روتيني الصباحي: السفير الأيرلندي في القاهرة شون أوريجان
السفير الأيرلندي في القاهرة شون أوريجان: روتيني الصباحي هي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد البارزين في مجتمعنا وكيف يبدؤون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع شون أوريجان (لينكد إن) السفير الأيرلندي في القاهرة. وإليكم مقتطفات محررة من حوارنا:
اسمي شون أوريجان وأنا السفير الأيرلندي في القاهرة. أعمل هنا منذ ما يزيد قليلا عن أربع سنوات. توليت أيضا العديد من المناصب في فنلندا وتركيا والصين وسلوفينيا منذ بدء عملي في وزارة الخارجية. خلفيتي في العلوم، وبدأت مسيرتي المهنية في هذا المجال قبل أن أعود إلى الجامعة للحصول على ماجستير إدارة الإعمال واجتياز اختبار الخدمة المدنية.
وظيفتي هي هوايتي المفضلة، من نواح عدة، لطالما كنت مهتما بالسياسة، لكن ليس بالسياسة الانتخابية. وبينما تتضمن تلك الوظيفة القليل من كل شيء، فإن أكثر ما يثير اهتمامي هو التحليل السياسي – والذي يتعلق كثيرا بفهم الأشخاص وما يحفزهم. أحدهم أخبرني في ذات مرة أن وظيفتي هي تكوين صداقات لبلادي، وهذا صحيح – سواء كان ذلك في وزارة الخارجية أو في الغرف التجارية أو في الفنون.
تتمتع مصر وأيرلندا بتاريخ طويل من التقارب السياسي. حتى قبل استقلال أي من البلدين، سعينا إلى التعاون مع الوفد المصري في مفاوضات معاهدة فرساي. وكان هناك قدر كبير من التواصل بين حركات الاستقلال الأيرلندية والمصرية. وفقي الوقت الحاضر، نعمل معا بشكل وثيق في قضايا السياسة الخارجية مثل عملية السلام في الشرق الأوسط، وحفظ السلام بشكل عام. وأنشأنا سفارتنا هنا في القاهرة في سبعينيات القرن الماضي.
علاقاتنا التجارية مع مصر جيدة، ولكنها من الممكن أن تكون أفضل. غالبية المواد الغذائية التي اعتادت أيرلندا تصديرها إلى مصر، مثل اللحوم، أصبحت باهظة الثمن – يعود ذلك جزئيا إلى إنتاجها من خلال الزراعة المستدامة – للعديد من المستهلكين المصريين. ونحن نصدر عددا كبيرا جدا من منتجات الألبان، على الرغم من أنك قد لا تراها على الأرفف في المتاجر، حيث تباع بين السلع.
جزء كبير من تجارتنا مع مصر يتركز الآن في قطاع الخدمات. تقريبا، جميع المقار الرئيسية للشركات التي تقدم خدماتها عبر الإنترنت مثل جوجل وفيسبوك في أوروبا أو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موجودة في أيرلندا. ويعمل العديد من المصريين الذين يعيشون في أيرلندا في تلك الشركات. وبالمثل بالنسبة لشركات الأدوية، فلدينا قطاع تكنولوجيا مالية قوي للغاية – تستخدم العديد من البنوك المصرية منتجات التكنولوجيا المالية الأيرلندية.
نأمل أن تسير مصر للطيران رحلات مباشرة إلى أيرلندا في المستقبل القريب – مما سيحدث فرقا كبيرا في العلاقة التجارية أيضا.
عادة، يبدأ يوم عملي حوالي الساعة 8:30 صباحا، وأقرأ الصحف – إذ تأتي أنتربرايز في المرتبة الثانية على قائمتي، بعد أيريش تايمز. ثم تأتي نيويورك تايمز والإيكونوميست والعديد من الإصدارات الصحفية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي ومنظمات أخرى. عموما إنجاز كل تلك الأمور يستغرق مني ساعة. غالبا ما أعقد اجتماعات في الصباح، وأقرأ تقاريري وأي كتابة في فترة ما بعد الظهر.
بالطبع لقاءات العمل على الغداء والعشاء جزء كبير من هذه الحياة، وقد تصل إلى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع. يبدو كل شيء اجتماعيا وساحرا للغاية- والكثير منه كذلك – ولكنه بالطبع من مقتضيات العمل أيضا.
عملنا من المنزل، في ذروة انتشار الجائحة، لكننا الآن نعود إلى مكاتبنا بدوام كامل إلى حد كبير. والأمرين أمامهما العديد من التحديات – خاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على تحفيز الناس خلال فترة صعبة حقا. أعتقد أن هذا الأمر واجهته المؤسسات كافة، الكبيرة منها والصغيرة أيضا. التحدي التالي، يتمثل في التأكد مواصلة الناس ممارسة السلوك الآمن في المكاتب.
وبعيدا عن العمل، أستمتع بالقراءة والمشي ومشاهدة الأفلام الجيدة. أثناء الجائحة، بدأت أيضا في لعب الجولف بانتظام. القراءة مهمة بالنسبة لي، وأنا أحب الروايات، على الرغم من أنني ربما أقرأ المزيد من السير الذاتية والتاريخ السياسي. رياضة الرجبي من بين أكبر اهتماماتي أيضا.
أحب صفاء الصحراء. ليس هناك بالضرورة جزء معين، أحبه أكثر من الآخر. أنا أحب كل شيء. أشعر أيضا بنفس الإحساس تجاه واحة سيوة، التي قمت بزيارتها عدة مرات في مصر.
أقرأ حاليا العديد من الكتب الشيقة: كتابي الخيالي حاليا هو "رحالة عند بوابات الحكمة" لجون بوين. وروايتي الحالية "التنوير الإسلامي" لكريس دي بيليج. وكان آخر كتاب مصري أقرأه رواية "عطارد" لمحمد ربيع.
يقدم كتاب رائع كتب منذ عام 1920 بعنوان "مصري في أيرلندا"، بعض الأفكار حول العلاقة بين أيرلندا ومصر. ويحكي قصة شاب سافر إلى أيرلندا لدراسة الاقتصاد، والذي كتب كتابا رائعا عن تاريخ حركة المجتمع التعاوني الأيرلندي، قائلا إنه شيء يجب أن تتبناه مصر في تنميتها.
الناس قد تكون مهتمة بمعرفة أن عيد الهالوين أيرلندي في الأصل، ويحتل مكانة مهمة في الثقافة الأيرلندية. الاحتفال حديثا بعيد الهالوين مستمد من عطلة Samhain القديمة، والتي تميزت بالانتقال من الخريف إلى الشتاء. يسميها البعض العام السلتي الجديد. تقليديا، كان هذا هو الوقت الذي أصبح فيه الحجاب الفاصل بين الماضي والحاضر والمستقبل ضعيفا، والذي اعتقد الناس أنه سمح لهم بالتواصل مع أسلافهم والتنبؤ بالمستقبل. وأصبح العيد مرتبطا بالقراءة والزيارة. كما نحت الناس جماجم من اللفت لإخافة الأرواح المتجولة والحفاظ على منازلهم آمنة.
يعتبر الهالوين من بعض النواحي تاريخا للهجرة الأيرلندية. إذ أخذ المهاجرون الأيرلنديون تلك العطلة إلى الولايات المتحدة، ولكن بعض الأشياء التي يعتقد الأمريكيون أنها مثل عيد الهالوين لا تلقى صدى لدينا على الإطلاق – لا سيما عندما يتعلق الأمر بالرعب والدماء.
في أيرلندا، احتفالاتنا لا تتضمن المبالغات الهوليودية ولكنها تحتفظ بكل الغموض والمرح. بدءا من الأحد الماضي وحتى عيد الهالوين نفسه، هناك مهرجان هالوين في دبلن، مع فعاليات مثل جولات الأشباح في المدينة. برام ستوكر كان أيرلنديا، لذلك تتردد قصة دراكولا كثيرا. نحتفل بألعاب الأطفال التقليدية، مثل الرقص على التفاح. قد نأكل أيضا طعاما خاصا، مثل barmbrack – خبز الفاكهة الأيرلندي الذي يحتوي تقليديا على أشياء مختلفة مخبوزة كجزء من لعبة قراءة الطالع. ارتداء الملابس أمر مهم – خاصة بالنسبة للأطفال، الذين يؤدون أغنية أو الرقصات التقليدية في مقابل الحلوى أو تفاحة.
هل سأحتفل بعيد الهالوين في القاهرة؟ بالطبع. نقيم احتفالا بعيد الهالوين في السفارة كل عام. هذا العام، نجري بعض الإصلاحات – لذا سأحتفل هذه المرة بالذهاب إلى حفل شخص آخر.