روتيني الصباحي: هبة الجبلي الرئيسة التنفيذية ومؤسسة منصة افرشلي
هبة الجبلي الرئيسة التنفيذية ومؤسسة منصة افرشلي: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدأون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. وتتحدث إلينا هذا الأسبوع هبة الجبلي الرئيسة التنفيذية ومؤسسة منصة افرشلي (لينكد إن). وإليكم مقتطفات محررة من الحوار:
اسمي هبة الجبلي، وأنا سيدة أعمال وزوجة وأم لطفلين في سن المراهقة. ابني الأكبر اسمه عمر ويبلغ عمره 16 عاما، أما يوسف فعمره 14 عاما تقريبا، ونقيم جميعا في دبي الآن. حينما كنت أعيش في مصر كنت شريكة في شركة إكليجو ديزاين مع دينا الخشاب وهدايت إسلام، قبل أن أترك الشركة بعد الانتقال إلى الإمارات. قررت أن أؤسس منصة افرشلي عام 2019 حين شعرت أن العالم كله يتحرك نحو الإنترنت، وفكرت أن مجال التصميم الداخلي يمكن أن ينتقل إلى هناك أيضا. يتمثل مفهوم افرشلي في تقديم خدمات التصميم الداخلي عبر الإنترنت بطريقة سهلة ويمكن الوصول إليها وبأسعار معقولة، مع العمل أيضا كمنصة للتجارة الإلكترونية للعلامات التجارية والمصممين المصريين. الأثاث موجود على الإنترنت ويمكن شراؤه بسهولة، لكن معظم الناس يحتاجون إلى أداة تمنحهم صورة عن شكل هذا الأثاث حين يوضع في المساحة الخاصة بهم.
بصفتي الرئيسة التنفيذية، وظيفتي هي تحديد اتجاه الشركة وقيادة فريقي لتقديم خدماتنا إلى العملاء بمستوى معين. معنى هذا الكثير من الاجتماعات على أساس يومي مع مختلف الفرق والعملاء والموردين والمستثمرين. عملي يقتضي إدارة الكثير من الأشخاص، لكن الأولويات تختلف كل يوم.
بدأنا الشركة بشخصين فقط، والآن أصبحنا فريقا مكونا من 26 شخصا. في بداية عام 2020 قررت أن علينا توسيع نطاق الشركة، وهذا يعني أنني سأضطر إلى البحث عن استثمارات. زوجي أحمد الذي يعمل في مجال البنوك الاستثمارية ساعدني فعلا، وأعانني على تطوير طريقة جمع التمويلات والإعداد القانوني والتواصل مع الجهات اللازمة… ساعدني في كل شيء، ولم أكن لأتمكن من فعل ذلك من غيره.
بفضل التمويل، تحولت افرشلي إلى الاعتماد على التكنولوجيا بشكل أكبر. اتجهنا بسرعة إلى تعيين فريق من المهندسين والمطورين لبناء خواص تجعل منتجنا أكثر كفاءة وقابلية للتطوير. الفكرة أنك بمجرد دخول مجال التكنولوجيا تجد الكثير من الضغوط على عاتقك، لأن السرعة مختلفة جدا وأنت مسؤول أمام المستثمرين. لكنه مجال مثير للغاية ويسمح لك بالتفكير في أحلام أكبر.
بما أني أعيش في دبي والموظفون في مصر، فأنا أعمل عن بعد طول الوقت. عندما قررت إطلاق المنصة كنت أعلم أني أحتاج للبدء في مصر، لأنها سوق أعرفها جيدا ولدي العديد من المعارف والاتصالات هناك. وحتى لو توسعت في الإمارات، فمن المحتمل أن يظل جزء كبير من فريقي في مصر.
لإدارة الشركات عن بعد، عليك إنشاء ثقافة المساءلة المشتركة. لدينا اجتماعات أسبوعية عبر الإنترنت يقدم خلالها كل فرد في الشركة تحديثات بخصوص ما يعمل عليه في الوقت الحالي، وهذا لا يجعلهم مسؤولين أمام مديرهم فحسب، بل أمام بعضهم البعض أيضا. يكون هذا صعبا في بعض الأحيان، لكن الأمور تمضي بطريقة جيدة إذا كان الموظفون مسؤولين ولديك نظام ثابت.
بعد رفع قيود السفر، بدأت المجيء إلى مصر لمدة أسبوع كل شهر للعمل من المكتب والتواصل مع أعضاء الفريق وجها لوجه. أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حد أدنى من التفاعل الجسدي في العمل، لكن ليس كل يوم بالتأكيد.
عندما أكون في دبي، عادة ما أستيقظ في الساعة 6:50 صباحا مع زوجي وأولادي. نعم، السادسة وخمسين دقيقة بالتحديد (تضحك). نقضي بعض الوقت معا لتناول الإفطار، قبل أن آخذ الأولاد إلى المدرسة وأتجه لصالة الألعاب الرياضية. بالنسبة لي، تنشط الرياضة عقلي بقدر تعمل مع جسدي. بعض الناس تأتيهم أفضل أفكارهم أثناء الاستحمام، أما أنا فيحدث هذا في الجيم. بعد التمرين ألقي نظرة سريعة على ما يحدث في العالم. أقرأ نشرة إنتربرايز كل يوم، وهي المفضلة عندي بكل صراحة، بعد ذلك أتصفح نيويورك تايمز.
أنا شخص صباحي جدا، وأول ساعتين من اليوم هما الأكثر إنتاجية. عادة ما أبدأ العمل في التاسعة والنصف صباحا تقريبا، وأحب أن أبدأ دوما بإنشاء قائمة في ذهني لأهم الأشياء التي يجب تنفيذها خلال اليوم وبقية الأسبوع. منذ حصولنا على التمويل وجدت أيضا أنه من المهم تخصيص بعض الوقت للتفكير على المدى الطويل، مثل الأشهر الستة المقبلة. من السهل الانغماس في العمليات اليومية، لكن كشركة ناشئة عليك التفكير في المبادرة التالية طوال الوقت وإلا فلن تتحرك للأمام أبدا.
الموازنة بين العمل والحياة صعبة حين يكون مكتبي عبارة عن "ترابيزة السفرة" (تضحك). اشتغلت لبعض الوقت من أحد المطاعم، لكن الوباء وضع حدا لذلك. يعود الأطفال إلى المنزل في نحو الرابعة مساء، ونتناول الغداء معا، وفي العادة أعود إلى العمل بعدها. الأمر المؤكد أن العمل من المنزل يجعل الحدود بين العمل والحياة واهية، لكني أعتقد أيضا أن الأمر يتعلق بالمرحلة الحالية لمنصة افرشلي كشركة ناشئة.
بعد العمل، أحب أنا وزوجي وابني الأصغر مشاهدة نتفليكس معا، وبالطبع لا بد أن يوافق يوسف على ما نشاهده (تضحك). وقد شاهدنا مؤخرا مسلسل أنمي اسمه Fullmetal Alchemist، وبرنامج عن الطعام يدعى Baking Impossible.
أحصل على الكثير من النصائح التجارية من الكتب والبودكاست التي أستمع إليها. بصفتي أمتلك شركة ناشئة، أحب دوما إلقاء نظرة على دراسات الحالة وتحليل كيفية نمو الشركات الأخرى. من الكتب الرائعة التي قرأتها مؤخرا No Rules Rules: Netflix and the Culture of Reinvention، تأليف إيرين ماير وريد هاستينجز. لكن شغفي الأساسي هو البودكاست، وأستمع إلى الكثير منه خلال القيادة والطهي، وخلال أداء الأعمال الأخرى بشكل عام. أكثر 3 بودكاست أفضلها هي How I Built This with Guy Raz، وInvest like The Best with Patrick O'Shaughnessy، وأخيرا The Tim Ferriss Show.
أكثر ما يشغلني هو التأكد من أني أوظف أفضل الأشخاص في المجال، ثم أعتني بهم بكل ما أوتيت من طاقة. لا يمكن أن تنجح وحدك، بل إن وجود فريق جيد هو ما يدفعك إلى الأمام.