الرجوع للعدد الكامل
الإثنين, 8 نوفمبر 2021

ويكيبيديا تتحول لساحة "حرب بالكلمات" بسبب الصين

هل تعتبر ويكيبيديا مصدرا محايدا للمعلومات؟ تواجه مبادئ منصة ويكيبيديا المتعلقة بالحيادية وحرية التعبير موجة انتقادات مرة أخرى، وسط التصعيد الأخير لـ "حرب الكلمات" الشرسة بين من نصبوا أنفسهم محررين لمحتوى ويكيبيديا، لكن هذه المرة بسبب الصين وهونج كونج.

نقطة البداية: بدأت الاشتباكات اللفظية الأخيرة بين المحررين المؤيدين للديمقراطية وآخرين موالين لبكين وركزت على التوترات بين هونج كونج والصين والاحتجاجات التي جرى قمعها خلال عامي 2019 و2020 على وجه التحديد، وفق بي بي سي. في سبتمبر، حظر فريق الإدارة في ويكيبيديا سبعة محررين موالين لبكين من تعديل أو تغيير المحتوى على المنصة، وذلك بسبب ترويعهم للمحررين المؤيدين للديمقراطية. لكن الموالين لبكين الذين تحدثوا إلى بي بي سي قالوا إن مثل هذه الخطوات تهدد بتحريف المحتوى المتعلق بالصين وهونج كونج لصالح وجهات النظر الغربية، كما يعزز التحيز عبر الإنترنت.

لكن المدافعين عن المنصة يقولون إنها تسعى جاهدة لتحقيق التوازن: أكد مؤسس ويكيبيديا جيمي ويلز أن المنصة يمكن أن تكون مصدرا لمعلومات ذات قيمة عن الصين، شريطة أن تسمح الحكومة بالوصول لمصادر المعلومات، طبقا لبي بي سي. أضاف ويلز أن الدور الذي تلعبه الموسوعة الإلكترونية يتمحور حول عرض وجهات النظر المتعددة، إلى جانب تقديم شروحات لوجهات النظر هذه على نحو عادل.

ليست المرة الأولى التي تتحول فيها ويكيبيديا إلى ساحة حرب بين وجهات النظر المتنافسة، من بينها المتعلقة بتاريخ النازيين: اضطرت كسينيا كوفمان المولودة في الاتحاد السوفيتي، والتي ظلت محررة نشطة على منصة ويكيبيديا حتى عام 2015، إلى مراجعة مقالات رأت أنها تمجد الأعمال العسكرية للضباط النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وفق مقال حديث نشرته مجلة وايرد. قامت كوفمان بتعديلات على هذا المحتوى بلغ عددها 97 ألف تعديل، وأنشأت 3200 صفحة على المنصة واحتلت المركز الـ 734 بين 121 ألف محرر بارز في ويكيبيديا. رغم اعتقاد كوفمان أنها تقوم بخدمة ضرورية، إلا أن زملائها المحررين ممن يتبنون وجهات نظر مختلفة حول توصيف "البطولات العسكرية" اتهموها بتخريب المقالات التي أجرت تعديلات عليها. أدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 إلى صراع على موقع ويكيبيديا للسيطرة على طريقة سرد المحتوى، إذ جرى تعديل تاريخ شبه جزيرة القرم أكثر من 500 مرة على الموقع في مارس عام 2014 وحده، قبل أن يجري إغلاق التعديلات على المحتوى في النهاية، وفق ما نقلته إيه بي سي في ذلك الوقت.

صراعات من نوع آخر: هناك صراع مستمر بين من يصرون على أن فرقة الروك إيجلز التي صعدت للساحة الموسيقية في سبعينيات القرن الماضي (الشهيرة بأغنية Hotel California) لا يجب أن يجري الإشارة إليها باسم إيجلز، في مقابل آخرين مهتمين بصحة القواعد اللغوية وغيرها. أدرج هذا الصراع ضمن قائمة 2011 لأكثر المعارك التحريرية تفاهة، إلى جانب كيفية نطق Caesar، وإذا ما كان يمكننا وصف أشبال الدب القطبي بأنها لطيفة.

الأزمة هنا، أن أي شخص يمكنه إجراء تعديلات على مقالات ويكيبيديا: لم يتغير النموذج الأساسي لويكيبيديا الذي يعتمد على الاستعانة بالجمهور في جمع المعلومات خلال نحو عشرين عاما منذ إطلاقه. واجه الموقع انتقادات في المراحل الأولى أشارت إلى أنه يقلل من أهمية الخبرة ويتنازل عن الحقيقة للرأي السائد، وفق مقال حديث لمجلة سليت.

لكن ويكيبيديا تتخذ إجراءات لتجنب التحيز: تعد بعض مقالات ويكيبيديا، التي تدور حول الأحداث التاريخية التي تعتبر مثيرة للجدل أو للمشاعر (على الأقل للناطقين باللغة الإنجليزية) مثل المتعلقة بأحداث 11 سبتمبر أو حرب أفغانستان، شبه محمية. يعني ذلك أنه يمكن إجراء تعديل عليها فقط من المستخدمين ممن لديهم حساب على المنصة، والذي لا تقل مدة إنشائه عن أربعة أيام وأجرى 10 تعديلات على المنصة على الأقل.

فريق تحريري ضخم: بلغ عدد المتطوعين الذين يراجعون محتوى ويكيبيديا ويجرون تعديلات عليه حول العالم 80 ألفا في عام 2014، وفق إيه بي سي. أي شخص يحاول إضافة معلومات خاطئة لصفحات أو مقالات ويكيبيديا التي تدور حول اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19" ستحذفها المنصة على الأرجح من خلال أحد المراقبين المتخصصين البالغ عددهم 400 شخص ممن تطوعوا لمراقبة التغييرات على المحتوى.

إلى جانب المصادر التي يمكن التحقق منها: واحدة من أبرز نقاط القوة التي تتميز بها ويكيبيديا، التي يساعد محررو المنصة في تعزيزها، هي أنها تركز على التحقق من المصادر بدلا من السعي وراء ما يطلق عليه الحقيقة، والتي من الممكن أن تختلف من منظور لآخر.

لكن الوصول للمعلومات يرتبط ارتباطا وثيقا باللغة: على منصة ويكيبيديا وحدها، هناك تفاوتات هائلة في حجم المحتوى المتوفر عبر الإنترنت بلغات مختلفة، وفق الجارديان. من بين 288 نسخة بلغة رسمية، تعد اللغة الإنجليزية الأضخم من حيث عدد المحررين حتى الآن، متبوعة بالألمانية ثم الفرنسية، وفقا للمقال. نحو 74% من المفاهيم المكتوبة على ويكيبيديا جاءت في مقالات بلغة واحدة فقط، فيما جرى تناول 95% من المفاهيم في مقالات بأقل من 6 لغات. احتوت اللغة الإنجليزية على 51% فقط من المقالات المكتوبة باللغة الألمانية، وفق الجارديان.

هناك فرق واضح بين مدى استخدام لغات بعينها مقارنة بنسبة السكان الناطقين بها، كما هو موضح في هذا الرسم البياني على موقع فيجوال كابيتاليست. نجد أن 60.4% من أفضل 10 ملايين موقع في العالم باللغة الإنجليزية، في حين يتحدث 16.2% من سكان العالم الإنجليزية. استخدمت اللغة الصينية في 1.4% فقط في محتوى الـ 10 ملايين موقع، رغم أن الناطقين باللغة الصينية يمثلون 14.3% من سكان العالم. استخدمت اللغة العربية بنسبة 1.1% في محتوى الـ 10 ملايين موقع، رغم أنها سادس أكثر لغة يجري التحدث بها في العالم، بنسبة تبلغ 3.5% من عدد سكان العالم.

هذه النشرة اليومية تقوم بإصدارها شركة انتربرايز فنشرز لإعداد وتطوير المحتوى الإلكتروني (شركة ذات مسئولية محدودة – سجل تجاري رقم 83594).

الملخصات الإخبارية والمحتويات الواردة بنشرة «انتربرايز» معروضة للاطلاع فقط، ولا ينبغي اتخاذ أية قرارات جوهرية دون الرجوع إلى مصدر الخبر بلغته الأصلية. كما أن محتويات النشرة تقدم “كما هي – دون استقطاع”، ولا تتحمل الشركة أو أي من العاملين لديها أو أية مسئولية تجاه دقة أو صلاحية البيانات الواردة بالنشرة باعتبارها ملخصات إخبارية.2022 Enterprise Ventures LLC ©

نشرة «إنتربرايز» الإخبارية تأتيكم برعاية «بنك HSBC مصر»، البنك الرائد للشركات والأفراد في مصر (رقم التسجيل الضريببي: 715-901-204)، و«المجموعة المالية هيرميس»، شركة الخدمات المالية الرائدة في الأسواق الناشئة والمبتدئة (رقم التسجيل الضريبي: 385-178-200)، و«سوديك»، شركة التطوير العقاري المصرية الرائدة (رقم التسجيل الضريبي:002-168-212)، و«سوما باي»، شريكنا لعطلات البحر الأحمر (رقم التسجيل الضريبي: 300-903-204)، و«إنفنيتي»، المتخصصة في حلول الطاقة المتجددة للمدن والمصانع والمنازل في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 359-939-474)، و«سيرا للتعليم»، رواد تقديم خدمات التعليم قبل الجامعي والجامعي بالقطاع الخاص في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 608-069-200)، و«أوراسكوم كونستراكشون»، رائدة مشروعات البنية التحتية في مصر وخارجها (رقم التسجيل الضريبي: 806-988-229)، و«محرم وشركاه»، الشريك الرائد للسياسات العامة والعلاقات الحكومية (رقم التسجيل الضريبي: 459-112-616)، و«بنك المشرق»، البنك الرائد بالخدمات المصرفية للأفراد والخدمات المصرفية الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (رقم التسجيل الضريبي: 862-898-204)، و«بالم هيلز للتعمير»، المطور الرائد للعقارات التجارية والسكنية (رقم التسجيل الضريبي: 014-737-432)، و «مجموعة التنمية الصناعية (آي دي جي)»، المطور الرائد للمناطق الصناعية في مصر (رقم التسجيل الضريبي 253-965-266)، و«حسن علام العقارية – أبناء مصر للاستثمار العقاري»، إحدى كبرى الشركات العقارية الرائدة في مصر (رقم التسجيل الضريبي: 567-096-553)، ومكتب «صالح وبرسوم وعبدالعزيز وشركاهم»، الشريك الرائد للمراجعة المالية والاستشارات الضريبية والمحاسبية (رقم التسجيل الضريبي: 827-002-220).