 9 مساء.
أحافظ على تركيزي ونظامي من خلال مراعاة الأساسيات والهدف النهائي معا. عليك أن تبني على أساس قوي، لكن عليك كذلك تخيل الصورة الأكبر ورسم تفاصيلها، ومعرفة كيف يمكنك الوصول إليها.
الهدف النهائي لبريمور هو إنشاء بنية تحتية ذكية للتجارة عبر الحدود في أفريقيا، وهذا يستلزم إنشاء مركز لوجستي والتعاون مع العديد من الصناعات الداعمة.
ولأننا نسعى لإنشاء شبكة بشرية، فنحن بحاجة إلى التركيز على الإنسان. بالنسبة لي بريمور ليست مجرد شركة، بل هي رسالة أسعى من خلالها إلى إحداث تغيير وتأثير في حياة الناس. تقدم بريمور دورات للبائعين في محو الأمية المالية، وكذلك الأدوات المالية مثل التمويل متناهي الصغر. ونخطط أيضا لطرح حلول صحية مثل التأمين، ومساعدة أبناء البائعين على الحصول على تعليم أفضل، وهو سبب انضمام غالبية البائعين إلى بريمور. أعتقد أن بناء هذه العلاقات المربحة للجانبين مع الناس هو السبيل إلى بناء الثقة والوصول إلى المجتمع.
لكن حلم حياتي أن أؤسس مدرسة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
في أوقات فراغي، أحب السفر والقراءة. أحب أن أقرأ في الفلسفة وعلم النفس الاجتماعي والتاريخ والأعمال، لدي عدة كتب مفضلة مثل Sapiens وThe Power of Habit وThe Tipping Point وWhy Nations Fail وOutliers وSmarter, Faster, Better.
أستمتع كذلك بمشاهدة الأفلام الوثائقية، وقد أعجبني Space Race وApocalypse: The Second World War. وهناك سلسلة Babies على نتفليكس، التي ساعدتني كثيرا في التعامل مع طفلتي حديثة الولادة، وجعلت التجربة ممتعة بشكل عام.
أفضل نصيحة تلقيتها كانت قولا عربيا مأثورا هو "يضيع العلم بين الحياء والكبر".